أبقى «بنك إنكلترا» أسعار الفائدة عند 0.5 في المئة بعد أول اجتماع له هذه السنة، مع تراجع التضخم إلى أدنى مستوياته في 12 سنة بفعل تدهور أسعار النفط وبوادر تباطؤ إثر نمو سريع العام الماضي. وأكد البنك أنه سيعاود استثمار 4.35 بليون جنيه استرليني (6.5 بليون دولار) من حصيلة سندات تستحق الشهر الجاري ومشتريات التيسير الكمي البالغة 375 بليون جنيه. وكان البنك تعهد استثمار مثل تلك الأموال مجدداً إلى أن يرفع أسعار الفائدة عن مستوياتها القياسية المنخفضة. ولم يتوقع أي من الاقتصاديين الذين استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم في 10 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تعديل سعر الفائدة خلال الشهر الجاري، كما لم يتوقع معظمهم رفع الفائدة قبل الربع الثالث من السنة.
إلى ذلك مضى مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، في اجتماعه الأخير حول السياسة، قدماً في خطط لبدء رفع أسعار الفائدة هذه السنة، على رغم الجدل الذي بدا محتدماً حول طريقة التعبير عن نواياه. ووفق محضر اجتماع لجنة السياسة في المجلس في كانون الأول الماضي، والتي نشرت ليل أول من أمس، استعرض مسؤولو المجلس قائمة طويلة من البيانات التي أظهرت أن التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة يتماسك في عالم يتحوّل إلى الاتجاه الخاطئ في ظل أخطار الركود في اليابان وأوروبا وتباطؤ في أسواق ناشئة رئيسة.
ودفع هبوط أسعار النفط الولايات المتحدة بعيداً من معدل التضخم الذي يستهدفه المجلس، ولكن يبدو أن المستهلكين يميلون إلى الإنفاق ويتم خلق وظائف، كما أن استثمار الشركات استقر. وأكد المحضر أن «عدداً من المشاركين أشار إلى المستويات المرتفعة نسبياً لثقة المستهلكين كدلالة على قوة في الأمد القريب لإنفاق المستهلكين، بينما رأى معظم المشاركين أن الهبوط الكبير في أسعار الطاقة أخيراً سيشكل دعماً». وأضاف أن «أطرافاً جرى الاتصال بهم أشاروا إلى متانة أوضاع أنشطة الأعمال عموماً مع إبداء شركات في أنحاء كثيرة من البلاد بعض التفاؤل بمزيد من التحسن هذه السنة».
ولكن في ظل استمرار التضخم عند مستوى منخفض والتوقعات الاقتصادية المتشائمة لمنطقة اليورو واليابان، أقر المجلس بتحسّن في الولايـات المتـحــدة من دون أن يلتزم بموعـد محـدد لرفــع أسعار الفائدة.
إلى ذلك أعلن البنك المركزي في بلاروسيا أمس، خفض السعر الرسمي للروبل المحلي أمام الدولار 7.5 في المئة بعدما أقدم على إجراء مماثل في وقت سابق هذا الأسبوع لحماية العملة من اضطرابات السوق في روسيا. وأكد أنه سيخفض اليوم السعر الرسمي للروبل إلى 62.7 روبل. وكان البنك خفض مطلع الأسبوع سعر الروبل نحو سبعة في المئة.
العملات والمعادن
وواصل اليورو خسائره أمس للجلسة الخامسة على التوالي، وسجل أدنى مستوياته في تسع سنوات مع زيادة رهانات المستثمرين على أن البنك المركزي الأوروبي أصبح قريباً من تبني برنامج للتيسير الكمي لدرء خطر انكماش الأسعار. وأدى هبوط الطلبات الصناعية في ألمانيا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وانخفاض توقعات التضخم في منطقة اليورو، إلى تعزيز الاعتقاد بأن اليورو يتخذ مساراً نزولياً إضافة إلى القلق من الانتخابات العامة اليونانية في 25 الجاري، وما قد يترتب عليها من أزمة بين برلين وأثينا في شأن إجراءات التقشف.
وهبط اليورو إلى 1.17625 دولار، مسجلاً أدنى مستوياته منذ كانون الأول 2005، ومقترباً من مستوى 1.1747 دولار الذي سجله للمرة الأولى في 4 كانون الثاني (يناير) 1999. وارتفع الدولار إلى 119.80 ين، مبتعداً عن أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع البالغ 118.36 ين والذي سجله منتصف الأسبوع الجاري. وأدى ضعف اليورو إلى بقاء الدولار عند أعلى مستوياته في تسع سنوات، وبلغ مؤشر الدولار 92.458.
وواصل الذهب خسائره إذ قلص ارتفاع الدولار والأسهم وبيانات إيجابية عن الاقتصاد الأميركي، جاذبية المعدن كملاذ آمن، ما أدى إلى مزيد من النزوح عن أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم. وتراجع السعر الفوري للذهب 0.3 في المئة إلى 1206.80 دولار للأونصة، بعدما خسر 0.7 في المئة من قيمته في الجلسة السابقة، منهياً ثلاثة أيام من المكاسب. وانخفضت حيازات صندوق «اس بي دي ار»، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب في العالم، 0.42 في المئة إلى 704.83 طن أول من أمس، وهو أدنى مستوى منذ أواخر عام 2008. وتراجع سعر الفضة 0.79 في المئة إلى 16.35 دولار، بينما ارتفع البلاتين 0.2 في المئة إلى 1215.95 دولار، والبلاديوم 0.3 في المئة إلى 788.25 دولار.