Site icon IMLebanon

إلى أي مدى يمكن أن تهبط أسعار النفط؟

oil-price-down
مع هبوط النفط دون مستوى الـ50 دولاراً، للمرّة الأولى في 6 سنوات تقريباً، يتساءلُ البعض عن المدى الذي يمكنُ أن تصلَ إليه الأسعار، فيما يراهنُ البعضُ الآخر على مستوى 20 دولاراً.

لماذا تتراجع الأسعار؟
ثمّة تفسيرات عدّة، منها إرتفاع الدولار، وقرار “أوبك” في تشرين الثاني بعدم خفض سقف الإنتاج، إلى جانب تصريحات المسؤولين في كبرى الدول المنتجة وغيرها من الأسباب التي سُردَت في وقت سابق.
لكنَّ صحيفة “الغارديان” البريطانية ركَّزَت على سبب آخر يتعلّقُ بنمو الإنتاج الأميركي بنسبة 48% بين عامي 2008 إلى 2013، بدعمٍ من الإستثمار في مشاريع النفط الصخري، ما دفعَ الإنتاج إلى مستوى 11 مليون ب/ي في بداية 2014.

اللّافت للنظر أنَّ زيادةَ الإنتاج هذه، استوعبتها السوق لتكون عوضاً عن تذبذب الإمدادات نتيجة العقوبات المفروضة على إيران، إلى جانب الإضطرابات في العراق وليبيا، لكنَّ تراجع وطأة المشكلات المتعلّقة بالمعروض، منها ارتفاع صادرات العراق إلى أعلى مستوياتها منذ 25 عاماً تقريباً الشهر االماضي، وارتفاع انتاج روسيا عام 2014 بأسرع وتيرة منذُ انهيار الإتحاد السوفياتي، غيَّرَت الموازين.
وبالتزامن مع زيادة المعروض، تراجعَ الطلب، إذ هبطَ إستهلاكُ النفط في أوروبا واليابان خلال العام الماضي، بالتزامن مع تباطؤ نمو الإقتصاد الصيني الذي يُعدُّ أحد قاطرات الإنتعاش العالمي، ما قلَّصَ الطلب من قبل ذلك البلد على الذهب الأسود.
ولا تنسى الأسواق التصريح الشهير للوزير علي النعيمي قبل نهاية 2014، بأنَّ خفض الإنتاج لا يصبُّ في مصلحة “أوبك” مهما انخفضَت الأسعار إلى 60، 50، 40 أو 20 دولاراً، ما رسَّخ في الأذهان وتفاعلت معه تحركات النفط بالفعل.

الرابحون والخاسرون
يرى صندوق النقد الدولي أنَّ الإنخفاض الذي شهدَتهُ أسعارُ النفط، يمكنُ أن يضيفَ 0.7% إلى نمو الإقتصاد العالمي عام 2015، فيما ترى وكالةُ الطاقة الدولية أنَّ عدداً من الحكومات سيستخدمُ هذا التراجع في خفض دعمها للوقود، وهو ما يعني بالتبعية أنَّ التأثير سيكونُ محدوداً على المستهلكين.
وعلى ذكر المستهلكين، فإنَّ مواطني الولايات المتحدة مستفيدون من هبوط الأسعار، إذ لا دعم للوقود، لكن الوضع يختلف في الدول النامية، وسيختلف تأثيره من دولةٍ إلى أخرى.
وصاحب انخفاض النفط ارتفاع الدولار، وهو ما يعني تضرُّر الإقتصادات الناشئة بسبب ارتفاع تكلفة ديونها البالغة 9 تريليونات دولار، ما يعني تخفيف الأثر الإيجابي لتراجع أسعار النفط.

إلى أى مدى يمكن أن تتراجع الأسعار؟
لا أحدَ يعرفُ على وجه التحديد، هذه هي الإجابة التي أوردتها “الغارديان”، فإدارة معلومات الطاقة الأميركية توقَّعَت تراجُع خام “برنت” إلى 68 دولاراً، وقبل إجتماع “أوبك” السابق، توقَّعَ “غولدمان ساكس” هبوطه إلى 85 دولاراً عام 2015، لكنَّ حركة النفط ذهبَت إلى أدنى من ذلك بكثير كما هو حادث بالفعل.
من جهةٍ أخرى، يراهنُ بعضُ التجار على الهبوط إلى 40 أو 30 دولاراً، وقلّة منهم ترى 20 دولاراً تلوح في الأفق، وهو مستوى لم تره الأسواق منذ السنوات الأولى للألفية الثانية.
وهناك محللون ينتظرون إنتعاشاً للأسعار عند 70 دولاراً بعدَ الهبوط إلى 30 دولارا أوّلاً، ولا يرون مبرراً للمغامرة في إنتظار مستوى 20 دولاراً.