اشار الممثل السابق للامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي في تصريح لصحيفة “النهار” الى ان “لبنان بلد معقد ويتطلب الامر وقتا كي نفهمه. التحديات في ذاتها صعبة. لدينا تداعيات الازمة السورية المتنوعة والتي تجعل المسألة أصعب. على مستوى المجتمع الدولي، ثمة ارادة كبيرة لكنها تتطلب موارد. لقد نجحنا في تجنيد دعم في مجالات عدة، لكن في المقابل ثمة حاجات اخرى لم تؤمن. داخلياً، كان لدينا نحو 11 شهراً مع حكومة لتصريف الاعمال، ونكاد نبلغ الفترة نفسها على مستوى الشغور الرئاسي. لديكم قادة ممتازون كالرئيس نجيب ميقاتي او الرئيس تمام سلام والرئيس بري ولكن قدرة المؤسسات تتأثر بالجمود. وقد شكل ذلك مشكلة ليس فقط بالنسبة الي انما الى كل معني، سواء كان لبنانيا او يعمل في المجتمع الدولي”.
وأوضح ان “هناك أخطار حقيقية. لبنان في الخط الامامي في وجه التطرف ولا سيما “داعش” و”جبهة النصرة” والعناصر المسلحة موجودة على الحدود. تكرّر الارهاب، لكن الجيش والمؤسسات الامنية نجحوا في مواجهة هذه الظاهرة مثلا في طرابلس وعبرا، وأخيراً في سجن رومية. نجحت القوى الامنية في كسر شبكات الارهاب، نتيجة التعاون. ساعدنا عبر الدعم الذي تحظى به قدرات هذه القوى ولا سيما الجيش. هذا مهم لان لدينا “اليونيفيل” في الجنوب، ولكن أيضاً لان استقرار لبنان ككل مهم. عملنا مع الجنرال (جان) قهوجي وفريقه على الخطة الخمسية لتنمية قدرات الجيش، وركّزنا على أهمية دعمه في “مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان”، علماً أن دولا كالولايات المتحدة وبريطانيا التي كانت أساساً تدعم الجيش، زادت مساعداتها بطريقة ملحوظة جداً. كما ان المملكة العربية السعودية وافقت على تقديم دعم للجيش عبر فرنسا، بداية العام الماضي. وهذا كله يعني انه سيكون لديكم قوى مسلحة امنية مختلفة عن تلك التي كانت موجودة لدى وصولي الى هنا، خبرة، وقدرة. يبدو لبنان سياسياً ومؤسساتياً مجهزا عبر الجيش والقوى الامنية والغطاء الذي يملكه من الطبقة السياسية والشعب، لمواجهة هذا الواقع (…). ارى الأخطار لكنني متفائل، لأن لبنان أظهر قدرة في مواجهتها، وسيواصل ذلك”.
وأضاف ان “كلمتي الاخيرة الى الشعب اللبناني، ابقوا موحدين وحافظوا على هذه البلاد الغالية، ويمكن ان تحققوا ذلك ونحن في الامم المتحدة هنا لمساعدتكم.”