IMLebanon

انتعاش عالمي مرتقب لأسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة

STOCKS-USA
ستيفن فولي

واحد من الاتجاهات الأكثر أهمية لعام 2014 كان الأداء الضعيف لأسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة، مقارنة بالشركات الكبيرة.

ويظهر مؤشر راسل 2000 لأسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة انخفاضاً بنسبة 1 في المائة منذ بداية العام، مقارنة بمكاسب كبيرة تبلغ 8.3 في المائة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.

هذه نتيجة مثيرة للدهشة. فالشركات الصغيرة أكثر عرضة بكثير للاقتصاد المحلي، والولايات المتحدة كانت تنمو بقوة أكبر من الاقتصادات الرائدة الأخرى التي كان أداؤها أسوأ مما كان متوقعاً.

ولا يقتصر الأمر فقط على أن المساهمين كانوا يقومون برهانات متفائلة بإفراط على أسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة أثناء الدخول إلى العام، بل هناك تحيّز هيكلي للأسهم الصغيرة في معظم صناعة إدارة الصناديق، الأمر الذي يعني أن كثيرا من المساهمين تضرروا بشدة من الضعف غير المتوقع في أسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة.

سبب هذا التحيّز هو أن المكافأة المحتملة من اختيار أحد الأسهم الناجحة يميل ليكون أعلى بين أسهم الشركات الأصغر الأكثر تقلّباً. وفي عام 2014 ساهم عبء الشركات ذات الرساميل الصغيرة في الأداء السيئ لصناديق التحوّط وصناديق الاستثمار المشتركة النشطة، التي تخلّفت عن مؤشراتها بأرقام أكبر من أي وقت في العقد الماضي.

وحين ننظر إلى الأمر الآن بعد مرور زمن عليه، كانت هناك أسباب للشك في أن هذا ربما يكون عاماً سيئاً. فقد كان المساهمون يُلاحقون الأداء القوي في صناديق الاستثمار المشتركة التي تركّز على الشركات ذات الرساميل الصغيرة طوال عام 2013، الأمر الذي رفع أسعار الأسهم، لكن الإيرادات والأرباح في الشركات التابعة لمؤشر راسل 2000 انخفضت في الواقع العام الماضي. والنتيجة أن التقييمات كانت مبالغاً فيها لعام 2014، وحتى أكثر من ذلك بكثير عند مقارنتها بالشركات ذات الرساميل الكبيرة.

وعادةً ما يتم تداول أسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة بنسبة أعلى من نظيراتها من الشركات الكبيرة، لكن مضاعِفات السعر/الربح الخاصة بها للشهور الـ 12 التالية، البالغة 19.6 في بداية العام، كانت تمثّل مكافأة بنسبة 27 في المائة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، وفقاً لشركة نوبير جربيرمان.

ولعدة أسباب، تبدو الأمور أفضل بالنسبة لعام 2015، وينبغي أن تجعل مديري الصناديق النشطة يتنفسون الصعداء. فالشركات ذات الرساميل الصغيرة لم تكُن بخيلة في النفقات الرأسمالية كما كانت الشركات الكبيرة متعددة الجنسيات، لذلك تستعد لجني أرباح أسهم أكبر من توسّع الاقتصاد الأمريكي المتوقّع للعام المقبل. وفي حين أن الشركات ذات الرساميل الكبيرة ظلت تعيد شراء أسهمها منذ أزمة الائتمان، إلا أن الشركات ذات الرساميل الصغيرة من المرجح أيضاً أن تستفيد أكثر من غيرها من نشاط الدمج والاستحواذ.

من ناحية أخرى، الأسهم ذات القيمة العالية تعاني تباطؤ النمو في الأسواق الناشئة الكبيرة ومنطقة اليورو. وعلى العموم هي لا تستفيد كثيراً من انخفاض أسعار النفط بقدر نظيراتها من الشركات ذات الرساميل الصغيرة.

لكن لا توجد ضمانات. فالشركات ذات الرساميل الصغيرة هي الفائز المؤكد على المدى الطويل جداً. ووفقاً لمحللي باركليز، فإن أي محفظة بقيمة 100 دولار تم استثمارها في أسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة في عام 1926 من المنتظر أن تكون قد نمت وأصبحت 1.4 مليون دولار بنهاية عام 2012، مقارنة بـ 200 ألف دولار فقط في حال تم استثمارها في الشركات ذات الرساميل الكبيرة.

لكن الشركات ذات الرساميل الصغيرة قد تكون لها فترات طويلة من العوائد المنخفضة. ويعد عام 2014 المرة الثالثة فقط في الأعوام الـ 15 الماضية التي يتغلب فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على مؤشر راسل 2000، لكن في الأعوام الـ 15 التي قبل ذلك تفوّق مؤشر أسهم الشركات ذات الرساميل الكبيرة تسع مرات من أصل 15.

ولاحظت بعض الدراسات وجود اتجاه يكون فيه أداء الشركات ذات الرساميل الصغيرة ضعيفاً في العام أو العامين اللذين يسبقان فترة الركود، لكن الإشارة ليست قوية، نظراً للعدد الصغير من نقاط البيانات. وسيكون من غير المعقول الإشارة إلى أن عام 2014 التعيس لمؤشر راسل 2000 هو نذير تباطؤ اقتصادي. بدلاً من ذلك، كانت أسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة تميل إلى التفوّق خلال فترات زيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

المسألة الأكثر أهمية هي التقييم، الذي هو سبب للاعتقاد أن أسهم الشركات الصغيرة يُمكن أن تكون جيدة مرة أخرى في عام 2015.

وعادت علاوة التقييم على أسهم الشركات ذات الرساميل الكبيرة لتواكب المعايير التاريخية في الوقت الذي ندخل فيه العام الجديد. وفي حين أن مضاعفات الأرباح في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 استمرت في التوسّع، إلا أن مؤشر راسل 2000 أصبح أرخص. الحالة التي كانت سائدة في عام 2013 انعكست الآن: انخفضت أسعار أسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة، في حين أدى تحسّن الاقتصاد الأمريكي إلى زيادة الأرباح قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء في الشركات التابعة لمؤشر راسل 2000 بنسبة 7.1 في المائة هذا العام. وحتى دون توسّع المضاعِفات، المرحلة تبدو مناسبة جداً بالنسبة لأسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة في عام 2015، وبالنسبة لصناديق التحوّط وغيرها من مديري الصناديق النشطة، الانتعاش سيأتي في وقته وليس قبل أوانه، ولو للحظة.