طوني رزق
يُتوقع أن تحافظ الليرة على استقرارها إزاءَ الدولار وتحسّنها إزاء العملات الاخرى نتيجة ارتباطها بالدولار، كما يُتوقع تحسّن أسعار الاسهم اللبنانية مع أيّ تطوّر سياسي ايجابي. وسوف يتابع مصرف لبنان سياسة تحفيز النموّ الاقتصادي وتستمرّ قدرة لبنان على تحويل الدين العام. وفي الخارج يستمرّ ارتفاع الاسهم الاميركية وتراجع الذهب وتخلّف بعض الدول.
في حين يبقى الوضع في السوق المالية اللبنانية مرتبطاً بالتطورات السياسية والامنية إلّا أنّ انحدار أسعار الاسهم اللبنانية الى المستويات المتدنية التي بلغتها، والتي قد تمثّل القعر لهذه الاسعار، يدفع للتوقّع بأن تسجّل هذه الاسهم المحلية بعض الانتعاش مع أوّل تطور إيجابي على مستوى الانتخابات الرئاسية اللبنانية والحكومة التي سوف تُشَكّل بعد الانتخاب، إذ إنّ الاتفاق على رئيس جديد سوف يعطي الاسواق رسائل ايجابية عن استعداد المجموعات اللبنانية السياسية المتنافسة للتعاون بغية الحفاظ على حدٍّ أدنى من الاستقرار والاستمرارية للنظام السياسي اللبناني.
كذلك، فإنه سوف يعكس الرغبة الدولية المماثلة. وعليه، لا يستبعد انتعاش أسهم سوليدير وأسهم مصرفية عدّة. ومع التزام مصرف لبنان سياسة الاستقرار النقدي، فلا جديد يُتوقع في مستوى استقرار سعر صرف الليرة على المستوى الداخلي وربط سعرها بالدولار الاميركي الذي مع استمرار ارتفاعه في الاسواق العالمية سوف يقوّي الليرة إزاء هذه العملات ويحسّن القدرة الشرائية الاستيرادية للبنانيين.
كذلك، لا يُتوقع ان يشهد لبنان ايّ أزمة على مستوى تمويل الدين العام وإيفاء الدولة اللبناية بتعهداتها المالية مع استمرار عملية الدين الداخلي وارتباط مصلحة القطاع المصرفي اللبناني باستمرارية التوازن المالي للدولة اللبنانية. غير انّ استبعاد مواجهة القطاع المصرفي اللبناني للضغوط الخارجية المتربطة بمحاربة تبييض الاموال وتمويل الارهاب والتهرب الضريب قد يكون مبالغاً في التفاؤل مع وجود مصلحة لجهات خارجية في استخدام الورقة المصرفية لغايات مختلفة.
كما انّ امكانية تعرّض المصارف اللبنانية لسلسلة من اعمال القرصنة تبقى قائمة على رغم الورش القائمة في مختلف المصارف المحلية لتصبح اكثر جهوزية في مواجهة عمليات القرصنة الالكترونية.
وعلى المستوى الاقتصادي العام في لبنان سوف تتواصل محاولات مصرف لبنان المركزي لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال ضَخّ الاموال في الاقتصاد الداخلي، اضافة الى جهود حكومية لمحاربة البطالة، والتي بدأت تترجم في الايام الاخيرة من العام 2014 وفي باكورتها توفير 20000 وظيفة جيدة مدعومة من قبل القطاع العام.
كما انّ الاسواق اللبنانية قد تلقى المزيد من الدعم من خلال تحرّك عملية تمويل الجيش اللبناني على خلفية الهبة السعودية بالتعاون مع الدولة الفرنسية، لأنّ ذلك يحمل في طيّاته رسائل قوية حول التمسّك بعامل استقرار قوي في لبنان، وهو الجيش اللبناني.
امّا في الاسواق العالمية فيتوقع استمرار ارتفاع اسعار الاسهم الاميركية حتى الخمسة في المئة في العام 2015، كما يتوقع ارتفاع اسعار الفائدة على السندات الاميركية، والتي مُدّتها عشر سنوات، فوق الثلاثة في المئة، ويتوقع أيضاً استمرار تراجع الذهب الى ما دون الألف دولار للأونصة قبل حلول نهاية العام 2015. ولا يستبعد تسجيل تخلّف عن إيفاء بعض الدول لديونها للخارج، وفي طليعة هذه الدول روسيا وفنزويلا.
السوق اللبنانية
كان النشاط خجولاً جداً أمس في بورصة بيروت الرسمية، اذ لم يجر تداول سوى 8732 سهماً قيمتها 77373 دولاراً وسجّل ارتفاع أسهم سوليدير الفئة (أ) 1,32 في المئة الى 11,35 دولاراً وتراجع الفئة (ب) 0,97 في المئة الى 11,23 دولاراً، وارتفعت أسهم بنك عودة العادية والـ (GDR) 1,66 و2,12 في المئة الى 6,10 و1,73 دولار على التوالي، كما زادت أسهم بنك بيبلوس العادية 3,75 في المئة الى 1,66 دولار، واستقرّت أسهم بنك بلوم العادية على 8,80 دولارات.
الأسواق العالمية
تراجع سعر صرف اليورو 0,66 في المئة أمس الى 1,2014 دولار كما تراجع الاسترليني 1,14 في المئة الى 1,54 دولار، فيما زاد الدولار بنسبة 0,66 في المئة الى 120,50 يناً وبنسبة 0,76 في المئة الى 1,169 دولار كندي و0,57 في المئة الى 0,9996 فرنك سويسري، كما تراجع الدولار الاوسترالي 0,81 في المئة الى 0,8117 دولار.
وتقدّم الدولار امام جميع العملات الرئيسية الاخرى وبدعم من هبوط اليورو الى أدنى مستوى له في اربعة اعوام ونصف العام وسط توقعات بمزيد من الهبوط.
وتراجعت اسعار النفط لأدنى مستوياتها في خمس سنوات ونصف السنة، مع ارتفاع حجم الانتاج في كل من روسيا والعراق. فانخفض النفط الاميركي في نيويورك 0,69 في المئة الى 52,90 دولاراً للبرميل، كما تراجع نفط برنت الخام 1,43 في المئة الى 56,51 دولاراً للبرميل في لندن.
وهبطت أسعار الذهب بتأثير من قوة الدولار الاميركي لتراجع سعر الاونصة منه بنسبة 1,20 في المئة الى 1169 دولاراً، وانخفضت الفضة 0,03 في المئة الى 15,60 دولاراً للاونصة.
وفي بورصات الاسهم الاميركية ارتفعت الاسعار من دون أن يتجاوز مؤشر داو جنز مستوى 18000 نقطة، إذ زاد 0,61 في المئة الى 17932 نقطة، كما ارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز 0,47 في المئة وناسداك 0,55 في المئة الى 4762 نقطة.
وفي أوروبا، ومع مراوحة مؤشر بورصة لندن على 6565 نقطة، ارتفعت الاسهم في باريس وفرانكفورت بنسبة 0,3 في المئة و0,12 في المئة وأقفل مؤشر نيكي في بورصة طوكيو منخفضاً 1,57 في المئة الى 17450,77 نقطة، في حين أقفل مؤشر هونغ كونغ مرتفعاً 1,07 في المئة الى 23858 نقطة.