دان رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب وليد جنبلاط “إدانة مطلقة العمل الارهابي الذي إستهدف منطقة جبل محسن”، معتبراً أنّه “عمل يرمي إلى ضرب الاستقرار في طرابلس، بعدما نجحت القوى الأمنية والجيش اللبناني في إعادة الهدوء والاستقرار إليها”، وقال: “لا شك أنّ وعي أهل طرابلس وحكمتهم وإصرارهم على العيش الواحد يساعد على حفظ هذا الإستقرار”، مثنياً على “الخطوة الإيجابية التي تمثلت بزيارة وزير الداخلية الى منطقة التفجير ومواقفه التي أعلنها هناك”.
جنبلاط، وفي موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونية، قال: “لا بدّ للمرء أن يتساءل عن الأهداف والدوافع الحقيقية التي تقف خلف هذا العمل. فهل هدف تلك الجهات إستهداف العلويين أينما وجدوا أم العمل على تغيير النظام السوري تمهيداً لإقامة سوريا حرة ديمقراطية تعددية؟ لقد عانى العلويون في سوريا، مثل كل طوائف ومذاهب سوريا، من بطش النظام وسياساته الهوجاء التي دفعت البلاد نحو الحرب الأهلية. ولقد جر النظام الطائفة العلوية إلى الهاوية وكبدها خسائر كبيرة على كل المستويات حفاظاً على بقائه وإستمراريته بأكلف الأثمان”.
وأضاف: “من هنا، فإنّ أيّ عمليات مماثلة لاستهداف العلويين تصب في مصلحة النظام، لأنّها قد تدفعهم تلقائياً للالتصاق به، بينما المطلوب هو توسيع القاعدة المناهضة للنظام لتضم جميع الاتجاهات السورية، ومن ضمنها الطائفة العلوية التي لا تنقص معاناتها عن معاناة سائر أبناء الشعب السوري. لذلك، من الضروري جداً إعادة تصويب أهداف الثورة السورية من حيث إنطلقت للتسريع في إستبدال هذا النظام الديكتاتوري حتى الوصول الى سوريا ديمقراطية تعددية متنوعة”.
وفي سياق منفصل، جدّد جنبلاط “إستنكاره الكامل للعملية الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية”، وسأل: “أليس من سخرية القدر أن يتصدر التظاهرة المليونية ضدّ الارهاب، الإرهابي الأول في العالم بنيامين نتنياهو، وهو من يقود النظام الصهيوني الذي مارس أبشع المجازر بحق فلسطين والعرب منذ عقود من دون أن يُردع ممّن يسمى المجتمع الدولي”؟
وتابع: “ألم يكن من الأجدى لرئيس السلطة الفلسطينية الذي يعاني والشعب الفلسطيني من الإرهاب والإحتلال الإسرائيلي أن ينظم تظاهرة شعبية في رام الله إستنكاراً لمجزرة باريس ولمجازر إسرائيل بحق الفلسطينيين بدل أن يقف في الصف الأمامي الى جانب رمز الإرهاب والإجرام نتنياهو الذي حوّل بحضوره هذه المظاهرة كل الانظار عن الإرهاب الإسرائيلي؟ لقد آن الأوان لوقفة وطنية تعيد الأمور الى نصابها وتضع حداً لكل التنازلات السياسية المتتالية”.
وختم جنبلاط: “كم هو غريب ألا تتحرك الشعوب العربية في مظاهرات شعبية رافضة ومستنكرة للإرهاب على مشارف مرحلة ستزداد فيها الموجة الفاشية والعنصرية تجاه العالم العربي والإسلامي، بينما كان المطلوب بعث رسالة واضحة للعالم أنّ العرب والمسلمين يرفضون هذه الممارسات البربرية ويدينوها”.