التفجيران الانتحاريان في طرابلس، في ظل أوضاع سياسية داخلية وإقليمية بالغة الضبابية، خلفا مزيداً من مشاعر القلق والحذر في الأسواق المالية اللبنانية مطلع الاسبوع. وانعكس هذا التطور، على جاري العادة، سلباً على اداء بورصة بيروت اذ احجم المتعاملون فيها اكثر فأكثر عن اتخاذ مبادرات في اتجاه التوظيف في الصكوك المالية المدرجة على لوائحها. الا ان ذلك لم يحل دون مضي البعض في تلبية حاجاته الملحة من السيولة بيعاً لكميات منها لهذه الغاية كلما وجد من يشتريها بالأسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات أسهم”سوليدير” وتلك العائدة الى عدد من المصارف. فمن جهة، واصلت أسهم هذه الشركة تقلباتها بين أعلى على 11,23 دولاراً وأدنى على 11,01 دولاراً لتقفل الفئة “أ” منها بـ11,23 دولاراً في مقابل 11,22 الجمعة الماضي والفئة “ب” بـ11,03 ولاراً في مقابل 11,11. ومن جهة أخرى، استقرت أسعار أسهم “بلوم بنك” المدرجة على 8,80 دولارات وأسهم “بنك بيبلوس” التفضيلية – 2008 و2009 على 102,00 دولارين و101,20 دولار توالياً مع أسهم “بنك عودة” التفضيلية – E على 102,80 دولارين الذي تراجعت أسهمه المدرجة من 6,26 دولارات الى 6,09.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للأسهم اللبنانية بتراجع نسبته 0,53 في المئة على 1170,27 نقطة، في سوق هادئة على حذر، تبودل فيها 31320 صكاً قيمتها 695072 دولاراً، في مقابل تداول 60114 صكاً قيمتها 702907 دولارات الجمعة الماضي.
في الخارج، تجددت الضغوط على الأورو في أسواق القطع العالمية بعدما هضم المستثمرون تشكيك البعض في رفع الاحتياط الفيديرالي معدلات الفائدة خلال السنة الجاري في غياب مؤشرات واضحة لوجود مظاهر تضخمية مواكبة لانتعاش الاقتصاد الأميركي. كما كان لاعلان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية O.C.D.E ان مؤشرها، الذي يقيس المنحى الذي سيتخذه اقتصاد منطقة الأورو هذه السنة، يميل الى المراوحة بعدما فقدت المانيا قوة الدفع التي كانت تدعمه واستمرت دول جنوب أوروبا تعاني ضعفاً بنيوياً في اقتصاداتها، مما أدى الى استقرار هذا المؤشر على 100٫06 استناداً الى آخر تقديرات هذه المنظمة. وأدى ذلك الى ملامسة الأورو عتبة الـ 1٫18 دولار فترة ليقفل في نيويورك بـ 1٫1830 دولار في مقابل 1٫1810 الجمعة الماضي، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ 1233٫15 دولاراً في مقابل 1215٫00 في الفترة عينها.
وأنهت الأسهم الأوروبية أولى جلسات الاسبوع بتحسن ملحوظ بدعم من القطاعات الانتاجية الأكثر استهلاكاً للطاقة التي أفادت شركاتها من تراجع أسعار النفط بقيادة قطاع الطيران وغيره، فأقفلت بورصات منطقة الأورو بارتفاع راوح بين 1٫38 في المئة في فرانكفورت و0٫30 في المئة في بروكسيل. وواصلت الأسهم الأميركية تقهقرها متأثرة سلباً بهبوط أسعار النفط الى 46٫07 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ ست سنوات، وخصوصاً بعد توقع “غولدمان ساكس” استمرار هذا التراجع في 2015 و2016، وقت تتباين التوقعات حول نتائج الشركات الفصلية التي سيصار الى نشرها تباعاً بدءاً بـ Alcoa اليوم، فأقفل مؤشرا داو جونز وناسداك بخسارة راوحت بين 96٫53 نقطة على 17640٫84 نقطة و39٫36 نقطة على 4664٫71 نقطة توالياً.