رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز ان اي من الحوار القائم بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” والمرتقب بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع لا يشكل المفتاح الاوحد للولوج الى انتخابات رئاسية، لكن مما لا شك فيه ان حوار “حزب الله” ـ المستقبل ضروري واساسي ومهم للغاية لكونه يحضّر المناخ ويمنع تفاقم الامور ويبقي الاوضاع هادئة تحسبا لتفاهمات دولية واقليمية، اكثر مما يشكل بحد ذاته حلا جذريا للصراعات القائمة على الساحة السنية ـ الشيعية، كما ان حوار جعجع ـ عون لا يكفي وحده لانتاج رئيس للجمهورية، الا انه يهيء الاجواء حتى ما اذا اتى التفاهم الاقليمي ـ الدولي تكون الازمات اللبنانية الداخلية جاهزة لملاقاة هذا المناخ التفاهمي والالتحاق بركبه.
بويز، وفي تصريح لصحيفة «الأنباء» الكويتية، لفت الى ان ما يقال عن وجوب تفاهم المسيحيين على رئيس ليصار الى انتخابه في المجلس النيابي، كناية عن عملية هروب من الواقع الاقليمي والدولي، بمعنى ان من يطلق هذه المعادلة يتجاهل ان لبنان رهينة الصراع والاصطفاف الدولي الكبير بين الولايات المتحدة واوروبا وعدد من الدول العربية من جهة وبين ايران وروسيا وسورية وحلفائهم من جهة اخرى، كما يتجاهل ايضا انه رهينة واقع الصراع السني ـ الشيعي الكبير في المنطقة، لذلك يعتبر بويز ان الكلام عن توافق المسيحيين على رئيس مجرد فقاقيع اعلامية، معربا عن امله في ان تؤدي مفاوضات الغرب مع ايران الى نتائج ايجابية تنعكس على الواقع الاقليمي في العراق وسورية ولبنان وتحديدا على الصراع السني ـ الشيعي بشكل يمكن لبنان من استنباط الحلول لازماته الداخلية.