Site icon IMLebanon

هذا ما قاله إيف نوفل لوالدته قبل مقتله!

Yves-Nawfal

في تلك الليلة أطفأ شمعته السادسة والعشرين، محمّلةً أماني وآمال جديدة لمستقبل واعد، لكن شاء القدر أن انطفأت شمعته وتناثرت معها الاحلام. ليلة عيد ميلاده كانت ليلة وداعه الأخيرة. اجتمع وأصدقاءه ليحتفي بنفسه ويفرح معهم بسنة جديدة تضاف إلى حياته، ولكن انتهت السهرة بزيادة اسمه إلى ضحايا السلاح المتفلّت في لبنان.

هو إيف نوفل، ابن الدامور، تلك البلدة الساحليّة التي استقبلته اليوم عريساً، بكت عليه بحرقة ممزوجة بغضب، حُمل نعشه الأبيض على الأكفّ وسُيّر في شوارع الضيعة قبل أن يوارى في مدافن البلدة. قبل الدامور ودّعته الرابية التي حضنته منذ سنين وعاش في ربوعها، حيث صلّي على نفسه في كنيسة مار يوسف في المطيلب (المتن الشمالي).

برودة الطقس كسرتها حرارة النفوس المشتعلة غضباً وألماً، كيف لا وفيفيان تحترق على ابنها الحبيب، وليا تبكي شقيقها بغصة، والأصدقاء والأقارب يتوجّهون للعزاء وهم يريدون من يعزيهم.

ماذا يقولون؟

أهو حزن أم غضب؟ عرس أم مأتم؟ حرقة أم غصّة؟ مشاعر متضاربة تكتنف نفوس الحاضرين في وداع الشاب نوفل، كيف لا وشاب في عمر الورود يُقتل غدراً نتيجة التسيب الأمني وغياب الدولة. المصاب جدّ أليم، الحسرة والأسى باديان على الوجوه، دموع غالبت عيون رجال، وجرح أدمى قلوب نساء يرثينه منكسرات.

آخر كمات إيف كانت موجّهة إلى والدته فيفيان، إذ راسلها خلال السهرة التي احتفل بها بعيد ميلاده قائلاً: “أنا مشغول الآن، أحبّك”.

يقول ابن خالته جاد شويري (المغني والمخرج) لـ”النهار”: “لن أقول كلاماً أرثي به إيف، لن أقول إنه كان طيباً ووسيماً ومسالماً. فنحن لم نعد حزانى بل مقهورين والغضب يتملّكنا. اثنتا عشرة رصاصة اخترقت جسده لأننا نعيش في غابة. لا يهمّ ما هي آراء كلّ منا. ما نريده هو معاقبة الجاني. من غير المقبول أن تحدث جريمة مماثلة وبكل دم بارد، ومن غير المقبول أن تقفل طرقات وأن يتفجّر الرصاص داخل جسد إنسان ومن ثمّ يتوارى الفاعلون. من غير المقبول أن نتفاخر بحمل السلاح”.

أما رالف نهرا (شقيق صهر إيف) فيقول: “الحزن كبير والخسارة أكبر، كان شاباً في مقتبل العمر، الأمور الآن هي بيد الأجهزة الأمنية والقضاء”.

ويضيف جو غانم صديق الطفولة: “كان إيف محبوباً جداً ولديه الكثير من الأصدقاء، يوم الحادثة لم أستطع التواجد معه ومع سابا، ما حدث قد حدث والجاني سيدفع الثمن. كان أكثر الشباب نضوجاً بيننا، كانت لديه آمال كثيرة، كان يوعينا جميعاً لنبني مستقبلًا بطريقة جيّدة. كان إنساناً ناجحاً في حياته، يضحكنا كلّنا، روحه مرحة، وهذا ما سيجعله دائم الوجود معنا. لن يموت”.

أما جارته في الرابية جيسي زعتري فتقول: “اعتدت على رؤيته مذ كنّا صغاراً، أنا أكبره ببضع سنوات، ولكني كنت ألتقيه أحياناً وأقلّه بسيارتي، كان إنساناً لطيفاً، الضحكة لا تفارقه، طيّب ومهذّب. نحن حزانى على فراقه، حرام هالشباب كيف بيموتوا”.

يوم الدفن كان صعباً، لم يمرّ بسهولة على أحد، هذا ما يؤكّده صديقه جو خنيصر، قائلاً: “الحزن كان يخيّم على الأجواء، إيف كان صديقاً مقرباً لي، وكان من أروع الشباب. الخسارة كبيرة”.

تفاصيل الجريمة

جريمة القتل وقعت خارج أحد الملاهي الليلية في كفردبيان – عيون السيمان، بين مجموعة من الشباب، إذ حصل سوء تفاهم أدى إلى تضارب داخل الملهى، وإصابة الشاب ش.خ.، وهو ما دفع بنوفل وصديقه سابا نادر إلى مغادرة المكان، قبل أن تعترضهم سيارات في الخارج وتطلق النار عليهما، فأصيب نوفل في بطنه وصدره فيما إصابة نادر كانت سطحيّة، فنقلا إلى مستشفى سان جورج في عجلتون، ولم يستطع جسد إيف الصمود طويلاً، فتوفي بعد ساعات من الألم ومصارعة الموت. فيما مرتكبو الجريمة مازالو متوارين عن الأنظار، وهنا تبرز الضرورة إلى دعوتهم لتسليم أنفسهم، حتى تأخذ العدالة مجراها.