تلاحقتْ التطورات الكهربائية أمس، على وقع العاصفة «زينا» التي تضرب لبنان منذ بداية الأسبوع، لاسيما وأنَّ الأعطال على صعيد الشبكة الكهربائية لم ترحم المناطق، مع ازدياد التقنين وانخفاض مستويات الانتاج، وهو ما دفع بالنائب غازي يوسف الى القاءِ المسؤولية على الوزير جبران باسيل، سائلاً عن خطتهِ ووعودهِ في تأمين الكهرباء 24 على 24 ساعة، وعن الأموال التي أنفقت في سبيلها.
وميدانياً، صدرت بيانات عدة بدءاً من مؤسسة كهرباء لبنان وبعض شركات مقدمي الخدمات والشركة التركية، أكدت استعادة السيطرة على الأعطال واعادة القدرات الانتاجية الى طبيعتها.
بداية، أشار النائب غازي يوسف في حديث إذاعي، أمس، الى ان «لبنان بحاجة الى نحو 2500 ميغاوات من الكهرباء لتلبية حاجاته، ونحن نأخذ ربع الانتاج الذي نريده«، وقال «لقد وافقنا في مجلس النواب على خطة للوزير جبران باسيل منذ 3 سنوات، واصر باسيل على ان يكون التمويل من خلال الاستدانة من دون قروض، وتمت الموافقة بشروط لزيادة الانتاج بنحو700 ميغاوات، ووعد بان يكون لدينا كهرباء 24 ساعة في عام 2015»، سائلاً من يحاسب الوزير على انفاقه الاموال من دون تأمين زيادة في الميغاوات او انشاء اي معامل جديدة او صيانة المعامل الموجودة او تأهيل البعض منها.
أضاف «تم فصل الباخرتين التركيتين لأن الامواج العالية تعرض المعدات للخطر، ولكن هذا لا يمنع ان هناك مسؤولية على الوزير باسيل الذي هدد اللبنانيين بالعتمة اذا لم تتم الموافقة على مشروعه»، مشيراً الى ان خطة باسيل للكهرباء فشلت، ونريد معرفة الى اين ذهبت الاموال المنفقة؟.
«كهرباء لبنان»
وأصدرت مؤسسة كهرباء لبنان بياناً، قالت فيه «عطفاً على بيانيها الصادرين حول أضرار العاصفة على الشبكة الكهربائية، تعلن مؤسسة كهرباء لبنان أنه قرابة الساعة الثانية والنصف من فجر أمس،تمكنت الفرق الفنية من إعادة وضع كامل مجموعات الإنتاج في الخدمة، التي كانت قد انفصلت عن الشبكة مرتين على التوالي يوم أول من أمس بسبب الصواعق. كذلك أعيد عند 9.30 من مساء أول من امس ربط الباخرة التركية «أورهان بيه» بالشبكة وعند منتصف الليل أعيد ربط الباخرة «فاطمة غول»، وبالتالي عادت القدرة الإنتاجية الى ما كانت عليه قبل العاصفة. اما بالنسبة للأعطال الجسيمة والكثيفة التي تسببت بها العاصفة على شبكتي التوتر المتوسط والمنخفض، فإن شركات مقدمي الخدمات تواصل أعمال التصليح في جميع المناطق بالتنسيق مع كهرباء لبنان، وصولا الى إنهاء جميع مخلّفات العاصفة، حيث تم حتى تاريخه تصليح ما بين 50 و70 في المئة من الأعطال وذلك بحسب المناطق، والعمل مستمر لإنهاء باقي التصليحات في أسرع وقت ممكن، وبالتالي إعادة التغذية بالتيار الكهربائي إلى طبيعتها».
«فاطمة غول« و«أورهان بيه«
الى ذلك، قالت شركة (Karpowership)، أنه في ظل الظروف المناخية الصعبة التي عصفت بلبنان في الآونة الأخيرة، والتي تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن الكثير من المناطق، كانت Karpowership مالكو ومشغل الباخرتين التركيتين فاطمة غول سلطان وأورهان بيه على أهبة الاستعداد لدعم حاجات شركة «كهرباء لبنان».
