Site icon IMLebanon

معركة فليطة: “النصرة” تفشل في فك الحصار

 
كتبت صحيفة “السفير”:

يهدد اشتعال لهيب المعارك على ارتفاع 2600م حيث تقبع بلدة فليطة الحدودية، بتدحرج كرات النار في كل اتجاه. وهو ما يجعل المناطق المحيطة بالبلدة سواء من الجانب السوري أو الجانب اللبناني، على موعد مع شتاء حار، خصوصاً في ظل التهديدات والتحذيرات المتكررة من وجود مخطط مزدوج يستهدف الأول بلدات القلمون السوري، بينما يستهدف الثاني القرى اللبنانية الحدودية.

وكاد الهجوم الذي شنته “جبهة النصرة” على محيط بلدة فليطة فجر يوم السبت، أن يحدث اختراقاً نوعياً عبر تمكنها من اقتحام حاجز المسروب والسيطرة على بعض أجزائه، الأمر الذي جعلها عملياً على مدخل البلدة ذات الموقع الإستراتيجي المهم، لولا استدراك قوات الجيش السوري ومقاتلي “حزب الله” للموقف واستعادتهما السيطرة على كامل الحاجز، بعد انسحاب مسلحي “جبهة النصرة” جراء شراسة الهجوم المضاد الذي شُن عليهم.

وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها حاجز المسروب ومعه نقطة الجب للهجوم، حيث سبق لـ«جبهة النصرة» أن نفذت عدة هجمات على هاتين النقطتين، كالهجوم الذي نفذته في شهر تشرين الثاني الماضي وهجوم آخر منذ ثلاثة أسابيع فقط. كما أن مدفعية الجيش السوري و”حزب الله” استمرت طوال الأشهر الماضية في استهداف تحركات المسلحين في محيط هاتين النقطتين.

ويعكس هذا الاشتباك المتكرر مدى أهمية هاتين النقطتين، سواء بالنسبة لـ”جبهة النصرة” التي لم يعد خافياً إصرارها على السيطرة عليهما بأي ثمن، أو بالنسبة للجيش السوري و”حزب الله” اللذين يستبسلان في كل مرة في الدفاع عنهما بغض النظر عن الخسائر التي تلحق بهما. ونظراً للموقع الوسطي لبلدة فليطة بين عرسال اللبنانية من جهة وبلدات القلمون السوري من جهة ثانية، فإنها تكتسب أهمية حيوية تجعلها هدفاً إستراتيجياً لـ “جبهة النصرة” التي تحاول من خلالها أن تجد ملاذاً لها، يقيها الشتاء القاسي والبرد القارس في الجرود.

وهددت الفصائل المسلحة السورية بقرب الإعلان عما تسميه “معركة القلمون الكبرى” التي سيكون هدفها محاولة السيطرة على بلدات القلمون التي استرجعها الجيش السوري في الأشهر الأولى من العام الماضي. لكن يبدو ان اهتمام “جبهة النصرة” بالشق اللبناني لمعركة فليطة يتفوق على اهتمام الفصائل الأخرى، بما فيها تنظيم “الدولة الإسلامية”، ليس لأن زعيمها القلموني أبو مالك التلي هدد علانية بنقل المعركة إلى لبنان في تسجيله الصوتي “هذا بلاغ للناس” وحسب، بل لأن “النصرة” تتمتع بشبكة علاقات ومصالح مع بعض التنظيمات والشخصيات في الداخل اللبناني أكثر من غيرها، كما أنها لا تستطيع الاستغناء عن خطوط الإمداد التي تصل إليها عبر جرود عرسال، وذلك بعكس تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يعتمد على خطوط الإمداد التي تأتي عبر القلمون الشرقي، ويخوض منذ شهر ونيف معارك ضارية لإحكام السيطرة على هذه الخطوط، بحسب صحيفة “السفير”.