بات الاقتصاديون يركزون في تحليلاتهم على ربحية شركات وآبار النفط كل على حدة، بدلاً من التركيز على سعر النفط التوازني اللازم لموازنات الدول المنتجة. يأتي ذلك مع تراجع أسعار النفط اليوم (الثلثاء) إلى ما دون 50 دولاراً وهو أدنى مستوى منذ ايار (مايو) 2009. ويتجه الكثير من شركات النفط نحو إلغاء خططها لحفر آبار إضافية في محاولة منها لتخفيف نفقاتها، والحفاظ ما أمكن على قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه المستثمرين والمصارف. ولم يقتصر تأثير هبوط النفط على شركات النفط الصغيرة والمتوسطة، إذ شهد سهم شركة النفط الإيطالية الكبرى “إني” هبوطاً بنحو 1.9 في المئة اليوم، بعد خسارته 8.4 في المئة في تعاملات الأمس، كما تراجعت أسهم شركة “شل” بنحو 1.6 في المئة في بورصة لندن اليوم. وشهد مؤشر “ستوكس 600” لقطاع النفط والغاز الأوروبي تراجعاً بنحو 1.1 في المئة في تعاملات اليوم. وخسر الكرون (عملة الدنمارك) نحو 20 في المئة من قيمته أمام الدولار، و8 في المئة أمام اليورو، كما سجلت أسواق المال الدنماركية هبوطاً بنحو 12 في المئة منذ بداية تراجع أسعار النفط. ويشكل قطاع النفط والغاز 22 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الدنماركي. وأشار تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية إلى أن ما بين 5 و8 في المئة من رأس مال شركة “شل” ما زال مستثمراً في مشاريع نفطية خاسرة. وعلى رغم عدم تأثر شركات كبرى مثل “إكسون موبيل” و”شيفرون” حتى الآن، إلا أن بقاء أسعار النفط ضمن مستوياتها الراهنة أو تحقيق خسائر إضافية على المدى المتوسط قد يدفع هذه الشركات إلى إعادة التفكير في توجهاتها الاستثمارية. وفي الولايات المتحدة، خسر مؤشر شركات النفط الـ 43 نحو ربع قيمته منذ بداية هبوط الأسعار، وبلغت الخسائر اليومية لهذه الشركات نحو 4.4 بليون دولار أي ما يقارب 1.6 ترليون دولار سنوياً. وسجل العائد على رأسمال الشركات الأوروبية والأميركية تراجعاً بنحو 7.5 في المئة، وهو أدنى مستوى له منذ العام 1998. ويأتي هذا التراجع ليزيد من حال عدم الاستقرار والانكماش في الاقتصاد الأوروبي الذي يجتمع مسؤولو “البنك المركزي الأوروبي” في مدينة فرانكفورت يوم غد لمناقشة خطط التيسير الكمي، ورد المؤسسات الأوروبية على النتائج المحتملة للانتخابات التشريعية اليونانية التي قد تؤدي إلى خروج اليونان من منطقة اليورو.