مع نهاية عام 2014، تمارس صحيفة فاينانشيال تايمز مرة أخرى نوعاً من الكهانة غير المؤذية. كما هو شأننا دائما، ندعو بعض مختصي “فاينانشيال تايمز” والمعلقين لتعتيم الأضواء، ومسح الغبار عن كرات البلور، والتنبؤ بما ستجلبه الأشهر الـ 12 المقبلة، حول مواضيع تراوح بين الانتخابات العامة البريطانية إلى آفاق التكنولوجيا القابلة للارتداء.
بطبيعة الحال هذه مشاريع تنطوي على خطورة. إذا نظرنا إلى الوراء في مقال العام الماضي حول تنبؤات السنة الجديدة، كانت هناك بعض التكهنات التي لا نرغب في الحديث عنها. مثلا قال كريس جايلز “إن بنك إنجلترا قد يرفع أسعار الفائدة في عام 2014”. وتوقع سايمون كوبر أن البرازيل ستفوز في نهائيات كأس العالم لكرة القدم. وتوقع كلايف كوكسون أن “فيرجين جالاكتيك” ستطلق أول رحلة تجارية ناجحة هذا العام. يجب أن يحصل بعض الزملاء على التصفيق حول تنبؤاتهم.
توقع فيكتور ماليت وبشكل صحيح أن ناريندرا مودي سيفوز بالانتخابات العامة في الهند. وكان جوناثان فورد مدويا حول تصويت اسكتلندا بـ “لا” للاستقلال (حتى لو بدا ذلك هشا قبل الانتخابات)؛ كما توقع جديون راشمان انتصارات لكل من حزب الجبهة الوطنية الفرنسية وحزب الاستقلال في المملكة المتحدة في الانتخابات الأوروبية في أيار (مايو) الماضي. بطبيعة الحال، ممارسة مثل هذه التنبؤات هي جزئيا تتعلق بتقديم الإجابة الصحيحة عن سؤال معين. كثير من المهارة يكمن في اختيار السؤال الصحيح في المقام الأول. في العام الماضي، لم يتسن لنا الاستفسار عما إذا كان فلاديمير بوتين سيغزو أوكرانيا، وعما إذا كانت المجموعة المشبوهة التي تدعى “داعش” ستصبح تهديدا استراتيجيا في الشرق الأوسط، أو ما إذا كان سيتم الاعتراف بكوبا. وستكون الأمور -بلا شك- هي نفسها في عام 2015. الأمور ستحدث في مسرح الأخبار العالمية بشكل لن يستطيع أحد – الآن – أن يتصوره. • جيمس بليتز
هل تشهد بريطانيا حكومة ائتلاف وطنية بعد الانتخابات العامة المقبلة؟ نعم. فقد نتج عن الانتخابات البريطانية الأخيرة التي جرت في عام 2010 أول حكومة ائتلاف منذ عام 1945. والانتخابات المقبلة التي ستجري في أيار (مايو) المقبل، ستذهب أبعد من ذلك، حيث ستعيد تشكيل حكومات وحدة “وطنية” مثلما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، وذلك بجلب الحزبين الرئيسيين، العمال والمحافظين، إلى السلطة معاً، كما كان الحال في 1931، سيكون هذا بحكم الضرورة وليس بحكم الاختيار الحر. قلة التصويت ستجعل من المستحيل على الأحزاب الرئيسية الثلاثة تشكيل ائتلاف ناجح يشمل الديمقراطيين الأحرار مع حزب المحافظين أو العمال.
وسيكون ثمن العمل مع الأحزاب الهامشية المندفعة، مثل الحزب القومي الاسكتلندي أو حزب استقلال المملكة المتحدة، مكلفاً للغاية بالنسبة لحزب العمال أو المحافظين. وهذا أيضاً سيكون حال المخاطر بأن تدير أقلية الحكومة بعد حدوث انتخابات سريعة ثانية. لن يكون تشكيل حكومة وطنية سهلاً، وسيكون هناك كثير من المعاناة حول مسألة من عليه أن يقود هذه الحكومة. ستكون أي صفقة ائتلاف مثيرة للخلافات بدرجة عالية، وستؤدي إلى انشقاقات في كلا الجانبين. وسيكون لدى السياسيين الوقت لكي يتكيفوا مع المشهد الجديد المفتت للحكومة. • جوناثان فورد
هل ستنخفض أسعار النفط إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل؟ نعم. هناك سببان للاعتقاد أن فائض المعروض من النفط في الأسواق العالمية الذي تسبب في انخفاض سعر نفط خام برنت المرجعي بنحو 50 في المائة بين شهري حزيران (يونيو) وكانون الأول (ديسمبر) في عام 2014، سيستمر على الأقل في النصف الأول من عام 2015. السبب الأول، هو أنه من المرجح أن يزداد عدد الموردين للسوق. وسيكون بمقدور صناعة النفط الصخري الأمريكي، التي يُعتقد أنها أكثر القطاعات تعرضاً للخطر من جراء ذلك الانخفاض، زيادة إنتاجها، على الرغم من الضغوط المالية التي تواجهها. وأثناء ذلك سيكون من غير المرجح أن تعمل دول الخليج وغيرها من الأعضاء في منظمة الدول المنتجة للنفط “أوبك” شيئاً، سوى الخفض النظري في إنتاجها.
