أصدرت جمارك دبي التقرير السنوي للاستدامة المؤسسية لعام 2013، والذي يسلط الضوء على جهود الدائرة وأنشطتها التي تكرس التزامها الاستراتيجي بتقديم أفضل الخدمات المستدامة لشركائها والارتقاء بأداء المؤسسة على مختلف المستويات والأصعدة، ويتمثل الهدف من هذا التقرير في إشراك الأطراف المعنيين في مساعي الدائرة نحو تحقيق الاستدامة، وتطبيق القيم التي تعتنقها الدائرة بأن تكون جهة تتمتع بالشفافية بشأن سياساتها وإنجازاتها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وقد حصل التقرير في نسخته السادسة هذه السنة على اعتماد المبادرة العالمية لإعداد التقارير (GRI) لالتزامه بأحدث المبادئ التوجيهية (G4) الصادرة عن المبادرة، كما حصل على اعتماد المبادرة العالمية لإعداد التقارير بأمستردام وفق تصنيف “الأهمية النسبية”، وهو أعلى تصنيف شامل لدرجة الالتزام العالمي في هذا المجال.
وأكد سعادة أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي التزام الدائرة التام نحو النهوض بالمسؤولية الاجتماعية وتحقيق الاستدامة المؤسسية، وذلك انطلاقا من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الرامية إلى جعل دبي مركز الحاضر والمستقبل للعالم، وإيمانا منها بأن الإدارة الفعالة للاستدامة تمثل خارطة الطريق التي تكفل في تأمين مستقبل أكثر إشراقاً وسعادةً لمدينة دبي.
وأضاف مدير جمارك دبي” لن نألوا جُهداً في تطوير خدماتنا وتعزيز مستوى رضا المتعاملين معنا عن تلك الخدمات، وذلك سعياً منّا نحو الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإمارة دبي، والإمارات العربية المتحدة بشكل عام، كما أنه مع استمرارنا في دعم المبادرات الإقليمية والعالمية التي تعمل في اتجاه تحقيق الاستدامة الاقتصادية والبيئية، فإننا ندرك تماماً أهمية مواصلة رفع الوعي، والمشاركة على مستوى جميع الوحدات المؤسسية لتحسين مستوى الأداء المستدام لجمارك دبي”.
وفي هذا السياق، حازت جمارك دبي في عام 2013 قصب السبق كأول دائرة حكومية تتحول بشكل كامل إلى تقديم خدماتها عبر أجهزة الهاتف الذكي على مدار الساعة، وطوال أيام الأسبوع، ولا شك أن هذا المنهج الذكي يدعم رؤية الدائرة التي تركز على أن تُصبح أفضل دائرة جمركية على مستوى العالم. وذكر سعادة أحمد محبوب مصبح، أن لدى الدائرة أهدافٌ وغايات واضحة، تم وضعها لتوجيه جهود الدائرة ولقياس ما تم تحقيقه بالنسبة لكل من تلك الأهداف والغايات. مضيفا “إنه لشرف أن أكون على رأس مؤسسة تحظى بهذا التاريخ الطويل من الالتزام بمبادئ الإدارة المتميزة، والقيم الاجتماعية، والمسؤولية البيئة، وإشراك الموظفين”.
يذكر أنه خلال عام 2013، نفذت جمارك دبي عدداً كبيراً من المشروعات والمبادرات التي تدخل ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية الخاصة بالدائرة، ولقد تُوِّجت هذه الجهود بحصولها على المركز الأول في الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات عن فئة القطاع الحكومي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي جاءت تقديراً لما تم بذله من جهود متميزة في مجال المسؤولية الاجتماعية.
بيئة عالمية
تسعى جمارك دبي إلى المساهمة في الارتقاء بالبيئة العالمية من خلال الهدف الطويل المدى بأن تصبح مؤسسة محايدة كربونياً، ويتجه محور تركيز مبادراتها في مجال الدعم البيئي نحو المحافظة على الطاقة والماء، وعلى جهود إعادة التدوير، وإدارة المخلفات، وعلى الانبعاثات الإشعاعية من المعدات التي تستخدمها، وعلى تهيئة بنية تحتية تراعي البيئة، ووضع ضوابط تجارية على المواد التي تخالف القوانين الدولية، وقد بلغ إجمالي الطاقة التي استهلكتها الدائرة 7,193,596 كيلووات/ساعة، وهو ما يعادل 25,876 جيجا جول.
كما قامت الدائرة بالتعاون مع شركة الفطيم للسيارات بأعمال فحص مجانية لأكثر من 400 سيارة من سيارات الموظفين، تركز الاهتمام خلالها على فحص الإطارات بهدف تحسين أداء المركبات وبالتالي تقليل البصمة الكربونية.
في حين عقدت الدائرة اتفاقية شراكة مع دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية لرعاية حيوان “الإغوانا الخضراء”، وهي إحدى الزواحف المحلية المهددة بالانقراض، ولقد استفاد أكثر من 1,15 مليون زائر للحديقة التي عُرضت فيها “الإغوانا الخضراء” باكتساب معارف جديدة، ويأتي توقيع الاتفاقية في إطار دعمها في وضع قيود رقابية على التجارة والتصدي لحركة التجارة غير المشروعة في الأحياء المهددة بالانقراض.
