أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع ان انتخاب رئيس جديد للبنان يمكن أن يتم في الثامن والعشرين من الجاري، موعد الجلسة المقبلة للانتخاب الذي حددهُ رئيس مجلس النواب نبيه بري، أو في أي يوم قبل هذا التاريخ، إذا ما قررت الكُتل النيابية المقاطعة التوجُّه الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس جديد.
وشدد جعجع في تصريحات لصحيفة “السياسة” على أن “مقاطعة جلسات الانتخاب أمرٌ مرفوض وغير مقبول كلياً، باعتبار أن هذا الواقع الذي يفرضه النواب المقاطعون يشل البلد على الصعد كافة”، مجدداً التأكيد أن الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الرئاسية هو “بنزول كل النواب الى البرلمان والتصويت لمن يريدونه رئيساً وأياً يكن الرابح نهنئهُ جميعاً ونتعامل معه على أنه رئيس البلاد، فتنطلق بعدها الحياة السياسية من خلال تشكيل حكومة جديدة وإقرار قانون انتخابي جديد وإجراء انتخابات نيابية ومن ثم ننكب على العمل في الاصلاحات السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية وكل المشاكل التي نعاني منها”.
وعن الحوار المرتقب بينه وبين العماد ميشال عون، أكد جعجع “ان الحوار انطلق عملياً من خلال الموفدين بين الطرفين وعبر تبادُل أوراق العمل بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، ونكرر أننا لا نريد حواراً شكلياً وللصورة فقط”، مشيراً الى ان “هذا التقارب الحواري بدأ يُعطي مفعوله من خلال سحب الدعاوى القضائية بين الطرفين ما ساهم في تنفيس الاحتقان بيننا، فالحوار لا يقتصر فقط على موضوع الرئاسة بل يتعداه الى أمور جوهرية وأساسية سيتم مناقشتها للخروج بتصور واضح، وبعدها لكل حادث حديث”.
وطمأن جعجع إلى ان “الوضع الامني في لبنان سيستمر مستقراً ليس لأن هناك رعاية دولية تحمي لبنان بل لأن الاحزاب الكبيرة متفقة على الحفاظ على الاستقرار، وهناك إجماعٌ على مواجهة كل الجماعات المتطرفة”، لكنه جدد دعوته “حزب الله” للخروج من سوريا اليوم قبل الغد “لتفادي تبعات القتال الدائر هناك وكل ما يستجلبه علينا من ويلات، سواء خطف الجنود اللبنانيين أو خضات أمنية في الداخل أو مزيد من النزوح”.
وإذ ناشد المجتمع الدولي مساندة لبنان في ملف اللاجئين السوريين “لأن البنى التحتية في لبنان لم يعد بإمكانها الاحتمال أكثر”، اعتبر جعجع أن “نظام الأسد انتهى منذ العام 2012 وليس هو الحاكم اليوم في دمشق، وإنما من يحكم هي القوى العسكرية التي استُعين بها لإبقاء الوضع كما هو”، مضيفاً ان “الايرانيين والروس يبقون هذا النظام على التنفس الاصطناعي الى حين ايجاد من يؤمن لهم نفوذاً ومكاسبَ توازي تلك التي كانت لهم إبان وجود الأسد، وحين يعطيهم أحد نفس النفوذ الذي كان يؤمنه لهم الأسد يتخلون عنه في لحظة، فبشار الأسد ميت سياسياً ويوجد أكثر من بديل له”.
وجزم بأنه سيكون هناك نظام جديد في سوريا وإن طال الوقت، مرجحاً أن يتم التوصل إلى اتفاق “طائف” سوري يجمع السنة والعلويين والمسيحيين والدروز وربما سيكون للأكراد نوع من الحكم الذاتي على طريقة كردستان العراق، “ولكن لا أعتقد ان هناك تقسيماً وتغييراً في الحدود السورية اذ لا بديل عن لم الشمل السوري”.