حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الاربعاء ان من حق موسكو ان تطالب بالتسديد المسبق لسلفة بقيمة ثلاثة مليارات دولار قدمتها لاوكرانيا التي باتت على شفير الافلاس، وستتخذ قرارا سريعا بهذا الشان.
وقال مدفيديف في خطاب حول الاقتصاد نقله التلفزيون الروسي “لا نريد ان يتم اعلان اوكرانيا انها متخلفة عن السداد وان تتدهور اكثر الحالة الكارثية اصلا للاقتصاد الاوكراني”.
واضاف “لكن يتعين عليها تسديد ديونها”، معتبرا ان لدى موسكو “اسبابا تدعوها الى فرض” تسديد مسبق للديون الاوكرانية وفقا “للموجبات التعاقدية”.
وكانت روسيا منحت اوكرانيا مساعدة بقيمة 15 مليار دولار في كانون الاول/ديسمبر، بينما كانت هذه الاخيرة لا تزال برئاسة الرئيس الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وبعد دفعة اولى من ثلاثة مليارات دولار، تم وقف القرض مع تغيير النظام.
وشددت روسيا انذاك على ان كييف انتهكت شروط القرض الممنوح لها والذي كان يقضي ان لا تتجاوز الديون العامة نسبة 60 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي، وانه كان من حقها بالتالي ان تطالب بتسديد مسبق للمبالغ المتبقية.
ولفت ايضا الى ان موازنة 2015 التي اقرتها كييف لا تنص على التسديد لروسيا بينما يستحق تسديد السلفة على اي حال في نهاية العام.
وقال رئيس الوزراء الروسي “سيتعين علينا اتخاذ قرارات بهذا الشان في اسرع وقت”.
وفي كانون الاول/ديسمبر، اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبكة تلفزيون ايه آر دي الالمانية انه وعلى الرغم من ان لروسيا الحق في المطالبة بتسديد مسبق، الا انها لن تقوم بذلك.
وقال “اذا قمنا بذلك، فان النظام المالي بكامله سينهار (…). لقد اتخذنا قرارا: لن نقوم بذلك. لا نريد ان نسمم الوضع. نريد ان تكون اوكرانيا مستقرة في النهاية”.
وبعد نهاية الدعم الروسي، منح صندوق النقد الدولي في نيسان/ابريل الماضي اوكرانيا خط ائتمان بقيمة 17 مليار دولار مقابل برنامج اصلاحات اقتصادية صارمة.
لكن النزاع في الشرق الصناعي بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الاوكرانية والذي اوقع حتى الان اكثر من 4700 قتيل في غضون تسعة اشهر، فاقم الوضع الاقتصادي للبلد بشكل كبير ولفتت كييف الى انها ستحتاج لمساعدة متنامية من الغربيين لتفادي الافلاس.