السبب الثاني، هو أن نمو الطلب سيبقى بطيئاً كما كان حاله في النصف الثاني من عام 2014، ولكن عودة ملموسة للنمو في الصين وفي اقتصاديات ناشئة أخرى يمكن أن تغير من كل ذلك، ولكن هذا يبعد عنا أشهراً في أفضل الأحوال. في ظل هذه الظروف يمكن توقع انخفاض النفط إلى ما دون 50 دولاراً للبرميل. مع مرور الزمن، ستبدأ قوى السوق عملها. الأسعار المنخفضة ستحفز الطلب وتنهي المعروض في السوق، خاصة في الولايات المتحدة، وستوجد فرصة طيبة أمام أسعار النفط في نهاية السنة أكثر من بدايتها. هناك شيء مؤكد واحد، وهو كلما زادت الأسعار انخفاضاً، كان الضرر أعظم على الاستثمار في إنتاج النفط – وبالتالي كانت العودة إلى الأسعار الطبيعية أسرع. • إيد كروكس
هل يتبنى البنك المركزي الأوروبي سياسة التيسير الكمي التام؟ نعم. فلقد تراجع التضخم الرئيسي في منطقة اليورو إلى 0.3 في المائة، وبشكل أدنى كثيرا من الرقم المستهدف للبنك المركزي الأوروبي وهو “أدنى، ولكن على مشارف 2 في المائة على المدى المتوسط”. مخاطر ترسيخ توقعات التضخم منخفضة للغاية، فيما تظل مخاطر الانكماش الصريح كبيرة، الآن. هذا هو السبب في إعلان ماريو دراجي، رئيس البنك المركزي الأوروبي يوم 4 كانون الأول (ديسمبر) من عام 2014، أن الميزانية العمومية “تهدف إلى المضي قدما نحو أبعاد كانت لديها في بداية عام 2012”.
الزيادة الضمنية في الميزانية العمومية بحدود تريليون يورو. ومن الصعب أن نصدق أن بدائل الشراء الصريح للسندات السيادية ستؤمن هذه النتيجة. التحول في اللغة من “المتوقع” إلى “المنشود” كان، للأسف، بخصوص معارضة من ستة أعضاء من المجلس. ومع ذلك، مهما كانت المعارضة شرسة، فمن شبه المؤكد أن يضطر البنك المركزي الأوروبي للمحاولة. ثم مشاهدة الشرر وهو يتطاير. • مارتن وولف
هل تضم روسيا أراضي جديدة من أوكرانيا أو أوروبا؟ لا. ذلك أن بوتين الذي يواجه أزمة اقتصادية في الداخل وعقوبات في الخارج، سيضطر إلى وقف سياسته التوسعية – على الأقل في عام 2015. وبدلاً من ذلك سيحاول الزعيم الروسي تعزيز مكاسبه في القرم، وتجميد الصراع في أجزاء من “شرق أوكرانيا”. وهذا سيحول دون أن يتم حكمها بصورة فعالة من كييف.
