اعلن مصدر أمني رفيع لصحيفة “الحياة” ان “القوى الأمنية لم تسمح للسجناء في رومية بنقل أجهزة الكومبيوتر والهواتف الخليوية التي كانوا يستخدمونها طوال السنوات الماضية في التواصل مع الخارج عبر الإنترنت، والتي يشتبه باستخدامها في التمهيد لعملية جبل محسن الأخيرة، التي تسببت بسقوط 9 شهداء من الأبرياء وأكثر من 36 جريحاً، كما صادرت أدوات حادة وجنازير”.
واوضح أن “القوى الأمنية ستجري جردة على الأجهزة هذه وتدقق فيها، وبأن التفتيش عن الوقائع التي لها صلة بجريمة جبل محسن عملية أمنية ستأخذ وقتاً ولن يفصح عن نتائجها في الظروف الراهنة”. ورفض المصدر الكشف عن “عدد السجناء المتورطين في الجريمة”.
وأكدت المصادر الأمنية أن “الجيش اللبناني شارك في العملية بضرب طوق أمني حول السجن وبإجراءات على الطرقات المؤدية إليه وبتحليق طائرة هليكوبتر في سمائه، فيما أشرف وزير الداخلية نهاد المشنوق على العملية من غرفة آمرية السجن منذ بدئها حتى نهايتها”.
من جهته، أكّد مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الجمهورية” انّ “ما حصل الاثنين في سجن رومية يؤكد التنسيق الكامل والتام بين الجيش وقوى الامن الداخلي، حيث كان الجيش جاهزاً للتدخل عند الضرورة، ما ينعكس إيجاباً على الملف الأمني ويساعد على تطهير الساحات والبؤر الإرهابية”.
وأوضح أنّ “التحقيقات في ملف تفجيري جبل محسن، ستظهر مدى تورّط سجناء إسلاميين من داخل سجن رومية وطبيعة الدور الذي أدّوه سواء في التحريض أو التوجيه أو المساعدة على ارتكاب هذا العمل الإرهابي”.
وأشار المصدر الى أنّ “العملية الامنية للمبنى “ب” كانت مقررة قبل مدة، لكن الحكومة انتظرت الظرف الملائم لتنفيذها”، مستبعداً أن “تؤثر هذه الإجراءات المتخذة على ملف العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة” و”داعش”، وقلّل في الوقت نفسه من “أهمية التهديد الذي أطلقته “النصرة” عقب تنفيذ عملية الدهم في السجن”.
ولفت الى انّ “الدولة اللبنانية لا يمكنها إلّا المضيّ قدماً في مكافحة الإرهاب والتصدي للجماعات والافراد الإرهابيين، وهي لا تستطيع ان ترضخ لأيّ تهديد ولا ان تقف موقف المتفرّج حيال عمليات إرهابية طاولت مؤسساتها وأفرادها فضلاً عن مواطنين عزّل. لم يكن من الممكن التشويش بالكامل على وسائل الإتصال المتوافرة مع السجناء الإسلاميين، نظراً لكون أيّ تشويش من شأنه أن يؤثر على المنطقة السكنية المجاورة، فضلاً عن تأثيره على المقار العسكرية والامنية المحيطة بالسجن”. وأوضح أنّ “المبنى “د” الذي نقل اليه السجناء الإسلاميون مجهّز أمنياً لضبط حركتهم”.
واكد المصدر أنّ “ضبط خروج إنتحاريي جبل محسن ودخولهم، من لبنان الى سوريا حيث تلقيا التدريبات، وبالعكس، لم يكن ممكناً خصوصاً انه لم تكن قد توافرت معلومات عن تورّطهما مع الجماعات الإرهابية. وبالتالي، كان التعاطي مع حركة مرورهما بين البلدين طبيعياً كأيّ مواطنين آخرين”.
وعلى صعيد متصل، اعلن مصدر أمني رفيع لصحيفة “المستقبل” ان “القوى الأمنية نجحت في نقل 165 سجيناً إسلامياً من المبنى “ب” إلى المبنى “د” من دون التعرض لأي منهم”.