لجأ نظام الأسد إلى تجنيد الفتيات قسرا والزج بهن إلى جبهات القتال الأمامية، وذلك في محاولة منه لتعويض النقص الحاد في عدد مقاتليه، جراء الخسائر الفادحة التي يتلقاها في المعارك الدائرة مع الثوار، وانشقاق كثير منهم وانضمامهم إلى صفوف المعارضة المسلحة، فضلا عن عزوف الشباب عن الانضمام إلى معسكرات الخدمة الإلزامية.
وطبقا للمعلومات الواردة من هناك، فإن نظام الأسد أخضع المجندات اللائي تتحدر غالبيتهن من الطائفة العلوية، لفترات تدريب قصيرة لا تمكنهن من اكتساب المهارات العسكرية اللازمة للوقوف في جبهات القتال المشتعلة.
وأشارت مواقع على شبكة الإنترنت إلى أن غالبية الفتيات اللواتي تم تجنيدهن يتبعن الطائفة العلوية، وأن النظام لجأ إلى ابتزاز أفراد تلك الطائفة وتهديدهم بسحب وإيقاف المساعدات والامتيازات المتعددة التي ظل يقدمها لهم، إذا امتنعوا عن إرسال أبنائهم وبناتهم للالتحاق بمعسكرات التجنيد. مضيفة أن لجوء النظام إلى هذه الوسيلة يكشف الأزمة الحقيقية التي يعاني منها، لا سيما بعد مرور قرابة أربع سنوات من عمر الثورة، إذ فقد الجيش أكثر من نصف عدد أفراده، إضافة إلى أن كتائب المرتزقة التي جندتها طهران من مقاتلين طائفيين من إيران وأفغانستان وباكستان واليمن تركز جهودها على القتال الدائر في جبهة حلب، إضافة إلى عودة الفيالق والكتائب العراقية إلى بلادها لقتال تنظيم الدولة “داعش”.
وأشارت المصادر إلى أن إشراك النساء في القتال على جبهات مشتعلة دليل جديد على إفلاس النظام، فالنساء مهماتهن خلال الحروب خدمية أو إسعافية، أما ما يجري من إشراكهن في القتال على جبهة عجزت عناصر الأسد ومرتزقته عن الدخول إليها لا يدع مجالا للشك أن النظام يعاني مشكلة حقيقية قد تعجل بسقوطه قريبا.
وتابعت المصادر بالقول إن تململا كبيرا بدأ في الظهور وسط أفراد الطائفة العلوية، بسبب إرغامهم على الدفع ببناتهم للمشاركة في القتال، إضافة إلى الخوف الحقيقي على مستقبلهم في سوريا في حالة الإطاحة بنظام الأسد، إذ ينظر إليهم غالبية الشعب السوري على أنهم السبب الأكبر في استمرار نظام الأسد، وهو ما انتبه إليه قياديون سياسيون في المعارضة، إذ سعوا إلى طمأنة العلويين وتأكيد أن سورية الجديدة لن تتعامل مع مواطنيها بنظرة طائفية أو مذهبية، بل سيكون المعيار الوحيد هو المواطنة، واشترطوا على أفراد الطائفة رفع أيديهم عن النظام والتوقف عن دعمه، والانضمام إلى صفوف الثوار.
وختمت المصادر بالقول إن العلويين في سوريا، وإن كانوا أكبر المستفيدين من نظام أسرة الأسد في السابق، إلا أنهم دفعوا ثمنا باهظا نتيجة ذلك، إذ باتوا هدفا رئيسا للهجمات التي تشنها الفصائل المتشددة، باعتبارهم الحائط الذي يستند إليه النظام، مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة منهم، وها هم اليوم يضطرون إلى الدفع بشبابهم وبناتهم لصفوف القتال الأمامية، بعد أن بدأ النظام في ملاحقة كل قادر منهم على حمل السلاح، مما سيعود عليهم حتما بخسائر إضافية تزيد من خسائرهم المتفاقمة وسط شبابهم، الأمر الذي يهدد بتحويل العلويين إلى “طائفة عجوز”.