رأى الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” ضروري لأن الحزب يستمر بتعطيل المؤسسات الدستورية، من رئاسة الجمهورية، مروراً بالحكومة، وصولا إلى مجلس النواب، معتبراً في الوقت نفسه أن المشكلة تتمثل في ان “حزب الله” يريد من “تيار المستقبل” أن يضبط الشارع السُنّي من دون أن يقدم له الأدوات اللازمة، وهي بإعادة الاعتبار للدولة اللبنانية والخروج من المعايير المزدوجة، مستبعداً أن يؤدي الحوار بين الطرفين إلى إصلاحات جذرية، خصوصاً في ما يتعلق بالمؤسسات الأمنية والعسكرية والقضائية، وبالتالي فإن “حزب الله” ليس جاهزا لطرح ملف الاصلاحات على الطاولة، متهماً الثلاثي “حزب الله”، بري وعون، بالاستفادة من اجواء الفساد والفلتان الموجودة في البلد، وهذا ما يمنعهم من الانخراط بأي مشروع إصلاحات جدي.
بيضون، وفي حديث لموقع IMLebanon.org، قال: “إن “حزب الله” يستفيد من الحوار لأنه اصبح بديلاً عن المؤسسات الدستورية، والشرعية اللبنانية، ومن هذا المنطلق، كان على “تيار المستقبل” منذ البداية ان لا يقبل بالحوار مع “حزب الله”، في ظل وجود حكومة ومجلس نواب، بل ان يذهب إلى تفعيل هذه المؤسسات الدستورية في إطار القرار السياسي وبعيداً عن إطار المحاصصة الذي يسعى إليه “حزب الله”.
وشدد على أن الحل الوحيد حالياً هو أن يفرض “تيار المستقبل” جدول أعمال للحوار، يتلخص بنقاط ثلاث:
أولا، خطة أمنية شاملة لا تقتصر فقط على البقاع، بل تشمل بيروت والضاحية الجنوبية، التي تحولت إلى مخيم يأوي المجرمين وغيرهم.
ثانياً، طرح برنامج الاصلاحات بقوة لتدعيم مؤسسات الدولة، وهو مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبذلك، تكون استعادت قوى 14 آذار روحها التي قامت خلال ثورة الأرز على الاصلاحات.
ثالثاً، فك عزلة لبنان العربية التي فرضها “حزب الله” من خلال تدخله وأفعاله في البلدان الخليجية.
ورداً على سؤال، رأى بيضون أن “حزب الله” ليس جاهزا لمناقشة موضوع رئاسة الجمهورية، وهو سيبقي الفراغ في الرئاسة إلى ما بعد الاتفاق النووي بين الأميركيين والايرانيين. وقال: “موضوع الرئاسة مرتبط اليوم بالأزمة السورية، وإيران لن تسمح بحل الأزمة الرئاسية إلا بعد الانتهاء من الاتفاق النووي والمفاوضة على مصير الأسد، ولبنان يشكل ورقة مهمة للايرانيين ليحافظوا من خلالها على مكتسباتهم في سوريا، فربطوا الملف اللبناني بالملف السوري، وبالتالي “حزب الله ليس مستعجلاً على حل ملف الرئاسة في لبنان”. واكد انه ليس واردا بالنسبة لايران او “حزب الله” المجيء برئيس من صلب 14 آذار.
بيضون أشار إلى أن انفجار طرابلس جاء في سياق الحرب القائمة في المنطقة والتي تأخذ طابعاً سُنياً شيعياً، والتي هي عملياً حرب بين النفوذ الايراني في المنطقة والمتضررين من هذا النفوذ من بعض الجماعات السُنيّة، وبالتالي لا يهدف إلى تخريب الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”.
وفي هذا السياق، اكد بيضون أن لا بذور للحرب الأهلية في لبنان لأن “حزب الله” هو الطرف الوحيد المسلّح، وكل مكونات 14 آذار متمسكة بقرارها بعدم التسلّح، إلا ان هذا لا يعني أن لا مخاطر على لبنان، لا بل هناك مخاطر كبرى، وهناك قنبلة متفجرة تتمثل بالنزوح السوري الذي يتأثر بأجواء ما يحصل في المنطقة، وبالتالي هناك مخاوف من انخراطهم بهذه الأجواء التي ترتد سلبياً على لبنان.