سامر الحسيني
تتصدر حركة التصدير الزراعية التي لا تزال محتجزة منذ ما قبل يوم الاربعاء الماضي، اي مع اليوم الاول للعاصفة الثلجية، سلم الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في البقاع.
امام هذا الواقع، يشير مصدرون لـ «السفير» الى انهم «تكبدوا أكلافاً مالية باهظة من جراء هذا الاحتجاز المكلف ماليا عليهم بسبب توقف حركة التصدير التي حالت دونها امتار من الثلوج تراكمت على طول الطريق الدولية ما بين منطقتي المصنع اللبنانية وجديدة يابوس السورية، والاخيرة لا تزال مغطاة بالثلوج وطبقات الجليد».
«حتى امس لم تنطلق حركة التصدير بشقيها الزراعي والصناعي ما بين لبنان وبقية الدول العربية، مما يؤشر الى تراكم الخسائر المالية من جراء تراجع حجم الاستهلاك وجمود حركة التصدير،عدا عن تضرر شاحنات في الساحة الجمركية في المصنع على اثر تصادمها بسبب الجليد» وفق، ما يوضح رئيس «نقابة اصحاب الشاحنات المبردة في لبنان» عمر العلي الذي يطالب «بالاسراع في إجراء معاملات الخروج للشاحنات التي يصل عددها الى ما يزيد عن 110 شاحنات معدة للتصدير الزراعي».
جمود سياحي
في البقاع خسائر وأضرار كبيرة تتنوع ما بين اضرار لحقت بالحقول الزراعية ومزارع الدواجن، وصولا الى الخسائر المتأتية بفعل الجمود في حركة العبور.
ويؤكد رباح هاشم صاحب احد المطاعم في شتورا أنّ «الخسائر التي خلّفتها العاصفة الثلجية الاخيرة كانت كبيرة في مختلف المؤسسات السياحية والتجارية». ويشير لـ «السفير» إلى أن «الجمود في حركة العبور قابله جمود داخل المئات من المؤسسات التجارية والاستهلاكية التي ترتبط بحركة العبور التي «تجلدت» من جراء الصقيع والثلوج، وهذا الامر انعكس تراجعا كبيرا في حركة المطاعم والمؤسسات التجارية من استهلاكية وسواها من المؤسسات التي شهدت ركودا بسبب الطرق المقطوعة والثلوج».
يرتبط عمل الكثير من المؤسسات التجارية والسياحية في البقاع الاوسط مع مسار حركة العبور ما بين لبنان وسوريا عبر طريق المصنع، إضافة الى حركة العبور اليومية التي تشهدها طريق ضهر البيدر، وهاتان الحركتان تعرضتا الى التجمد الذي تسبب بتراجع حركة المبيع في الكثير من المؤسسات التي بقيت على مصاريفها اليومية، انما من دون مردود مالي.
يبلغ متوسط المصروف اليومي في مؤسسة رباح هاشم ما يقارب المليون ليرة من بدلات كهرباء ومياه ومازوت وأجور عمال، في حين تراوحت حركة المبيع اليومي في ايام العاصفة ما بين 400 الى 700 الف ليرة لبنانية باستثناء يوم امس الذي ارتفعت فيه حركة المبيع على اثر فتح الطريق الدولية في ضهر البيدر وما نتج عنها من ارتفاع في حركة العبور.
ما يشير اليه هاشم من خسائر ينسحب على بقية المؤسسات السياحية والتجارية التي خسرت الكثير من الايام والرواد، مقابل بقاء المصاريف المالية على حالها وخصوصا أجور الكهرباء والمازوت والعمال.
اما الاضرار الزراعية فقد تركزت على عدة قطاعات زراعية في البقاع حسب ما يلاحظ المزارع كابي فرج من تربل الذي يشير الى «تمزق العشرات من البيوت البلاستيكية في البقاع على طول قراه وبلداته واهتراء ما كان بداخل هذه البيوت من انتاج زراعي يقدر بالمئات من الاطنان عدا عن تضرر كبير لحق ببساتين الاشجار المثمرة، التي لم يكتب لها الصمود ومقاومة ثقل الثلوج وسرعة الرياح، وهذا ما يبدو واضحا في كل البقاع وعلى مرأى من العابرين عدا عن تهاوي العشرات من الاشجار الحرجية والمثمرة».
في هذا السياق يشكو الكثير من اصحاب التعاونيات الزراعية في اسواق الخضار في البقاع وخصوصا في قب الياس والفرزل من تجمد اطنان من الحشائش والخضار من بندورة وخيار داخل محالهم بسبب الجليد، الذي وصل ايضا الى داخل المحال الصغيرة في القرى البقاعية، مما ادى الى تلف اطنان من السلع الزراعية، ورميها في مكبات النفايات وتحويل قسم كبير منها الى علف لمزارع الابقار.
الاضرار وصلت ايضاً الى داخل مزارع الدجاج في البقاع ويقدر اصحاب مزارع الدجاج خسائر قطاعهم بحوالي 20 في المئة من طيور الدجاج الموجودة داخل المزارع التي افتقدت للتدفئة بسب الأعطال في التيار الكهربائي مع تدني قياسي في درجات الحرارة ادى الى تجميد المياه.
يصل عدد طيور الدجاج التي نفقت وفق احد اصحاب مزارع الدجاج الى حوالي 100 ألف طير قضت اختناقاً على اثر تجمع الطيور فوق بعضها البعض في محاولة للهروب من الصقيع انما هذه الطريق التي يعتمدها طير الدجاج تؤدي به الى الاختناق.
الاضرار طالت ايضا شبكات الكهرباء التابعة لـ «مؤسسة كهرباء لبنان» مع سقوط مئات الامتار من الكابلات على الطرق ولا تزال حتى بعد هدوء العاصفة، كما ان منازل البقاعيين «نكبت» بجليد قساطل المياه الخاصة بتمديداتها المنزلية مما ادى الى «تفجرها» بسبب الصقيع والجليد.