IMLebanon

السعودية غير مهتمة بهبوط النفط

KSASaudiOil
طوني رزق
في حين تساعد الكلفة المنخفضة لإنتاج النفط في المملكة العربية السعودية على تحمُّل تدنّي إضافيّ لأسعار النفط العالمية فإنّ المملكة لا تبدي أيّ انزعاج من التراجع في الأسعار، خصوصاً أنّها تلعب هذه الورقة لتحسين حصّتها في الأسواق العالمية ولإزعاج خصومِها السياسيّين، خصوصاً في روسيا وإيران.
لا تُظهر المملكة العربية السعودية أيّ اهتمام أو قلق من جرّاء الهبوط المتواصل لأسعار النفط، ويبقى وضع المملكة صلباً وقوياً مقارنةً مع الكثير من الدوَل المنتجة للنفط، إذ إنّ المملكة العربية السعودية تنتج النفط بكلفة متدنّية ويمكّنها ذلك من تحمّل أيّ انخفاضات أخرى لأسعار النفط، وخصوصاً أنّها تملك المداخيل النفطية الهائلة التي جمعَتها في الأعوام الخمسة الماضية.

غير أنّ الدوَل المنتجة الأخرى للنفط داخل منظّمة أوبك كما وفي خارجها فقد تلقَّت ضرباتٍ موجعة من هبوط الأسعار، الأمر الذي قلّصَ مداخيلها، وتُدرك المملكة تماماً الخسائر التي تسجّلها كلّ من روسيا وإيران وفنزويلا وكندا وحتى بعض الشركات داخل الولايات المتحدة الاميركية. ويتيح ذلك للمملكة العربية السعودية اللعبَ بورقة الحصة في الأسواق العالمية.

وبالنسبة للعديد من الأعضاء في منظمة أوبك وخارجها فإنّ هبوط الأسعار دون مستوى كلفة الإنتاج يبقى أمراً غيرَ محتمَل، إذ إنّ فنزويلا تتطلّب سعراً يقارب الـ 160 دولاراً للبرميل، في حين أنّ إيران تحتاج الى أسعار حول 120 دولاراً للبرميل، ولا تلعب المملكة العربية السعودية ورقة الاسعار فقط للحفاظ على حجم حصّتها في الأسواق النفطية العالمية فحسب بل وأيضاً لتقويض الاستقرار في الدوَل التي تعتبرها خصماً سياسياً، مثل إيران وروسيا والقوى الشيعية في كلّ من العراق وسوريا.

وكان سعر النفط تراجَع إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات ونصف السنة فتراجعَ سعر النفط الاميركي أمس بنسبة 0,68 في المئة إلى 53,25 دولاراً للبرميل إزاء سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,86 في المئة الى 57,38 دولارا للبرميل.

وجاء التراجع أمس مع ارتفاع حجم المخزونات النفطية الاستراتيجية في الولايات المتحدة الاميركية، الأمر الذي تفسّره الأسواق انخفاضاً في حجم الاستهلاك في أكبر اقتصاد مستهلك للنفط في العالم. ويتوقّع أن تبقى هذه المخزونات الأميركية عند أعلى مستوى لها في ثلاثة عقود من الزمن.

وبلغَت نسبة تراجع أسعار النفط هذا العام 46 في المئة، وهي الأعلى منذ العام 2008، ويأتي ذلك وسط ارتفاع المعروض النفطي في الأسواق، خصوصاً بعد رفعِ دولة قطر إمداداتها للأسواق إلى مليوني برميل نفط يومياً. أمّا منظمة اوبك فمدّت الأسواق يومياً 30,56 مليون برميل مقارنةً مع أهدافها المحدّدة سابقاً عند 30 مليون برميل فقط. في حين أنّ الولايات المتحدة الاميركية رفعَت إنتاجَها إلى 9,14 ملايين برميل.

الأسواق المالية المحلية والعالمية

أقفلت بورصة بيروت الرسمية للأسهم تداولات العام 2014 أمس مسجِّلةً المزيد من الخسائر على مستوى أسهم سوليدير وبعض البنوك، فتراجعَت 0,40 في المئة إلى 11,221 مليار دولار قيمة سوقية. فهبَطت أسهم سوليدير 1,30 و0,61 في المئة إلى 11,15 دولار و11,11 دولاراً، وهي من أدنى مستويات الإقفال السنوية منذ أعوام كثيرة، عاكسةً أجواءَ البلاد غير المريحة. وتراجعَت أسهم بنك عودة المدرَجة 0,82 في المئة وبيبلوس العادية 0,62 في المئة.

أمّا في الأسواق العالمية فتأثّرَت البورصات أمس بتراجُع أسعار النفط وبعمليات إقفال التداولات السَنوية، لتهبط البورصات الاوروبية أكثر من 0,80 في المئة في كلّ من باريس ولندن وفرانكفورت وبنحو 1,57 في المئة في طوكيو و0,09 في المئة في بورصة وول ستريت بالنسبة لمؤشّر داو جونز.

كما تراجَع مؤشّر بورصة هونغ كونغ 1,14 في المئة ومؤشّر الصين 0,07 في المئة. وفي أسواق الصرف العالمية تحرّكَ الين الياباني بشكل لافت أمس ليرتفعَ بنسبة 0,97 في المئة إلى 119,50 ينّاً مقابل الدولار و0,86 في المئة الى 145,90 يناََ مقابل اليورو.

أمّا اليورو فزاد أمس بنسبة 0,12 في المئة إلى 1,2167 دولار، وزاد الجنيه الاسترليني 0,13 في المئة إلى 1,5537 دولار. وفي روسيا تراجَع الروبل وسط اعتقادٍ عام بأنّ جهود السلطات النقدية والسياسية الروسية لدعمِ الروبل باءَت بالفشل فتراجع 6,40 في المئة إلى 58,6 مقابل الدولار لتبلغ نسبة خسائره السنوية 43 في المئة، أمّا من جهة اليورو فلم يتمكّن من تجاوز مستوى 1,22 دولار بتأثير سلمي من الأزمة في اليونان قبيل استحقاق انتخابيّ مهم.

وفي أسواق المعادن الثمينة ورغم ارتفاع الذهب بنسبة 0,47 في المئة إلّا أنّه تقدّم ليقفل العام دون مستوى 1200 دولار للأونصة، حيث تراوح حول مستوى 1187 دولاراً وزادت الفضّة 1,05 في المئة الى 15,95 دولاراً للأونصة. وتلقّى الذهب دعماً أمس من تراجع أسعار الأسهم في مختلف البورصات العالمية، الأمر الذي أطلقَ موجة خروجٍ للأموال من أسواق الأسهم، وتلقّفَت بعضاً منها سوق المعادن الثمينة.

ونصحَ البعض بشراء الذهب إذا ما تراجعَت أسعاره الى 1170 دولاراً للأونصة، واتّجَه الذهب لمتابعة تسجيل الخسائر، إذ يُتوقّع أن يقفل هذا العام مع خسائر تناهز الواحد في المئة.