ارتفعت صادرات كوريا الجنوبية أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) لكن الأداء الضعيف الذي طال أمده في أوروبا والصين يخيم على توقعات 2015 بما يدع الباب مفتوحا أمام اتخاذ البنك المركزي مزيدا من إجراءات التيسير.
وقالت وزارة التجارة الكورية الجنوبية أمس الخميس بأن الشحنات زادت 7.3 في المائة في ديسمبر مقارنة بمستواها قبل عام لتفوق أكثر التوقعات تفاؤلا في استطلاع أجرته رويترز لآراء 13 محللا وتشكل أعلى معدل للنمو منذ سبتمبر (أيلول).
وكوريا الجنوبية سابع أكبر دولة مصدرة في العالم وأول الاقتصادات الكبرى المصدرة في العالم التي تعلن بياناتها التجارية كل شهر لتقدم دلالة سريعة على حالة التجارة العالمية والاقتصاد.
غير أن بعض المحللين، بحسب رويترز، حذروا من أن تباطؤ الطلب في بعض من الأسواق الرئيسية لكوريا الجنوبية قد يؤدي مجددا إلى تذبذب الصادرات في العام الجديد بينما حذرت وزارة التجارة من أن صادرات 2015 ستسجل نموا نسبته 7.3 في المائة فقط بعد ارتفاعها 4.2 في المائة في 2014.
وكان متوسط التوقعات في استطلاع لـ«رويترز» أن تنمو صادرات ديسمبر بنسبة 8.0 في المائة إذ دارت التقديرات بين تراجع بنسبة واحد في المائة ونمو نسبته 6.2 في المائة.
وتشير تقديرات وزارة المالية إلى نمو اقتصاد كوريا الجنوبية 4.3 في المائة في 2014 وتتوقع تسارع النمو إلى 8.3 في المائة في 2015 لكن الوزارة والبنك المركزي تعهدا بالاستمرار في تبني سياسات داعمة للنمو هذا العام.
من جهة أخرى أظهرت بيانات حكومية أمس أن صادرات كوريا الجنوبية إلى أسواقها الـ3 الكبرى – الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ارتفعت، وأشارت بيانات من وزارة التجارة إلى أن الصادرات إلى الصين ارتفعت 7.1 في المائة في حين قفزت الصادرات إلى الولايات المتحدة 5.21 في المائة وزادت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي 6.5 في المائة.
وتوقعت الوزارة أن تسجل صادرات كوريا الجنوبية زيادة قدرها 7.3 في المائة في عام 2015 في حين من المتوقع أن ترتفع الواردات 2.3 في المائة.
من جانب آخر ظهرت بيانات أولية من وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية أمس الخميس أن واردات البلاد من النفط الخام ارتفعت 8.6 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر إلى 2.79 مليون برميل.
أظهرت بيانات أولية من وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية أمس الخميس أن واردات البلاد من النفط الخام ارتفعت 8.6 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر إلى 2.79 مليون برميل.
وتعلن مؤسسة النفط الوطنية الكورية البيانات النهائية في وقت لاحق هذا الشهر.
من جهة أخرى كان لدى رئيسة كوريا الجنوبية بارك جون هيه توقعات كبيرة لعام 2014. وفي عامها الثاني في المنصب، كشفت
بارك النقاب عن خطة على مدار 3 سنوات لإنعاش الاقتصاد عن طريق إزالة المخالفات في القطاعين الخاص والعام. كما تعهدت ببدء استعدادات للتوحيد، واصفة إياها بـ«صفقة اقتصادية ذهبية» لكوريا والدول المحيطة.
وذكرت صحيفة «كوريا هيرالد» أن رؤية بارك بدأت جديدة بما يكفي لاستهواء العامة وتجاوزت معدلات الشعبية مستوى الـ60 في المائة.
ولكن كارثة العبارة في أبريل (نيسان) 2014 تركت البلاد في حالة حزن وانقسام. وخلفت الحادثة أكثر من 300 قتيل قبالة الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد.
وتعهدت الرئيسة في نهاية عام ثان فوضوي في المنصب بإنعاش اقتصاد البلاد المتعثر في العام الجديد.
وفي اجتماع عقد لمراجعة أجندتها الحكومية، أمرت بارك المسؤولين بوضع كل شيء في خطة الإصلاح الاقتصادي الخاصة بها ومدتها 3 سنوات، مشددة على أن العام الجديد سوف يكون «آخر فترة ذهبية» للحكومة لإنعاش الاقتصاد.
وقال الأستاذ يوون من جامعة كيونج هيي: «سوف تكون 2015 آخر فرصة لها لإحراز نتائج ملموسة. ويمكن أن تساعدها استراتيجيتها للتركيز على الاقتصاد في كسب دعم الرأي العام».
وأضاف يوون: «لكن إذا كانت تعتزم رفع المؤشرات الاقتصادية بتعزيز استراتيجيات النمو التي يحركها التكتلات، فسوف تشهد الرئيسة عدم مساواة متفاقمة في الدخول وانقساما اجتماعيا».