سعر برميل النفط…إلى أين خلال 2015؟
ومع ذلك، هذا الحكم يجب أن يلقى التخفيف من احتمالين يبعثان على التبصر في الواقع الفعلي للأمور. أولهما: هو أن الزعيم الروسي اعتاد باستمرار مفاجأة المراقبين الغربيين من الجانب السلبي – إذ إن قليلا منهم تنبأ بضم القرم إلى روسيا في عام 2014. وثانيهما هو حدوث رد فعل من بوتين على المشكلات الاقتصادية في بلاده، يتمثل في احتمال أن يلجأ إلى تحريك مشاعر الدعم المحلي والوطنية في النفوس، عن طريق تأجيج الصراع في أوكرانيا. وعلى الرغم من ذلك، فإن المخاطر الاقتصادية والعسكرية الناتجة عن توسيع الحرب، تبدو مخاطر هائلة تفوق الحد بالنسبة لموسكو في عام 2015. • جديون راشمان هل ستلجأ الولايات المتحدة إلى وضع قوات مقاتلة على الأرض ضد “داعش” في العراق وسورية؟ لا. ستبقى “داعش” دون شك تمثل تهديداً كبيراً في عام 2015. ولذلك سيستمر البنتاجون في التركيز بشكل هائل على المنطقة – خاصة في العراق – بهدف تحطيم قدرات “داعش”. هناك بالفعل قوات خاصة على الأرض تساعد على توجيه الضربات الجوية. كما أن نشر مزيد من هذه الوحدات العسكرية المؤقتة من قوات النخبة أمر مرجح في العام المقبل. الولايات المتحدة سترسل مزيدا من المستشارين العسكريين إلى بغداد، حتى لو استخدمت لمرافقة القوات العراقية المشاركة في العمليات- على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما ما زال يعارض هذا حتى الآن. الشيء الذي لن يفعله الحلفاء الأوروبيون بهذا الخصوص، هو نشر قوات مقاتلة خاصة بهم على أرض المعركة. سيبقى قتال “داعش” متوقفاً على الجيش العراقي. وستبقى الحكومات الغربية متمسكة برأيها في أن “داعش” يمكن هزيمتها فحسب، عندما يصبح الجيش العراقي الوطني والقبائل السنية المحلية ومجموعات الثوار، أقوياء بما يكفي للإجهاز عليها. • رولا خلف
هل يهبط معدل النمو في الصين إلى أقل من 7 في المائة في عام 2015؟ نعم. بكين قد تكون عازمة على الحفاظ على هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي في العام الرسمي المقبل بنسبة 7 في المائة، أو أعلى لمنع الثقة من التفكك. للأسف، من غير المرجح للاقتصاد الصيني أن يلتزم بذلك، وسيتباطأ إلى أقل بقليل من هذا الرقم. لما كان المقرر أن يصل الناتج المحلي الإجمالي بالفعل إلى مستوى أدنى قليلا من التوقعات الرسمية في عام 2014، سيكون المخططون الاقتصاديون حريصين على تجنب تفويت الهدف للمرة الثانية في العام المقبل. ومع ذلك، فإن التراكم الحاد في الدين المحلي وتباطؤ استثمارات الأصول الثابتة ومبيعات العقارات الضعيفة وقطاع الصناعات التحويلية الباهت، ستشكل جميعها وزناً ثقيلا على ديناميكية الصين. من المحتمل تخفيف السياسة النقدية بدرجة أكبر مع محاولات بكين لمنع بيئة معدلات التضخم المنخفض (عند قياسها بالأسعار الاستهلاكية) من الانزلاق في دوامة الانكماش. يتم تعيين مثل هذه التحركات لدعم الإنفاق الاستهلاكي، وهو أفضل أمل لبكين لدفع عجلة النمو. • جيمس كينج
أيّ من البنوك المركزية – مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أم بنك إنجلترا – سيكون أول من يرفع أسعار الفائدة؟
مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. يقول المثل “لا تراهن أبدا ضد مجلس الاحتياطي الفيدرالي”، ويبقى ذلك نصيحة جيدة بشأن أسعار الفائدة في عام 2015. الاقتصاد وحده لن يقودك إلى هذا الاستنتاج. النمو السريع في بريطانيا والأزمة الإنتاجية قضت جميعها على الطاقة الانتاجية الفائضة في الاقتصاد، ما يحد من نطاق الحصول على مزيد من النمو غير التضخمي.
