IMLebanon

انحسار العاصفة يكشف حجم أضرار الزراعة

AgricultureLebanStorm
انحسرت العاصفة، لكن اضرارها ما تزال جاثمة على ارض الواقع، لا سيما في المجال الزراعي، حيث جرى أمس سلسلة لقاءات ومراجعات لتحديد حجم الاضرار التي لحقت بالقطاع وكيفية تعويض الخسائر التي تكبدها المزارعون خصوصا في عكار وجبيل والبترون.

عكار

وفي هذا الاطار، عقد اصحاب البيوت البلاستيكية ومزارعي الخضر في قرى وبلدات سهل عكار والمنية، لقاء في «قاعة سوق الخضر» في بلدة قبة شمرا – عكار، في حضور ممثل النائب خالد الضاهر ربيع الضاهر، رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، رئيس اتحاد بلديات وسط وساحل القيطع احمد المير، المنسق العام لـ»تيار المستقبل» في منطقة الجومة والسهل والشفت المهندس عصام عبد القادر، ورؤساء بلديات وجمعيات تعاونية وزراعية في عكار والمنية، وبحثوا في تداعيات العاصفة الثلجية وموجة الصقيع وما رتبته من اثار سلبية على المزارعين ومحاصيلهم في قرى وبلدات المنطقة.

وتحدث دبوسي خلال اللقاء، فقال «جئنا اليوم لنكون معكم والى جانبكم لايجاد حلول لهذه الكارثة الزراعية التي لحقت بكم. فالقطاع الزراعي اساسي في التركيبة البشرية وليس فقط في التركيبة الاقتصادية، فعندما تتوقف الزراعة، تتوقف معها الصناعة الغذائية. لذلك نتابع دائما النكبات التي تحل في هذا القطاع. ونحن معكم لوضع خطة مع بعضنا البعض لمتابعة الامور مع كل المعنيين في الدولة بهدف التعويض عليكم«.

ثم شرح عدد من المزارعين معاناتهم وحجم الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في سهل عكار والمنية، وجرى عرض العديد من الصور التي توثق حجم الكارثة.

بعدها خرج المجتمعون الى ساحة سوق الخضر، ونفذوا اعتصاما رمزيا، وتحدث باسم المزارعين رئيس «جمعية مزارعي البيوت المحمية في عكار» عمر صوفان، فطالب بـ»عقد لقاء بين المزارعين والرئيس سلام لشرح حجم الكارثة التي لحقت بالمزارعين»، كما طالب الهيئة العليا للاغاثة بـ»مسح الاضرار خلال 24 ساعة»، مناشدا قائد الجيش العماد جان قهوجي «التدخل لتسريع ذلك». ولفت الى ان «في عكار 150 ألف خيمة (بيوت بلاستيكية)، اي حوالى 120 ألف خيمة تم القضاء عليها بسبب موجة الصقيع، مما تسبب بتدمير مصدر العيش الاساسي لغالبية المزارعين ويهدد بكارثة انسانية واجتماعية حقيقية«.

بدوره، طالب احمد المير الدولة بـ»الاسراع في مسح الاضرار والتعويض على المزارعين، وتقديم الدعم لهم كما تفعل هي وشركة «ايدال» في دعم الزراعة البديلة كالشمندر السكري والقمح في مناطق اخرى»، آملا «ان لا تجعل من مناطق عكار مناطق لبؤر الشيطان من خلال التغاضي عن مطالب ابنائها، وفي مقدمتهم المزارعون الذين ينكبون كل عام ولا من يسأل عنهم».

البترون

كذلك، عرض وزير الإتصالات بطرس حرب مع وفد من المزارعين في منطقة كفرحلدا وبساتين العصي في قضاء البترون، الوضع الزراعي وما لحق بالمزارعين من أضرار نتيجة العاصفة «زينا»، وطالب الوفد بالتعويض عن هذه الأضرار من خلال «الهيئة العليا للإغاثة» كما حصل في مناطق لبنانية أخرى.

وأبدى الوزير حرب تفهمه وتعاطفه مع مطالب المزارعين «الذين يتعرّضون لعناصر متعدّدة تصيبهم في صميم حياتهم وزراعتهم ومداخيلهم، نظراً إلى الظروف الأمنية وعدم توفّر الأسواق لتصريف إنتاجهم، ناهيك عن العناصر الطبيعية التي حلّت بلبنان»، ووعدهم «بالبحث في الموضوع مع رئيس الحكومة لعرضه لاحقاً على مجلس الوزراء لاتخاذ القرار المناسب».

جبيل

زار وفد من مزارعي منطقتي الحروف ومستيتا في قضاء جبيل، القائمقام نجوى سويدان فرح في مكتبها في السرايا، وعرض معها الاضرار التي تسببت بها العاصفة على صعيد اتلاف الخيم البلاستيكية من حيث الانشاءات والمنتجات، وناشدها اجراء الاتصالات لدى الجهات المختصة لتأمين التعويضات التي تكلف المزارعين الكثير من المال والوقت لبنائها وإعدادها، اضافة الى الاضرار التي سببتها موجة الجليد والتي قضت على ما تبقى من مزروعات صالحة.

أما سويدان فأكدت متابعة الموضوع ومساعدة المزارعين، «إيمانا بما لهذا القطاع من أهمية وطنية»، ولفتت الى انها رفعت تقريرا في وقت سابق الى السلطات الادارية عن الاضرار الناجمة عن العاصفة لاجراء المقتضى، معربة عن اهتمام محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل بهذه المسألة ومتابعته الحثيثة لحماية القطاع الزراعي.

وفي السياق نفسه، اجرى النائب سيمون أبي رميا اتصالا برئيس الحكومة تمام سلام ناقلا اليه، بحسب بيان صادر عن مكتبه، «الوضع المأسوي الذي يعيشه مزارعو قضاء جبيل بسبب الأضرار التي لحقت بالمزروعات نتيجة العاصفة التي ضربت لبنان»، مطالبا بأن «يتم تكليف الهيئة العليا للاغاثة بالقيام بمسح سريع للأضرار من أجل تعويض المزارعين«.

واتصل ابي رميا بوزير الزراعة اكرم شهيب شارحا له الواقع نفسه وطلب منه «أن يتم طرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء، من أجل الإسراع في البت بالحاجات الضرورية لمساعدة المزارعين في معاناتهم«.