دعا الرئيس السابق ميشال سليمان الجميع الى التصدّي للإرهاب من جماعات دينية ومواطنين لأنّه يهدف بشكل دائم الى إخافة وترهيب وترويع الناس، وقال: “المطلوب إدراك هذا الأمر منّا كمواطنين، ولنلجأ الى الوجه المعاكس أي دعم الدولة لمحاربته”.
كلام سليمان جاء إثر زيارة قام بها الى دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، حيث أكّد أنّ الطرف الثالث في مكافحة الإرهاب هي الدولة التي يمكنها القيام بذلك من خلال سحب الذرائع لأي حجة إرهابية، إضافة الى تحقيق العدالة الإجتماعية، كما مطلوب منها الحزم وعدم الخضوع للإبتزاز كي تحفظ كرامتها وكرامة المواطن، واستطرد سليمان مهنّأ قوى الأمن على الحسم في سجن روميه.
وتابع: “إضافة الى ذلك، عليها الحياد ووقف التدخل في شؤون الدول الأخرى وتحديدًا عن الصراع السوري، الصراع في اليمن والبحرين والسعودية وغيرها، ما يتلاءم مع الدستور اللبناني ومع تركيبة الشعب اللبناني”.
سليمان لفت الى أنّ “رجال السياسة هم الفئة الرابعة المسؤولة عن مكافحة الإرهاب، من خلال عدم التركيز على الغرائز لاستقطاب محبة الناس، بل اعتماد الحوار، وأنا أحبذ الحوار القائم بين “المستقبل” و”حزب الله” والذي يتمّ التحضير له بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”، والشجاعة هي أن تقول الحقيقة وتقبل حقيقة الآخر، والتركيز على الحقائق المشتركة وتقريب الحقائق المتباعدة، بالإضافة الى التعهد بتنفيذ نتائج الحوار”.
وأشار الى أنّ الحرية الإعلامية هي أيضًا مسؤولة عن مكافحة الإرهاب، داعيًا الإعلام الى اعتماد الواقعية وعدم التعدي على الشعائر الدينية، لافتًا الى أنّ كلّ هذا يتطلب مواكبة سياسية.
سليمان شدّد من دار الفتوى على أنّه لا يجوز أن يبقى لبنان من دون انتخاب رئيس، قائلاً: “من نزل مدّد للمجلس النيابي، مفروض عليه أن ينزل وينتخب رئيس”. وأضاف: “الطائف شكل شبكة أمان كبيرة على لبنان الذي لا يزال يحظى باستقرار أمني وسياسي معقولين واقتصادي لا بأس به، فعلينا تحصين الإتفاق من خلال تطبيق إعلان بعبدا وإعلان الإسترتيجية الدفاعية وانتخاب رئيس، فلا يجوز أن نبقى عاجزين أمام بعض العقبات الدستورية وتوزيع المسؤوليات لتحسين شؤون الناس”.
وأضاف: “وضع قانون إنتخاب والعمل على اللامركزية الإدارية، إضافة الى التعاون بين المؤسسات العامة والخاصة يؤسّس للجمهورية التي تعطي أملاً لأبنائنا بالمستقبل”.
وردًا على سؤال بشأن تحركات أهالي العسكريين، قال: “أهالي العسكريين أنا معهم وأستشعر وجعهم، ولكن لا يجوز أن يحصل ردّة فعل كهذه على نقل المساجين في رومية، فالعملية ملك الدولة وهي لحماية هؤلاء من أي تطور وضع معيّن ربما يسبب كارثة للوطن ولئلا يذهب منهم ضحايا”.