طوني رزق
سوف يجد المستثمرون في مختلف انحاء العالم صعوبات كبيرة في اختيار توظيفاتهم المالية. فأسواق النفط والعملات والذهب والاسهم تبدو كالرمال المتحركة. وتبقى سندات الخزينة الاميركية الاكثر استقراراً وضمانة فهل ستشهد الاسواق انهيارات في العام 2015؟
تزداد الظروف صعوبة مع مرور الوقت ما يضيّق الخناق على قطاع النفط ومنطقة اليورو وروسيا من دون الحديث عن استمرار التشاؤم على مستوى الين الياباني والذهب والحذر الشديد ازاء ايّ إمكانية لانهيار مفاجئ ودراماتيكي لاسعار الاسهم في البورصات العالمية بعد ارتفاعها الى مستويات قياسية لا تحاكي الوضع الاقتصادي داخل بلادها او على المستوى الاقتصادي العالمي.
علماً ايضاً انّ البنك العالمي (الدولي) خفض توقعاته على مستوى النموّ الاقتصادي العالمي إذ قال في احدث تصريح له بأن اقتصاد العالم يسير بموجب محرك واحد هو الاقتصاد الاميركي مما لا يجعل الامور مطمِئنة.
وكان الروبل سجّل تسارعاً في هبوطه يوم امس الاول بعدما تراجعت اسعار النفط دون 45 دولاراً على خلفية ارتفاع المخزونات الاستراتيجية الاميركية بالتوازي مع تراجع الطلب على النفط وارتفاع حجم المعروض منه في الاسواق العالمية ما ينبىء وبحزم أنّ الاسعار ذاهبة الى انهيارات حتمية في المدى المنظور.
وترزح روسيا تحت ضغوط العقوبات الغربية وتراجع اسعار النفط ما يجعل وضع الروبل دقيقاً جداً يتسابق مع اسعار النفط هبوطاً. اما اليورو ومع تراجع الوضع الاقتصادي العام في اوروبا من دون ان يقابل ذلك أيّ تحرك كافٍ وجريء من البنك المركزي الاوروبي الذي ما زال يظهر برودة وتباطؤاً في ردات الفعل فإن احتمال تدهور كبير لاسعار صرف اليورو يبقى قائماً وسط استمرار مسيرة ارتفاع الدولار الاميركي وتناقض السياسات النقدية بين كلٍّ من اوروبا والولايات المتحدة الاميركية.
إذ تقترب هذه الاخيرة من المباشرة بعملية رفع اسعار الفائدة على الدولار في حين يقترب البنك الاوروبي نحو طبع النقود وتخفيض اضافي لاسعار الفائدة وقد سبقه البنك المركزي السويسري في اعتماد اسعار فائدة سلبية.
أما الذهب فلم ينجُ بعد من توقعات كثيرة ومن مختلف الانحاء بتراحعه بشكلٍ حتمي دون مستوى الالف دولار للاونصة. وذلك رغم الانتعاش البسيط الذي سجّله في الايام الماضية والذي رفعه الى 1220 دولاراً للاونصة وعليه فإنّ المستثمرين سوف يجدون انفسهم في اجواء غير مستقرّة تجعلهم يتخذون أقسى درجات الحذر والترقب في انتقاء توظيفاتهم ما سيجعلهم يبتعدون عن أسواق الاسهم والعملات والذهب والنفط الى اسواق سندات الخزينة الحكومية.
حركة الاسواق المالية
بلغ حجم التداولات في بورصة بيروت الرسمية امس 250087 سهماً قيمتها 1,47 مليون دولار وتمّ تبادل 39 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة تناولت 10 اسهم ارتفع منها 3 اسهم وتراجع سهمان واستقرت 5 اسهم. وتراجعت اسهم سوليدير الفئة (أ) 0,89 في المئة الى 11,06 دولاراً وارتفعت اسهم الشركة فئة (ب) 0,27 في المئة الى 11,07 دولاراً وزادت اسهم شركة هولسيم لبنان الصناعية 3,22 في المئة الى 15 دولاراً وزادت اسهم عودة العادية 0,50 في المئة والفئة (H) 0,48 في المئة الى 6,03 و102,80 على التوالي.
وفي البورصات الاميركية والاوروبية والآسيوية تراجعت اسعار الاسهم متأثرة بالتوقعات السلبية ازاء النموّ الاقتصاد العالمي وإزاء استمرار تدهور اسعار النفط والسلع. فتراجعت مؤشرات داو جونز وستاندرد اند بورز وناسداك في بورصة وول ستريت الاميركية 0,15 في المئة و0,26 في المئة و0,7 في المئة على التوالي الى 17813 و2023 و4661 نقطة. كما تراجع مؤشر الاسهم الفرنسية والالمانية والبريطانية في منطقة اليورو بنسبة 0,37 و0,22 و1,30 في المئة الى 4274 و9917 و6457 نقطة.
وفي آسيا تراجعت بورصة طوكيو 1,71 في المئة وهونغ كونغ 0,43 في المئة الى 16795 و24112 نقطة.
أما في اسواق الصرف العالمية فتابع اليورو تراجعه بنسبة 0,20 في المئة الى 1,1749 دولار والدولار الاوسترالي 0,47 في المئة الى 0,18128 دولار كما تراجع الدولار 9,87 في المئة الى 116,9 يناً و0,09 في المئة الى 1,5174 مقابل الجنيه الاسترليني لكنه ارتفع 0,18 في المئة الى 1,1980 دولار كندي و0,21 في المئة الى 1,0222 فرنك سويسري. ولقي الين الياباني دعماً من المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي فتمدَّدت جاذبيته كعملة احتياط في حين تضرّر الدولار الكندي من انهيار اسعار النفط.
أما في اسواق السلع فتراجع الذهب امس بنسبة 0,49 في المئة الى 1228 دولاراً للاونصة كما انخفضت اسعار الفضة بنسبة 2,86 في المئة الى 16,67 دولاراً للاونصة وتضررت الفضة بالاكثر من تراجع توقعات النموّ إذ إنها لم تجد طلباً في القطاعات الصناعية كما حدّ من تراجع الذهب امس الهبوط العام في اسواق الاسهم العالمية.
ومن جهته تراجع سعر النفط العالمي أمس بنسبة 0,37 في المئة الى 45,72 دولاراً للبرميل في نيويورك كما تراجع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 0,26 في المئة الى 46,42 دولاراً للبرميل وتتضرّرت اسعار النفط من تباطؤ الاقتصاد العالمي ومن بلوغ المخزونات النفطية الاستراتيجية الاميركية مستويات قياسية مع توقع وصولها الى 80 في المئة في المستقبل القريب. كما أنّ الاسعار تتضرّر من عدم ابداء منظمة اوبك ايّ اهتمام بتراجع الاسعار.