لفت مصدر سياسي بارز متابع لصحيفة “السياسة” الكويتية الى أن “المقدمات التي أفضت إلى عودة مسلسل التفجيرات معروفة وسبق وحذر منها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، متوقعاً عاماً ساخناً أمنياً في لبنان وعاد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم لينبه إلى أن احتمال استهداف المدنيين وارد جداً”.
وأوضح ان “هذه المقدمات ناشئة من عاملين، أولاً الحرب السورية عموماً وما تشهده من نزاعات متعددة بين النظام ومعارضيه وداخل صفوف المعارضين أنفسهم، وبين التحالف الدولي وتنظيم “داعش”. وهذه كلها معطوفة على محاولات حوارية من هنا وهناك. ولكن ثمة “ستاتيكو” في الوضع السوري لا يوحي في المدى المنظور بوجود حسم لأي طرف ما يجعل بعض القوى الإرهابية تعمل على تحريك ساحة رديفة مثل لبنان، وإن كانت النتيجة غير مضمونة على الإطلاق.
ومن جهة ثانية، فإن هناك جبهة القلمون المجاورة للبنان حيث يتواجه “حزب الله” بشكل خاص، مع تنظيمي “النصرة” و”داعش”، من دون أي أفق للحسم أيضاً, وإنما هي حرب مناوشات وكر وفر لا تنتهي. وربما يكون أحد هذين التنظيمين “داعش” على الأرجح ارتأى أن استهداف المدنيين قد يربك الساحة الداخلية لـ”حزب الله” ولبيئته الحاضنة. وإذا كان الاعتداء الجديد وقع في منطقة بعيدة عن معاقله أو مراكز نفوذه، فإن تفجير طرابلس يبدو وكأنه الأول في مسلسل سيطاول مناطق أخرى، كما حصل في العامين الماضيين”.
وأشار المصدر إلى أن “ما يعزز فرضية أن “داعش” هو الذي يقف خلف تفجير جبل محسن، واقع أن هذا التنظيم بات يسيطر فعلياً على القرار في منطقة القلمون السورية وهو على ما يبدو انخرط في حملة جديدة لغزو لبنان، عسكرياً على جبهات القتال، أو أمنياً بالاعتداءات الإرهابية. وقد تم اختيار إرهابيين من منطقة المنكوبين ليستهدفا مواطني مدينتهما من طائفة أخرى، لإثارة فتنة مذهبية يأمل “داعش” منها أن تشد العصب الطائفي، وتستنفر بعض الشباب المتحمس من ذوي الرؤوس الحامية لتضليلهم وجرهم إلى الانخراط في مخططه الجهنمي”.
وختم المصدر إن “اللبنانيين استطاعوا استيعاب صدمة جبل محسن، ولم ينجروا إلى الفتنة التي أرادها الإرهابيون وهذا أمر جيد بالتأكيد، ولكن الخشية هي من أن يدفع ذلك “داعش” أو سواه إلى ارتكاب مجزرة جديدة، تليها أخرى لاستنزاف لبنان وكسر صمود اللبنانيين وجرهم بالقوة إلى تلك الفتنة”.