سلوى بعلبكي
بدأت مفاعيل انخفاض أسعار النفط عالمياً تنعكس على أسعار المحروقات والمواد الغذائية ومنها السكر (انخفض سعره من 800 دولار للطن الى أقل من 500 دولار) والمازوت (انخفض سعر صفيحة المازوت من نحو 33 الف ليرة الى نحو 15 الفاً). وبما أن هاتين المادتين تدخلان في صناعة رغيف الخبز، فإنه من البديهي أن ينخفض سعر ربطة الخبز، خصوصاً أن ثمة عنصراً آخر يشكل عاملاً اضافياً في وجوب خفض سعرها وهو انخفاض اسعار النايلون نتيجة انخفاض اسعار النفط.
هذه العناصر شكّلت حافزاً لوزارة الاقتصاد لكي تتابع الموضوع مع نقابة اصحاب الافران التي أبدت تجاوبا مع طرح الوزارة بزيادة وزن ربطة الخبز 50 غراماً من 900 غرام، الى 950 غراماً وذلك اعتباراً من الاثنين المقبل.
هذا القرار توصل اليه الاجتماع الذي عقد أمس في وزارة الاقتصاد والتجارة وضمّ المديرة العامة للوزارة عليا عباس، والمدير العام لمكتب الحبوب والشمندر السكري في الوزارة حنا العميل، ووفداً من نقابة اصحاب الافران والمخابز في لبنان برئاسة كاظم ابرهيم الذي دعا الافران الى “التزام القرار الجديد، مع المحافظة على جودة الرغيف ونظافته”.
قرار نقابة الافران التزام قرار وزارة الاقتصاد جاء اقتناعاً منها بأن اسعار المازوت والسكر انخفضت وتاليا يجب خفض سعر ربطة الخبز، ولكن من ناحية أخرى أبدت امتعاضاً لعدم اخذ الوزارة في الاعتبار عوامل أخرى طارئة وزادت من الاعباء على اصحاب الافران. هذه العوامل تتمثل بالكلفة التي بدأ يتكبدها هؤلاء جرّاء تشغيلهم عمالاً سوريين بما يتطلب منهم دفع 300 الف كل ستة أشهر عن العامل للأمن العام مقابل خروجه ودخوله الى لبنان اضافة الى 50 الف ليرة للكاتب العدل. والاهم هو مسألة فحوص الدم المطلوب اجراؤها للعمال، بحيث أجبرنا على اجرائها في المستشفى الحكومي لقاء 57 ألف ليرة، علما أننا كنا ندفع 25 الف ليرة للفحص الواحد بحيث يأتي موظف من المختبر ويأخذ عينات دم من العمال من دون عناء الذهاب الى المختبر. هذا الموضوع مسألة أساسية بالنسبة الى أصحاب الافران، لذا سيعمد ابرهيم الى الاجتماع بوزير الصحة وائل ابو فاعور لطرح الموضوع ومعالجته بالطريقة المناسبة، كذلك سيبحث معه مسألة ارغام العمال على ارتداء قفازات النايلون عند صناعة العجين نظراً الى استحالة الامر.
وتأكيداً على تجاوب النقابة مع خفض سعر الخبز، لفت ابرهيم الى أنه كان من المفترض تنفيذ القرار بدءاً من آخر الشهر، وذلك لكي يعطى للأفران الوقت الكافي لتبديل طباعة اكياس النايلون بالوزن الجديد، ولكن المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس اتصلت بنا وطلبت مباشرة تطبيق القرار بدءاً من الاثنين المقبل، فأبدينا تجاوبا”.
ولكن يبدو أن قرار خفض سعر ربطة الخبز سيواجه تحدياً جديداً يتمثل في إرتفاع اسعار القمح عالمياً نتيجة الازمة الروسية الاوكرانية، خصوصاً وأن لبنان يستورد نحو 400 الف طن سنوياً عبر البحر الاسود. وهذا الأمر أكده رئيس نقابة مال القبان ارسلان سنو الذي قال لـ”النهار” أن روسيا أوقفت تصدير القمح على نحو غير رسمي وتنوي فرض 35 أورو على طن القمح، بما يؤكد أن اسعار القمح على ارتفاع أكيد. وتوقع أن يعود سعر ربطة الخبز الى الارتفاع في حال عدم اتخاذ القرار بدعم الطحين.
الا أن مستشار الشؤون الاقتصادية لوزير الاقتصاد آلان حكيم البروفسور جاسم عجاقة، طمأن الى أن كميات القمح الموجودة في الاهراءات تكفي لنحو 3 أشهر، بما يعني أن سعر ربطة الخبز سيستقر لفترة مماثلة، مشيراً الى أنه في حال قررت وزارة الاقتصاد دعم الطحين، فإن سعر الخبز لن يتأثر حتى في حال ارتفعت اسعار القمح عالمياً.
وتوقع أن تتم معالجة مشكلة القمح، وذلك انطلاقاً من أن المسألة سياسية اضافة الى ان روسيا لا تستطيع التشبت بموقفها كونها لا يمكنها تحمل فائض القمح الذي سيتكدس عندها من جراء وقف عملية التصدير.
وإذ أكد أن وزارة الاقتصاد بدأت قبل أكثر من شهر تبحث مع اتحاد اصحاب الافران بموضوع زيادة زنة ربطة الخبز، لفت عجاقة الى أن الوزارة اعتمدت في هذا القرار على 3 دراسات مختلفة من الوزارة حول الكلفة والتي أكدت وجوب زيادة الربطة بين 50 غراماً و54 غراماً و57 غراماً، فاعتمدنا زيادتها 50 غراماً لأنه يساوي رغيفاً واحداً.