وافقت أحزاب الائتلاف الحاكم في اليابان أمس على خطة إصلاح السياسات الضريبية للعام المالي 2015 والتي تتضمن تخفيضات في ضرائب الشركات وزيادة الإعفاءات التي يتمتع بها الأثرياء بهدف تعزيز الإنفاق الاستهلاكي المتعثر وزيادة الإنفاق الاستثماري للشركات، ولتحفيز الاقتصاد الذي يعاني الكساد منذ حوالي عقدين من الزمان.
وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن شينزو آبي رئيس الوزراء يراهن من خلال زيادة ربحية الشركات الكبيرة وتشجيع انتقال الأصول من الأجيال الكبيرة إلى الأجيال الشابة إلى تعزيز سياسته الاقتصادية المعروفة باسم اقتصادات آبي وتشجيع الاقتصادات المحلية في مختلف أنحاء اليابان.
في الوقت نفسه، فإن الخطة التي أقرها الحزب الليبرالي الديمقراطي بزعامة آبي وشريكه الأصغر في الحكومة الائتلافية حزب كوميتو الجديد لم تقدم أي إجراءات لدعم أصحاب الدخل المحدود ولا الشركات الصغيرة، وهم الفئات التي تضررت من ارتفاعات الأسعار نتيجة زيادة ضريبة المبيعات من 5 إلى 8 في المائة في نيسان الماضي، إلى جانب تراجع قيمة الين أمام العملات الرئيسية الأخرى في العالم.
وكان آبي الذي أدى اليمين لولاية ثالثة مؤخراً قد تعهد بإنعاش اقتصاديات المقاطعات قبل الانتخابات المحلية في مختلف أنحاء البلاد الربيع المقبل، فيما حقق الائتلاف الحاكم فوزا ساحقا في الانتخابات المبكرة التي أجريت أواخر الشهر الماضي، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء تصويتا بالثقة من جانب الشعب على سياساته الاقتصادية.
الين والأسهم
نقدياً، سجل الين ارتفاعا كبيرا أمام الدولار واليورو أمس مع إقبال المستثمرين على شراء العملة اليابانية باعتبارها ملاذا آمنا وسط مخاوف في نهاية العام من مخاطر اقتصادية تلوح في الأفق.
وتضرر اليورو مجددا جراء خطر خروج اليونان من منطقة اليورو بعد أن رفض البرلمان مرشح رئيس الوزراء لتولي منصب الرئيس مما أوجب إجراء انتخابات عامة الشهر المقبل. ويشعر المستثمرون بالقلق أيضا بسبب مخاوف أوسع من تباطؤ النمو العالمي وانكماش الأسعار.
وساهمت المخاوف المتعلقة بالطلب العالمي في هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياته في 5 سنوات ونصف السنة دون 57 دولارا للبرميل أمس لتلحق بها أسواق الأسهم والدولار.
وصعد الين نحو 1 في المئة أمام الدولار إلى 119.56 ينا للدولار لتنزل العملة الأميركية من أعلى مستوياتها في أكثر من 8 سنوات ونصف السنة أمام سلة من العملات.
وفي أحدث التعاملات تراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات إلى 89.967 منخفضا 0.3 في المئة. وخسر مؤشر نيكاي القياسي الياباني الذي عادة ما تربطه علاقة عكسية بالين 1.6 في المئة في آخر جلسة تداول هذا العام.
ونزل اليورو أمام الدولار إلى أدنى مستوياته في 29 شهرا عند 1.2123 دولار خلال التعاملات الآسيوية لكنه استقر في أحدث التعاملات عند 1.21525 دولار.
وهبطت العملة الأوروبية الموحدة 1 في المئة أمام الين مسجلة 145.25 ينا. وارتفع الجنيه الاسترليني 0.1 في المئة أمام العملة الأميركية إلى 1.5537 دولار لكنه يظل قريبا من أدنى مستوياته في 16 شهرا، والذي لامسه الأسبوع الماضي وذلك بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع أسعار المنازل البريطانية في كانون الأول بأبطأ وتيرة سنوية في أكثر من عام.
وفي بورصة الاسهم، أنهى مؤشر نيكاي القياسي للأسهم اليابانية تعاملات عام 2014 أمس منخفضا نتيجة تصفية مستثمرين مراكز قبل عطلة العام الجديد الطويلة فضلا عن مخاوف بشأن الوضع السياسي أدت لعزوف عن المخاطرة.
وقال ماكوتو كيكوتشي الرئيس التنفيذي لشركة ميوغو اسيت مانجمنت اليابان «ثمة حركة بيع لأن المستثمرين يرون أن نيكاي أعلى قليلا من اللازم عند نهاية العام. انها حركة تصحيح طبيعية في السوق«.
وفقد المؤشر نيكاي 1.6 في المئة ليغلق على 17450.77 نقطة. لكن المؤشر ارتفع 7.1 في المئة خلال العام بفضل مشتريات قوية لأصول من جانب مصرف اليابان المركزي وضعف الين ما عزز أرباح الشركات. وفي عام 2013 ارتفع المؤشر 57 في المئة بفضل سياسات التيسير النقدي التي تبناها رئيس الوزراء شينزو آبي.
وفقد سهم سوفتمصرف كورب 1.8 في المئة وفانوك كورب 1.5 في المئة. وسجل سهم توراي اندستريز أفضل أداء على نيكاي مرتفعا 3.3 في المئة بفضل أنباء صحفية ذكرت أن الشركة ستورد أليافا كربونية لشركة بي.ام. دبليو الالمانية.
ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.2 في المئة إلى 1407.518 نقاط لكنه ارتفع 8.1 في المئة خلال العام. كما انخفض مؤشر جيه.بي.اكس- نيكاي 400 بواقع 1.3 في المئة عند 12768.42 نقطة. وزاد المؤشر 8.5 في المئة في 2014.