طوني رزق
تبقى الليرة مستقرة في مواجهة تقلبات الاسعار الحادة في الاسواق العالمية فالدولار واليورو والين الياباني وهي العملات الاكثر طلبا في لبنان ما زالت تشهد تقلبات قاسية في حين ان الجميع يتفقون على استمرار استقرار سعر صرف العملة اللبنانية.
تُجمع الاوساط المالية في لبنان كما والمراجع الدولية على انه لا خوف على استقرار الليرة اللبنانية رغم الاوضاع السلبية التي تعاني منها البلاد على مختلف الاصعدة. حتى ان الليرة لا تتأثر بتنامي الدين العام اللبناني في مقابل استمرار تراجع مداخيل الحكومة اللبنانية والاتجاه العام نحو رفع اسعار الفائدة اكان في لبنان او في السوق الاميركية.
ومع تكاثر التحذيرات على مختلف الاصعدة الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى المالية الا انه لم يصدر أي تحذير يتناول مستقبل واستقرار العملة الوطنية. اذ ترتكز هذه العملة حاليا ومستقبلا على الارتفاع الكبير في السيولة بالعملات الاجنبية في لبنان، كما تستند الى ارتفاع حجم الاحتياطي النقدي من العملات الاجنبية لدى مصرف لبنان المركزي، والقطاع المصرفي اللبناني.
وتشير مختلف التحليلات الى اهمية التحويلات اللبنانية بالعملات الاجنبية من خارج البلاد، هذه التحويلات تعكس طمأنينة حيال سياسات السلطات النقدية اللبنانية المتحفظة والتي تمكنت حتى اليوم من تجاوز مختلف الأزمات المالية القاسية التي هزّت الاسواق العالمية في السنوات الماضية. و مع تمسّك لبنان بسياسة الاستقرار النقدي وتعاون جميع من في الداخل لتطبيق هذه السياسة فان اشاعة اجواء من الثقة المتواصلة بالليرة ما زالت تسود الاسواق اللبنانية.
الاسواق المالية
تحسّن النشاط امس في بورصة بيروت الرسمية للاسهم رغم درجات الحرارة المنخفضة التي خيّمت على البلاد. وقد بلغ حجم التداولات 228667 سهما قيمتها 922828 دولارا. وسجل تبادّل 37 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت تسعة اسهم: ارتفع منها سهمان وتراجعت خمسة اسهم واستقر سهمان آخران.
فقد زادت اسهم بنك بيمو 1,28 في المئة الى 1,79 دولار مع تبادّل 123374 سهما، وتراجعت اسهم بنك عودة العادية 1,47 في المئة الى 6,01 دولار، واسهم بنك بيبلوس العادية 1,20 في المئة الى 1,64 دولار، واسهم شركة سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,61 في المئة الى 11,30 دولارا.
واستقرت اسهم بنك بلوم المدرجة على 9,80 دولار، كما انخفضت اسهم سوليدير الفئة (ب) 0,26 في المئة الى 11,26 دولارا، وارتفعت اسهم GDR من بلوم 1,22 في المئة.
الاسواق العالمية
في الاسواق الخارجية، تابعت اسعار النفط تراجعها في الاسواق العالمية دون مستوى الخمسين دولارا. تراجع سعر النفط الاميركي في نيويورك امس 3,70 في المئة الى 48,19 دولارا للبرميل، كما كان سعر نفط برنت الخام منخفضا في اوروبا بنسبة 3,45 في المئة الى 51,28 دولارا للبرميل.
اما اسعار الذهب فاستفادت من تقلبات الاسعار في الاسواق المالية لتسجل اقبالا. وقد زاد سعر الذهب بنسبة 1,24 في المئة الى 1218 دولارا للاونصة، كما زاد سعر الفضة بنسبة 2,45 في المئة الى 16,11 دولارا للاونصة.
في عودة الى تراجع اسعار النفط، فقد تأثرت الاسعار في اسواق الاسهم الاميركية وخصوصا في مؤشر ستنادرد اند بورز بتراجعها مؤخرا، اذ أظهر المؤشر المذكور اسوأ اداء له منذ العام 2008 مع ترقّب الاسواق لاتجاهات اسعار الفائدة الاميركية في موازاة التحسّن الذي يبديه الاقتصاد الاميركي وتراجع اليورو امس الى أدنى مستوى له في ثماني سنوات مع تباطؤ في نسبة التضخم في منطقة اليورو بأكثر مما كان متوقعا.
وكان مؤشر ستاندرد اند بورز تراجع بنسبة 4,2 في المئة خلال الايام الخمسة الماضية الى 2,7 في المئة منذ مطلع العام الجديد. ومع تراجّع العجز التجاري الاميركي فان الاسواق تتوقع ان يقرّب الاحتياطي الفدرالي الاميركي موعد رفع اسعار الفائدة.
اما اسعار النفط المتراجعة بقوة فبدأت تؤثر على مختلف بورصات الاسهم العالمية. بعد تراجع الاسهم الاميركية، انخفضت الاسهم الاوروبية متأثرة ايضا بالمخاوف في شأن اليونان.
في الدول الخليجية ارتدت الاسهم نحو الارتفاع كما حصل في مختلف الاسواق الناشئة امس في حين كانت اسواق روسيا المالية مقفلة بمناسبة عيد الميلاد عند الطوائف الارثوذكسية.
وفي حين ارتفع الدولار مقابل 11 عملة من أصل 16 عملة الاكثر تداولا فزاد 0,6 في المئة الى 119,14 ينا و0,4 في المئة الى 1,1844 مقابل اليورو، عاودت الاسهم الاميركية تسجيل بعض المكاسب. وقد زاد مؤشر داو جونز 0,86 في المئة الى 17521 نقطة، ومؤشر ستاندرد اند بورز 0,64 في المئة الى 201946 نقطة، ومؤشر ناسداك 0,74 في المئة الى 4626,8 نقطة. كذلك زادت البورصات الاوروبية نحو الواحد في المئة الى 6442 نقطة في لندن و4125,42 نقطة في باريس.
في آسيا، اقفلت بورصة طوكيو مرتفعة 0,01 في المئة الى 16885 نقطة وبورصة هونغ كونغ مرتفعة 0,83 في المئة الى 23681 نقطة.