هل نشهد نهاية داعش خلال العام الجديد؟
وبمشاركة أقل، يبدو أن لدى سوق العمل في الولايات المتحدة مزيدا من الترهل، ويمكن أن تتحمل بأمان أسعار فائدة منخفضة لمدة أطول. توقع أسعار الفائدة لا يدور فقط حول العوامل الاقتصادية. سلوك البنك المركزي مهم أيضا، ففي حين إنه يمكن التنبؤ بمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى حد معقول، إلا أن المعروف عن بنك إنجلترا هو الطيش. في أحد الشهور، يشير إلى أنه مستعد ومتأهب. وفي الشهر التالي، يبدو أنه أبعد ما يكون عن رفع سعر الفائدة. ولن يرغب في فعل أي شيء قبل الانتخابات العامة في أيار (مايو) المقبل، ومن المرجح أن يجد الأعذار لانتظار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد ذلك. • كريس جايلز
هل سيظهر متحد منافس جاد لهيلاري كلينتون في عام 2015؟ لا. السبب هو أننا لن نتمكن من معرفة اسم مرشح الحزب الجمهوري قبل مجيء عام 2016. وحتى يحين موعد ذلك، سيكون ذلك المرشح – حيث لا توجد مرشحة أنثى معقود عليها الأمل ضمن الـ 20 اسما أو نحو ذلك، من الذين سيخوضون هذه الجولات – قد تعرّض إلى ضربات كثيرة، وفي نفس الوقت ستبدأ كلينتون الانتخابات العامة، وهي متقدمة على منافسيها. وفي ميدان الحزب الديمقراطي ستواجه كلينتون واحدا أو اثنين من المرشحين من الدرجة الثانية، مثل جيمس ويب، السناتور السابق عن ولاية فرجينيا، ومارتن أومالي، حاكم ولاية ميريلاند، الذي سيترك منصبه قريباً. كلينتون ستبقى محكمة قبضتها على الانتخابات الأولية، ولكن الخطر الحقيقي الوحيد الذي ستواجهه سيأتي من إليزابيث وارن، السناتور المحبوبة عن ولاية ماساتشوستس، وهي التي سترفض الترشح على الرغم من التشجيع القوي الذي يأتيها من اليسار الليبرالي القوي. وعندما يتعلق الأمر بوارن، لن تكون راغبة في ذلك الوقت في الوقوف في طريق انتخاب أنثى لتكون أول رئيسة لأمريكا. • إدوارد لوس
هل تنخفض أسعار العقارات الفاخرة القصوى في لندن؟
نعم. ستنخفض الأسعار بنسبة 10 في المائة في عام 2015 بسبب وفرة المعروض من أبنية العقارات الجديدة الفاخرة تماما – على الرغم من أنه سيتم الشعور بهذا بشكل أساسي، خارج الأحياء السكنية التقليدية الراقية مثل مايفير ونايتسبريدج. بعض عقارات المباني الفائقة الجديدة – مثل نيو بانك سايد وباترسي – ستكافح للمحافظة على قيمتها. قد يكون للعقار السابق إطلالة رائعة عبر نهر التايمز إلى كاتدرائية سانت بول، وسهولة الوصول إلى الحي المالي، إلا أنها بعيدة كل البعد عن مايفير. وعلى الرغم من أنه يوجد لمحطة كهرباء باترسي بعض البريق السطحي، إلا أن ضواحيها المباشرة لا تزال تعتبر منازل لكلاب باترسي، أكثر من كونها فاخرة بصورة فائقة. تهديد حزب العمال بفرض ضرائب على القصور يظل معلقا أيضا مثل السيف المسلط على مشتري العقارات الأثرياء. وستستمر “التعديلات” و”التصحيحات” حتى انتخابات أيار (مايو) المقبل. • جين أوين
هل سيتسارع معدل النمو في الهند تحت حكم ناريندرا مودي؟ نعم. إلا أن ذلك يعتمد على ما تعنيه بالتسريع. يجب على الهند حقا أن تنمو تحت إدارة مودي بشكل أسرع من معدل النمو الكئيب للحكومة السابقة المسجل في العام الماضي. في الحقيقة، كان النمو قد بلغ بالفعل أدنى مستوى له عندما انخفض إلى ما دون 5 في المائة في عام 2013. ثم ارتفع إلى 5.7 في المائة بعدما تولى مودي للسلطة، على الرغم من أنه ليس له فضل يذكر في ذلك.
في العام المقبل، سيكون لدى الهند بضعة أشياء تعمل لمصلحتها. سعر النفط الضعيف سيخفف الضغط على عجز الحساب الجاري. ومن المفترض أن يساعد أيضا على وضع التضخم تحت السيطرة بشكل أكبر، وهو ما يفتح الآفاق لتخفض أسعار الفائدة لتعزيز النمو. ويعتبر مودي محظوظا لأن لديه شخصا مثل راجورام راجان محافظاً لبنك مركزي من الطراز العالمي. التحدي الحقيقي، مع ذلك، هو إعادة احتمالية النمو في الهند إلى 7 – 9 في المائة، وهي النسبة التي بلغتها قبل بضع سنوات. هذا سيتطلب تغييرات هيكلية. وسيضطره إلى بذل ما هو أكثر من تخويف عدد قليل من البيروقراطيين لإنجاز العمل في الوقت المحدد. هناك حاجة لبعض الإصلاحات، من خلال التحرير عميق التأثير وضخم الحجم – لنقل في سوق العمل، حول الضريبة أو قواعد الاستثمار الأجنبي – للمساعدة في إقناع المستثمرين، بأن الهند عادت إلى أفق الأعمال. • ديفيد بيلينج
هل سيتم القضاء على مرض إيبولا في غرب إفريقيا بحلول نهاية 2015؟ نعم. بدأ وباء الإيبولا في غرب إفريقيا في غينيا قبل سنة، وبدأ التسبب في قلق شديد في أيلول (سبتمبر) من نفس السنة. ومنذ ذلك الحين وضع العالم ما يكفي من الموارد الطبية والمالية في المعركة ضد فيروس الإيبولا، لكبح النمو المتسارع في عدد الإصابات، على الرغم من اقتراب حصيلة الموتى منه إلى سبعة آلاف مصاب، وعدم السيطرة على الوباء حتى الآن. يقول المختصون في علم الفيروسات “إن طبيعة الفيروس – الذي يكون غالباً مميتاً لمن يصاب به ولكنه غير معد جداً – تجعل من محوه أمراً ممكناً، إذا تجنب الناس الآخرون الملامسة الجسدية للمرضى”.
