اتشحت بسكنتا باللون الأبيض لا لأن الثلوج غطّت سفوح جبالها، بل لتستقبل ملاكًا جديدًا انتقل إلى السماء، لتحضن صغيرها جو غانم، الذي خطفته طرقات لبنان الغادرة.
وفي التفاصيل، كان صلاح وزوجته ندى وولداهما جو وجاد، في طريقهم إلى منزلهم في بسكنتا بعدما احتفلوا بليلة رأس السنة عند أحد الأصحاب في عين التفاحة، لكنّ القدر اعترض سبيلهم فكان الحادث.
نحو الساعة الأولى من اليوم الأوّل من العام الجديد، غلب النعاس عيني صلاح لثوانٍ كانت كافية لتنحرف سيّارته عن الطريق المحاذية لكنيسة السيّدة للموارنة، وهي طريق ضيّقة، فوقعت تحت الطريق واستقرّت على حافة منزل يعود للطبيب عمون الخوري حنّا، فانكسرت رقبة جو (12عامًا) ومات على الفور، وأصيبت ضلوع والدته ندى بكسور، وتعّرض والده صلاح لضربة على الرقبة والرأس، أما شقيقه جاد (8 سنوات) فخرج سالمًا بعناية إلهيّة.
لم يعلم صلاح وندى بالخبر المؤلم إلّا صباح الجمعة، قبل أن يخرجا من المستشفى ليشاركا في دفن ابنهما البكر جو، ابن الثانية عشرة ربيعًا، خبر وقع كالصاعقة عليهما، خبر أنساهما أوجاع الحادث وحرق قلبهما حسرة وألمًا وندمًا.