باسكال صوما
50 غراماً فقط هي الزيادة على وزن ربطة الخبز، التي حصدتها الاتفاقات والاجتماعات بين وزارة الاقتصاد والتجارة من جهة وأصحاب الأفران من جهة أخرى.
هذه الزيادة التي تترافق مع انخفاض أسعار المحروقات أكثر من 50 في المئة منذ الصيف الفائت، تبدو بحسب مصادر متابعة «غير كافية ولا تشفي غليل المواطنين، إذ إنّ سعر ربطة الخبز باقٍ على ما هو عليه أي 1500 ليرة، مقابل تراجع سعر المحروقات والسكر وغيرها من المواد». وتوضح مصادر وزارة الاقتصاد لـ «السفير» أن «الوزارة تعمل جديّا لخفض سعر المواد الاستهلاكية والغذائية تدريجياً، بالتعاون مع النقابات وأصحاب العمل».
وإذ يبدأ تطبيق قرار رفع سعر ربطة الخبر اليوم، يوضح وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم لـ «السفير» أنّ «هذا الاتفاق الذي يتم العمل عليه منذ فترة، اعتمد على دراسة أجريت لمعرفة تأثير تراجع أسعار المحروقات على قطاع المخابز والافران، والتي أكدت ان التأثير ليس كبيراً، إلا أن الوزارة حاولت مع نقابة أصحاب الأفران التوصل الى هذا الاتفاق».
ويشير حكيم الى أن «المشاورات والاجتماعات مستمرّة في هذا السياق، توصّلاً الى خفض سعر ربطة الخبز في ما بعد، علماً ان هذا الاتفاق يسري لمدة ثلاثة أشهر يجري خلالها إعادة درس كلفة إنتاج الخبز في دراسة علمية ودقيقة، تتيح للوزارة وللنقابة التوصل إلى السعر العادل الذي يحفظ مصلحة أصحاب الأفران والمستهلكين على حد سواء».
كلفة الكهرباء مستقرّة
وفي السياق ذاته، يفصّل مستشار الشؤون الاقتصادية لوزير الاقتصاد البروفسور جاسم عجاقة عبر «السفير»، كلفة الافران في ما خص المحروقات، ويقول: «وفق ثلاث دراسات أجرتها الوزارة، الافران تتكلّف لنقل القمح الى المطاحن وطحنه، ثم نقل الطحين الى الأفران، وكلفة الطاقة للخَبز، إضافةً إلى أجرة اليد العاملة». ويوضح أن «كلفة الكهرباء لم تتراجع برغم تراجع أسعار المحروقات، وبالتالي من غير المنصف خفض سعر ربطة الخبز كثيرا أو رفع وزنها أكثر من 50 غراماً».
ويشير الى أن «الوزارة تعمل حالياً مع نقابات المواد الغذائية والاستهلاكية على خفض الاسعار، لا سيما المواد الاساسية منها كاللحوم والخبز»، لافتاً الانتباه الى «أثر استيراد اللحوم بكميات كبيرة، علماً أن السعر المحلي مرتفع». ويسلّط الضوء على مسألة أخرى «ألا وهي أنّ الدراسات اليوم تؤكد أن العالم في العام 2050 سيواجه مشكلة في نقص اللحوم، لا سيما لحم البقر، وبالتالي نرى بلدان العام تحاول تعويد سكانها على اكل لحوم الحشرات مثلاً»، مؤكداً أن «الوزارة تعمل على هذا الموضوع على المدى القصير والبعيد».
سعر القمح
أما في ما خص سعر القمح عالمياً، فيطمئن عجاقة إلى أن «كميات القمح في اهراءات الوزارة تكفي لنحو 3 أشهر، وبذلك فإنّ سعر الربطة مستقرّ ولن يتأثر بالازمة الروسية الأوكرانية»، متوقعاً ألا «ترتفع أسعار القمح وان كانت روسيا تحاول الضغط لتخفيف العقوبات عليها». ويلفت الانتباه الى ان «لبنان لا يستورد كميات كبيرة من القمح»، آملاً أن «تقوم الحكومة بدعم سعر الطحين فيصار حينها الى خفض سعر ربطة الخبز».
وفي الاجتماع الذي ضم المديرة العامة للوزارة عليا عباس، والمدير العام لمكتب الحبوب والشمندر السكري في الوزارة حنا العميل، ووفداً من «نقابة أصحاب الأفران والمخابز في لبنان» برئاسة كاظم ابراهيم، تطرق المجتمعون إلى ملف الرغيف على ضوء انخفاض أسعار المحروقات، وبنتيجة البحث تقرر زيادة وزن ربطة الخبز 50 غراماً من 900 غرام إلى 950 غراماً وذلك اعتباراً من اليوم.
ودعا ابراهيم أصحاب المخابز والأفران إلى «الالتزام بالقرار الجديد، مع المحافظة على جودة الرغيف ونظافته».
في هذا الاطار، أثنى الوزير السابق نقولا نحاس على قرار وزارة الاقتصاد ونقابة أصحاب الافران والمخابز في لبنان زيادة وزن ربطة الخبز. وقال في تصريح «ان هذه المبادرة تشكل خطوة هامّة في سلسلة خطوات مطلوبة للالتفات الى حاجات المواطنين الاساسية وتخفيف الاعباء عنهم، خصوصا في هذه الظروف المعيشية الضاغطة جدا على اللبنانيين. ومن الضروري ان تواكب ذلك إجراءات وخطوات إضافية للتسريع بتراجع أسعار السلع المتأثرة بتدني أسعار النفط أو في اتخاذ خطوات من أجل تدعيم المال العام».