وأضافت في بيان أمس «وفي هذا الظرف، تم توقيف الانتاج لساعات معدودة كتدبير احتياطي ومراعاةً لظروف الشبكة اللبنانية بعيد العاصفة التي ضربت البلاد أمس. إلا إنه منذ الليلة ما قبل الماضية (الأربعاء 7 كانون الثاني الجاري) باتت كلتا الباخرتين تعملان بطاقتهما الكاملة. وقد حرص فريق العمل على كل من باخرتي الطاقة «فاطمة غول سلطان» و»أورهان بيه» بالتعاون مع الجهاز التقني لدى شركة «كهرباء لبنان» على بذل جهد جبّار لتأمين استمرارية الانتاج ومدّ الشبكة اللبنانية بالقدرة الكهربائية اللازمة».
ويشار الى أن باخرتي الطاقة فاطمة غول سلطان وأورهان بيه، قد رستا في الزوق والجية في العام 2013 ضمن اتفاق بين الشركة التركية Karpowership والحكومة اللبنانية. وتنتجان الآن أكثر من 25 في المئة من الطاقة الكهربائية التي يستهلكها لبنان، أي أكثر من 300 ميغاوات.
«BUS»
من جهتها، أعلنت شركة «BUS» انها تمكنت مساء (أمس) من اصلاح 80 في المئة الى 90 في المئة من اعطال مخارج التوتر المتوسط التي تسببت بها العاصفة زينا في المنطقة الاولى (جبل لبنان الشمالي ومحافظة الشمال ). وأوضحت في بيان أمس، ان العاصفة تسببت باضرار على 60 في المئة من شبكة التوتر المتوسط في مختلف انحاء المنطقة الاولى ، وتسببت ايضا باعطال متعددة على التوتر المنخفض.
واكدت انه حتى ظهر أمس، تم اصلاح 60 في المئة من اعطال التوتر المتوسط ، ومن المأمول ان تنجز بحلول المساء 80 الى 90 في المئة من التصليحات. لكن الوصول الى المناطق الجبلية حيث تساقطت الثلوج بكثافة يتطلب وقتا وجهدا اضافيين، لا سيما في بسكنتا وضهور الشوير وفاريا و تنورين وجرود الضنية واعالي محافظة عكار. وذلك يتطلب تجهيزات استثنائية للوصول الى اماكن الاعطال واصلاحها، لاعادة التيار الكهربائي الى طبيعته. وذكرت الشركة ان سقوط الاشجار على الخطوط الهوائية ادى الى تعطلها والى تحطيم عدد من الاعمدة ما يتطلب استخدام آليات ثقيلة لمعالجة هذه الاضرار الضخمة. ومن جهة ثانية بدأت فرق الشركة منذ أول من امس اصلاح كل اعطال التوتر المنخفض، وهي تكثف حالياً جهودها سعياً الى انجازها كلها مساء اليوم.
البترون
مناطقياً، اطلقت رابطة مخاتير منطقة البترون صرخة احتجاج لانقطاع التيار الكهربائي عن منطقة البترون الوسطى، وغرقها في الظلام منذ بدء العاصفة التي تجتاح لبنان. واستنكرت في بيان «عدم تجاوب الجهات المعنية مع مراجعات نواب المنطقة والمطالبات المتكررة للكشف على الاضرار وتصليح الاعطال.»
ودعت الرابطة المسؤولين عن صيانة الكهرباء وتصليح الاعطال اعطاء التوجيهات اللازمة لفرق العمل لرفع الاعمدة والكابلات التي اسقطتها الرياح على الارض تفادياً لحصول حوادث قد تلحق الضرر بالمواطنين.
وحذر المخاتير من التمادي في اهمال المطالب الملحة وهددوا باللجوء الى خطوات تصعيد للضغط في سبيل تنفيذ الاعمال اللازمة لتأمين الكهرباء للمواطنين الذين يعانون انقطاع التيار خصوصاً في ظل العاصفة وموجة الصقيع التي تلف المنطقة حيث الحاجة ملحة للنور والدفء.