أصبح العاملون المحليون في الصحة اليوم قادرين على التعامل مع مرض الإيبولا بشكل أكثر أماناً وفاعلية من قبل، بعد خوضهم فترة تعلم مؤلمة واستمرار تدفق المساعدة الخارجية، من منظمة الصحة العالمية ومن منظمة الأطباء بلا حدود وكثير من المنظمات الأخرى. ستوجد -بلا شك- نكسات وصحوات للمرض في عام 2015، لكن بإمكان غرب إفريقيا التطلع إلى الأمام والأمل في خلو المنطقة من الإيبولا في عام 2016. • كلايف كوكسون
هل ستكون هذه سنة انهيار العملات الإلكترونية من البتكوين وغيرها من العملات المشفرة؟ لا. هناك عدد يفوق الحد من المهتمين الأثرياء الذين يقفون على استعداد لرمي المال الجيد بعد السيئ، للدفاع عن تجربة العملات المشفرة، وبالتالي منع انهيار عجيب أو صريح. ومع ذلك، فإن فرص بتكوين، التي تعتبر الأكثر شعبية من بين هذه السلالة الجديدة من الأدوات المالية في المقاصة الذاتية، تجعلها من العملات السائدة في العالم. هذه الفرص معدومة الآن. الأسعار كانت تحوم حول 350 دولارا لكل قطعة عملة لعدة أشهر، وهو ما صعد الخسائر بالنسبة لأولئك الذين استثمروا في العام الماضي، عند بلغت الأسعار مستويات عالية لامست 1200 دولار.
أضف إلى ذلك وجود سيل من الفضائح رفيعة المستوى خلال العام الماضي، مثل انهيار سعر صرف العملات في شركة Mt Gox ومقرها طوكيو في شباط (فبراير) الماضي، وعندها سندرك أن ذلك ليس مسألة إن كان هذا سيحدث أصلا، وإنما متى سيحدث؟ سيحدث عندما يفقد الجمهور الاهتمام بهذه التجربة كليا. • إيزابيلا كامينسكا
في مجال التكنولوجيا الشخصية، هل يكون 2015 عام التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها؟ لا. ذلك أن “أبل ووتش”، التي من المقرر إطلاقها قريبا، فكت على الأقل الشفرة الجمالية: إنها ساعة قد ترغب في الواقع في ارتدائها. وستصبح رمزا للمكانة القوية للتكنولوجيا، ولكن عدا عن غرض الإخبار بالوقت، فإنه ليس من الواضح لماذا نكون في حاجة إليها. الأمل الكبير الآخر من الصناعة التي يمكن ارتداؤها، هو نظارات جوجل، فوَّتت تواريخ الإطلاق الموعودة وهي في خطر من أن تصبح رمزا لغطرسة التكنولوجيا.
هل تتوقع “جوجل” من الناس فعلا تبني تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأنيقة كل يوم في حياتهم؟ نتوقع أن تعيد تشغيل الفكرة هذا العام، ربما بطريقة محدودة أكثر: هناك كثير من الوظائف التي يستفيد فيها الشخص إلى حد كبير حين يكون رافعا رأسه. بالنسبة للسوق الاستهلاكية العامة، فإن تطبيقات مثل المراقبة الصحية تنطوي على وعود كبيرة، لكن التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها لا تزال تبدو، كأنها تكنولوجيا تبحث عن الهدف. لم يتم بعد اختراع الأدوات التي تعتبر مفيدة حقا. • ريتشارد ووترز