الفونس ديب
قضية الخبز العربي تعود الى الواجهة من جديد، لكن هذه المرة بقوة وبشكل معاكس، لا سيما مع تصاعد احتجاج المواطنين الذين ينظرون بريبة الى استمرار سعر ربطة الخبز على ما هو عليه رغم الانخفاض الكبير التي شهدته العناصر الاساسية المكونة لانتاج الرغيف من طحين ومازوت ونايلون ويد عاملة.
اليوم المطالبة شعبية، والانظار تتجه الى الافران التي باتت تحقق ارباحاً خيالية على حساب لقمة عيش المواطنين، للضغط عليها بهدف خفض سعر ربطة الخبز او اعادة زيادة وزنها تماشياً مع انخفاض انتاج الرغيف جراء تراجع مجموعة من مكونات انتاج الخبز.
وعلمت «المستقبل» ان اجتماعاً سيعقد عند العاشرة والنصف من صباح اليوم في وزارة الاقتصاد والتجارة، يلتقي خلاله وزير الاقتصاد آلان حكيم وفداً من اتحاد نقابات الافران في لبنان، بهدف التوصل الى تسوية حول هذه القضية». ويأتي هذا الاجتماع في اطار الجهود التي يقودها حكيم في هذا الاتجاه، حيث عقد لقاءات عدة من حوالي الشهرين حتى الآن مع اصحاب الافران، لكن لا يبدو ان تسوية باتت تلوح في الافق. الا ان حكيم طمأن عبر «المستقبل» الى ان الوزارة جادة في الوصول الى اتفاق مع الافران حول هذا الموضوع في مهلة اقصاها نهاية الاسبوع المقبل.
واوضحت مصادر معنية في القطاع لـ»المستقبل» ان التراجعات التي سجلتها اسعار صفيحة المازوت من نحو 33 الف ليرة الى نحو 15 الفاً، وانخفاض سعر طن السكر من 800 دولار الى اقل من 500 وكذلك النايلون الذي يتأثر مباشرة باسعار النفط، قد يؤدي الى خفض كبير في تكلفة انتاج ربطة الخبز او زيادة وزنها بنحو 200 غرام، مشيرا الى ان اصحاب الافران يتحججون بزيادة تكلفة اليد العاملة، في حين ان هذا الامر يناقض الواقع، إذ تبين كل المراجعات لدى وزارة العمل وآخرها أول من امس ان هناك شكوى كبيرة من عمال الافران بسبب مزاحمة اليد العاملة السورية لهم بسبب اجرها الزهيد.
لكن اللافت ما كشفه مصدر نقابي في قطاع الافران انه خلال المفاوضات التي تمت بين وزارة الاقتصاد واتحاد نقابات الافران تقدم الاخير بدراسة حول كلفة انتاج الرغيف، واقترح بموجبها زيادة وزن ربطة الخبز بـ20 غراماً فقط.
حكيم
الوزير حكيم، قال لـ»المستقبل» «بموجب انخفاض اسعار المازوت، يجب ان يكون هناك دراسة حول التكلفة الفعلية لانتاج الرغيف، لنكون دقيقين في ما يجب ان تكون عليه تسعيرة ربطة الخبز او زنها«. واشار الى ان الوزارة تتابع الموضوع منذ شهرين لانه يمس بالأمن الغذائي لكل اللبنانيين وله انعكاساته الكبيرة على اصحاب الدخل المحدود»، لافتاً الى انه خلال الاجتماعات التي عقدت مع نقابات الافران تم طرح بعض الاقتراحات، ولم يتم الاتفاق عليها، لذلك نعمل على وضع دراسة حديثة حول تكلفة انتاج الخبز ليتم بموجبها تحديد سعر الربطة او وزنها«.
واكد حكيم ان اتحاد نقابات الافران كان متجاوباً مع رغبة الوزارة وأبدى كل مرونة للتعاون معنا للوصول الى تسوية علمية مناسبة للجميع«.
وطمأن الى ان الوزارة جادة في الوصول الى اتفاق مع الافران حول هذا الموضوع في مهلة اقصاها نهاية الاسبوع المقبل.
ابراهيم
اما رئيس اتحاد نقابات اصحاب الافران في لبنان كاظم ابراهيم، فقال لـ»المستقبل»: «هناك انخفاض في اسعار المحروقات وهذا ينعكس ايجاباً على تكلفة الانتاج، لذلك اليوم هناك مفاوضات مع وزارة الاقتصاد لاعادة تقويم وضع ربطة الخبز، ان كان بالنسبة لخفض سعرها أو زيادة وزنها»، مشيرا الى اجتماع سيتم في هذا الاطار بين الطرفين نهاية الاسبوع لمتابعة البحث في الموضوع«.
واكد استعداد «الاتحاد التجاوب مع اي متطلبات جدية ان لجهة زيادة وزن الربطة او خفض سعرها بحسب التغيرات التي طرأت على عناصر تكلفتها«.
خبير
واوضح خبير في القطاع لـ»المستقبل» ان كل العناصر المكونة لتكلة انتاج الرغيف انخفضت. فسعر طن الطحين يسلم اليوم بحدود 560 الف ليرة، فيما السقف الاعلى لسعر الطن هو 590 الفاً، علماً ان الافران تستلم الطحين على هذا السعر المنخفض من نحو 6 اشهر، وسعر صفيحة المازوت انخفض من 32 الف ليرة، (وهو السعر الذي تم على اساسه خفض وزن ربطة الخبز من 1000 غرام الى 900 غرام)، الى نحو 15 الف ليرة، وكذلك عندما خفض وزن الربطة كان سعر طن السكر 800 دولار واليوم اصبح اقل من 500 دولار، وكذلك الامر بالنسبة للنايلون الذي يتأثر سعره مباشرة باسعار النفط .
واكد الخبير ان هذه التراجعات في تكلفة انتاج الخبز لا بد ان تنعكس ايجاباً على وضع الربطة، اما زيادة وزنها بحدود 200 غرام، او خفض سعرها حوالي 300 ليرة، اي من 1500 ليرة الى 1200 ليرة، والافضل في هذه الحالة زيادة وزنها من 900 غرام الى 110 غرام.
مصدر
وقال مصدر من نقابات الافران شارك في المفاوضات «قلنا خلال الاجتماعات ان المازوت والسكر انخفض سعرهما، ونحن مستعدون للتجاوب مع هذا الموضوع«، مشيرا الى ان اتحاد نقابات الافران قدم دراسة تبين ان انخفاض التكلفة يوجب زيادة وزن ربطة الخبز 20 غراما فقط.
وقال «ان وزارة الاقتصلاد غير راضية عن هذا الاقتراح، لذلك سيكون هناك اجتماعات اخرى للوصول الى حل نهائي«.
واضاف «صحيح ان تكلفة المازوت والسكر انخفضتا، لكن في المقابل هناك زيادة في تكلفة اليد العاملة، وهذا الامر حد من التأثير الايجابي لانخفاض سعر المازوت والسكر».