خدمات ذكية
حازت جمارك دبي قصب السبق بوصفها أول هيئة في الشرق الأوسط تحصل على شهادة أيزو 20000-1:2011 المُعتمدة، ويعد أول معيار لنظام إدارة خدمات تقنية المعلومات يُطبق على مستوى العالم، ويأتي هذا الاعتماد ليؤكد على التزام الدائرة بتحقيق أعلى مستويات مؤشرات الأداء الرئيسية، وتقديم خدمات عالية الجودة للعملاء الداخليين تتفق مع المعايير العالمية.
وتماشياً مع مبادرة “الحكومة الذكية” التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حفظه الله، وبرنامج “الحكومة الذكية”، الذي أطلقه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، فقد دشنت الدائرة موقعها الإلكتروني لخدمات الهاتف المتحرك في أكتوبر 2013، الذي من خلاله باتت جميع الخدمات التي كانت تقتضي التعامل المباشر مع العملاء وعددها 19 خدمة مُتاحة باستخدام الهاتف المتحرك.
ولقد جاءت نتائج دراسة أُجريت لمتابعة رأي العملاء لتقييم أداء هذه المبادرة الذكية لتظهر أن خدمات جمارك دبي حققت نسبة 90% على صعيد السلاسة، و100% من حيث تعدد القنوات، و84% من حيث إتاحتها وسهولة الوصول إليها، و89% من حيث الدقة والموثوقية، و82% على مستوى سرعة التنفيذ، في حين بلغ مستوى الرضا الإجمالي على هذه الخدمات 88%.
مبادرات مجتمعية
كرست جمارك دبي جهودها للتصدي للبضائع المُقلدة، وحماية حقوق الملكية الفكرية، إذ تدعم الدائرة هذه المبادرة المجتمعية من خلال إدارة مختصة تعمل على حماية سلامة المجتمع والعملاء وأمنهم والحفاظ عليهما من الآثار الضارة للتقليد والمنتجات المُقلدة، حيث استفاد أكثر من 11,500 فرد من حملة التوعية بحقوق الملكية الفكرية التي تضمنت 4 ورش عمل، وزيارات لأكثر من 11 مؤسسة تعليمية.
كما أطلقت الدائرة حملة توعية جديدة تهدف إلى نشر الوعي بمخاطر الأسلحة القاطعة وعواقب سوء استخدامها، وخاصة من قبل صغار السن، ولقد ضبطت كميات هائلة من هذه الأسلحة على حدود إمارة دبي، الأمر الذي ألقى الضوء على جهود نشر الوعي بأهمية التصدي لهذه الجريمة التي تتزايد مُعدلاتها، في حين نظم طاقم العمل عدداً من المحاضرات، والمعلومات التوجيهية للطلاب والأطفال في المؤسسات التعليمية المختلفة، وتجاوز عدد المستفيدين من هذه الحملة 100 طالب وطالبة.
مهارات الكلاب المُدرَّبة
هذا ولقد تجاوز عدد الأطفال الذين ترددوا على جناح جمارك دبي في مدينة الأطفال الترفيهية (كيدزانيا) في دبي مول إلى الآن 100,000 طفل، كما نظمت الدائرة عرضاً مميزاً للكلاب الجمركية في جناحها في كيدزانيا، عُرضت من خلاله مهارات الكلاب المُدرَّبة وكفاءتها في الكشف عن المخدرات والمواد الممنوعة التي تُهرّب إلى البلاد.
علاوة على ما سبق، يتمثل الهدف من انضمام جناح جمارك دبي في عام 2011 لتعريف الأطفال على الدور الذي يقوم به مفتش الجمارك في حماية حدود البلاد وتجارتها، إضافة إلى تعزيز الوعي لدى جيل النشء بوظيفة الهيئات الجمركية لأي بلد، وغرس ثقافة الإحساس بالمسؤولية في الوقوف في وجه تجارة المخدرات، والمواد الممنوعة، والمواد المُقلّدة، والمنتجات المحظورة وغيرها.
وفي إطار جهودها لتحسين المستويات المعيشية للمجتمع، والترويج لثقافة المواطنة المسؤولة، تستمر جمارك دبي في تنظيم حملتها الموجهة للصيادين، حيث حضر أكثر من 500 صياد محاضرات وورش عمل نظمتها الدائرة بالتعاون مع عدة جهات حكومية أخرى، ولقد تلقى المشاركون من خلال تلك المحاضرات وورش العمل المعارف الأساسية والمهمة المتعلقة بحالات الطوارئ، وسبل المحافظة على الطاقة وغير ذلك الكثير.
كوادر بشرية
ومن منطلق حرص جمارك دبي إلى توظيف أفضل الكوادر، وضمان بناء قدرات وطنية، وتعزيز تدريب موظفيها وتطويرهم، ورعاية ثقافة التميز والإبداع بين الموظفين، طرحت الدائرة مبادرة بوابة الموارد البشرية، وهي مبادرة تهدف إلى إنشاء تطبيق لإدارة الموارد البشرية يتيح للموظفين تقديم كافة الطلبات ذات الصلة بالموارد البشرية ومتابعتها، والحصول على إجابات فيما يتعلق بجميع الاستفسارات الخاصة بسياسات الموارد البشرية وأحكامها ولوائحها وذلك عن طريق جهة تنسيق واحدة تقدم خدماتها عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو مباشرة للموظفين.