تقرير خالد مجاعص
شاءت أن تكون المواجهة الأولى بين قطبي اللعبة في لبنان الحكمة والرياضي في هذا الموسم، والمواجهة الأولى بينهما في الـ2015 والمواجهة الـ98 في لقاءات الدربي بينهما قمّة في المستوى والحماس، مع عنوان مشترك الفوز مهما كان الثمن في المباراة التي ستحدّد بطل مرحلة الذهاب في لبنان قبل توقّفها لفترة أسبوعين كاملين.
وبهذا السيناريو، انطلقت المباراة بسيناريو مشتعل في كلّ المراكز في ربع أوّل دفاعي بامتياز، عنوانه تولّي جان عبد النور أفضل مدافع في البطولة حراسة صارمة لهدّاف البطولة والحكمة الأميركيّ ديريك ستوغلين. وكانت العمليّة ناجحة في شكل كامل، لولا سرعة بديهة المدرّب أبو شقرا عبر اعتماده تنويع أسلحته الهجوميّة، فكان اختياره بدفع لاعبه الجوكر هايغ كوكجيان الذي قام بتسجيل خمس نقاط متتالية، وأفسح في المجال للثنائيّ داسمند بينيغير وجوليان خزّوع، ومن ثمّ دانييل فارس بفرض سيطرة مطلقة على الريباوند، فخلق الحكمة فارق 6 نقاط في منتصف الربع الثاني، ضرب من خلاله تألّق أحمد ابراهيم هجوميّاً من ناحية الرياضي.
وأمام هذا التألّق الأخضر، اعتمد المدرّب الصربيّ في نادي المنارة سوبوديتش على محرّك ألعابه المصاب علي محمود للمرّة الأولى هذا الموسم في محاولة لم تكن ناجحة، إذ خلق للحكمة أفضليّة كبيرة تحت السلّة “ميس ماتش” أعطت أكبر فارق للفريق الأخضر وصلت بظرف دقيقتين إلى 13 نقطة مع التقاطه 27 ريباوند مقابل 16 ضرب بخلاله الحكمة معنويات بطل لبنان، ودفع بمدرّبه إلى طلب وقت مستقطع في محاولة منه لإصلاح أخطاء قاتلة وتسديدات سريعة غير محكمة للفريق الأصفر، الذي لم يبرز منه في الجزء الأوّل سوى جان عبد النور، فكانت نهاية هذا الجزء حكمويّة بامتياز بفارق 15 نقطة 47-32.
مع انطلاق الربع الثالث، لم يكن الحال أفضل للرياضي الذي بدا غير الفريق الذي أحرز لقب البطولة، والذي لم يكن انتقال لاعب الـNBA إلى صفوفه بريان كوك انتقال موفّق، إذ أنّ وجوده في بداية الجزء الثاني كان كارثيّاً، فضرب اللعب الجماعيّ لفريقه وجعل مهاجم الحكمة ديريك ستوغلين صاحب الـ24 نقطة في بداية هذا الجزء يوسّع الفارق إلى عشرين نقطة في مشهد غير مسبوق أيقظ فيه مارد المنارة الذي تخلّى عن كوك لمصلحة نجومه المحليّين. فكان دافعاً معنويّاً غيّر فيه معطيات اللقاء، ونزل الفارق سريعاً إلى ثماني نقاط، ومنه إلى ستّ نقاط عبر دفاع المنطقة، إلّا أنّ بينيغر والخزّوع ردّا الصاع صاعين، وأعادا الفارق إلى 14 نقطة في نهاية الربع الثالث.
ومع انطلاق الربع الأخير، كان كلّ شيء قد أصبح واضحاً، إذ أنّ الحكمة يمتلك أقوى ثلاثيّ عرفه الفريق الأخضر مع تيريل ستوغلين 38 نقطة، جوليان خزّوع وديسموند بينيغير21 نقطة، فحسمت المباراة لمصلحة فريق الحكمة على الرغم من تألّق جان عبد النور مع 26 نقطة، ففاز الحكمة بنتيجة نهائيّة 97-74، أي بفارق 23 نقطة هو الأعلى للحكمة منذ فترة طويلة، في انتصار قد يشكّل فوز الحكمة بمعركة في حرب قد تنقلب رأساً على عقب، إذ لن يتأخّر الرياضي في إجراء تغيير جذريّ في لاعبيه الأجانب، قد يتزامن مع الإعلان رسميّاً عن تعاقد الرياضي مع تايغر كرة السلّة اللبنانيّة فادي الخطيب. وعندها، ستتغيّر معادلات بطولة لبنان هي الأجمل من دون شكّ في كرة السلّة اللبنانيّة.