إيلي قهوجي
تهديد الجماعات الارهابية بالاقتصاص من العسكريين اللبنانيين الذين سبق لها ان اختطفتهم من جرود عرسال مطلع آب الماضي، ردا على انهاء الوضع الشاذ في سجن رومية مطلع الاسبوع، شكل العامل الابرز الذي تفاعلت معه أمس الاسواق المالية اللبنانية تحسبا لارتداداته على هذا الملف بعدما أمهل ذوو العسكريين السلطات اللبنانية المعنية 48 ساعة لمعالجته. لذا لم يكن مستغربا أن يواصل المتعاملون في بورصة بيروت التزام جانب الحيطة والحذر في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها، فاقتصرت المبادرات في اتجاهها على تلبية حاجات البعض من السيولة بيعا لكميات منها كلما وجد من يشتريها بالاسعار المعروضة بها. وأفادت من هذه العمليات التقنية أسهم سوليدير وغيرها، إذ راحت تتقلب بين 11و30 دولارا و11,05 دولارا الى ان اقفلت الفئة “أ” منها بـ11,06 دولارا في مقابل 11,16 الثلثاء والفئة “ب” بـ11,07 دولارا في مقابل 11,04. وجاء تسجيل صفقة خاصة تناولت تبادل 200000 سهم عادي من بنك بيبلوس بسعر 1,60 دولار (دونما تغيير) دفعة واحدة، بعد عملية اخرى وفقا لقاعدة العرض والطلب بـ1,59 دولار، لتنعش قليلا النشاط في ظل استقرار أسعار اسهمه التفضيلية – 2008 على 102,00 دولارين مع اسهم بنك بيروت المدرجة على 18,40 دولارا وشهادات ايداع بنك عوده على 6,50 دولارات والذي ارتفعت اسعار اسهمه المدرجة من 6,00 الى 6,03 والتفضيلية – H من 102,30 الى 102,80 دولارين في قطاع المصارف، الى تراجع أسهم “هولسيم” من 15,50 الى 15,00 دولار واستقرار أسهم “الاسمنت الابيض” لحامله على 3,50 دولارات في قطاع صناعة مواد البناء.
وتبعا لذلك، اقفل مؤشر “بلوم بنك” للأسهم اللبنانية بمزيد من التراجع نسبته 0,09 في المئة على 1165,2 نقطة، في سوق أكثر نشاطا تبودل فيها 250087 صكا قيمتها 1,471,540 دولارا في مقابل تداول 101925 صكا قيمتها 809966 دلارا اول من أمس.
في الخارج، نشط الاقبال على الاورو في أسواق القطع العالمية مع ظهور ميل الى اعادة شرائه بعدما هبط الى أدنى مستوياته منذ اطلاقه مطلع 1999 الى 1,1728 دولار في تطور عزاه الخبراء الماليون الى قلق المستثمرين على النمو العالمي بعدما خفض البنك الدولي توقعاته في هذا المجال 2015 و2016 والى اعلان المحامي العام لمحكمة العدل الاوروبية ان خطة التحفيز الكمي للاقتصاد المنوي أن يطلقها المركزي الاوروبي لشراء سندات تعد قانونية “بشروط معينة” في تطور قد يحمل السلطات النقدية الاوروبية على التريث في هذه الخطوة. وسرعان ما حجبت المخاوف من وقوع الاقتصاد في منطقتها في انكماش الاسعار وخصوصا بعد صدور بيانات اقتصادية اميركية غير داعمة للورقة الخضراء ان من حيث تراجع مبيعات المفرق بنسبة 0,4 في المئة واسعار الاستيراد بنسبة 2,5 في المئة وأسعار التصدير بنسبة 1,2 في المئة في كانون الاول وزيادة مخزون المصانع بنسبة 0,2 في المئة وتراجع مبيعاتها منه بالنسبة عينها. وأدى ذلك الى اقفال الاورو في نيويورك بـ1,1790 دولار في مقابل 1,1770 اول من أمس وأونصة الذهب بـ1229,50 دولارا في مقابل 1230,00 في الفترة عينها.
وانعكس القلق من ضعف النمو العالمي على رغم الهبوط الحاد في أسعار النفط الذي كان من شأنه ان يساعد في دعم الاقتصاد في الاجلين المتوسط والطويل سلبا على البورصات على جانبي الاطلسي، فأقفلت الاوروبية منها بتراجع راوح بين 2,35 في المئة في لندن و1,08 في المئة في بروكسيل. كما كان للبيانات الضعيفة التي صدرت أمس عن الاقتصاد الاميركي تأثيرها الضاغط على وول ستريت حيث اقفل مؤشرا داو جونز الصناعي بارتفاع 186,59 نقطة على 17427 نقطة وناسداك 22,18 نقطة على 4639,32 نقطة تواليا.