هزّ البنك الوطني السويسري (المركزي) الأسواق المالية يوم امس بإلغائه سقفاً مفروضاً منذ ثلاث سنوات لسعر الفرنك وهو ما دفع العملة الوطنية التي تعتبر استثماراً آمناً، لتجاوز الحد البالغ 1.2 فرنك لليورو بشدة، ما شكّل هزة قوية في الأسواق المالية العالمية كانت أشبه بزلزال.
وكان اليورو أول المتأثرين بالإجراء السويسري، فقد تراجع الى ادنى مستوياته منذ 11 عاماً وفاقه الجنيه الاسترليني إذ صعد إلى أعلى مستوياته في ست سنوات أمام العملة الأوروبية المتعثرة بدعم من تنامي التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيبدأ قريبا في شراء السندات الحكومية.
كما ارتفع الذهب أكثر من اثنين في المئة الى أعلى مستوى في أربعة أشهر مع انخفاض الدولار والأسهم الأوروبية بعد أن كسر المركزي السويسري سقف سعر الفرنك الذي حدده قبل ثلاث سنوات مما دفع أسهم أوروبا وعائدات السندات الى التراجع.
الصدمة السويسرية
وقبل بضعة أيام فقط وصف مسؤولو البنك المركزي السقف – الذي فرض في ذروة الأزمة المالية بمنطقة اليورو في 2011 لمنع صعود الفرنك خشية تضرر الاقتصاد – بأنه حجر زاوية في سياسة البنك النقدية.
إلا أن التحول الكامل عن هذه السياسة – والذي دفع الفرنك للقفز بحوالي 30 بالمئة مقابل اليورو في الدقائق الأولى من التعاملات التي شابتها الفوضى – جاء قبل أسبوع من إعلان متوقع للبنك المركزي الأوروبي عن برنامج كبير لشراء السندات من شأنه أن يجبر المركزي السويسري على بيع واسع النطاق للفرنك لشراء اليورو للدفاع عن ذلك السقف.
ومع إلغاء البنك المركزي الحد الأقصى لسعر العملة سعى إلى كبح التدفقات الجديدة على العملة السويسرية بخفض أسعار الفائدة الرئيسية – التي كانت سلبية بالفعل – بنسبة 0.5 بالمئة إلى ناقص 0.75 بالمئة.
وتعهد البنك المركزي بأن «يظل نشطا في سوق الصرف الأجنبي للتأثير على الظروف النقدية».
ودفعت الاجراءات الجديدة الأسهم السويسرية للهبوط أكثر من 10 بالمئة وكانت البنوك بين أكبر الخاسرين إذ هوى سهم كل من يو.بي.إس وكريدي سويس 14 بالمئة الساعة 1200 بتوقيت جرينتش. وكان سهم ريتشمون المالكة للعلامة التجارية الفاخرة للساعات كارتييه أكبر الخاسرين على المؤشر الرئيسي بخسائر بلغت 17 بالمئة.
وأظهرت بيانات لتومسون رويترز أن الخسائر الاجمالية للمؤشر قلصت قيمته بحوالي 100 مليار فرنك تعادل القيمة الاجمالية لبنكي يو.بي.إس وكريدي سويس.
ومع تهاوي الأسواق سارع أصحاب الحسابات المصرفية إلى تغيير نقودهم.
وقال المركزي السويسري إن السقف الذي كان يفرضه على قيمة الفرنك كان استثنائيا ومؤقتا حما الاقتصاد من أضرار خطيرة وبرغم ان الفرنك كان لا يزال مرتفعا إلا أن القيمة الزائدة تراجعت إجمالا منذ فرض السقف.
اليورو
نبدأ من أكبر المتأثرين بالإجراء السويسري إذ تراجع اليورو أمام الدولار إلى أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2003 امس الخميس بعد إعلان البنك المركزي السويسري عزمه التخلي عن الحد الأدنى للفرنك أمام اليورو وهو 1.20 فرنك لكل يورو.
وتراجع اليورو خلال تعاملات الامس إلى 1.1575 دولار مقابل 1.1735 دولار أمس الأول الأربعاء.
وقد تراجع الطلب على اليورو في أعقاب قرار سويسرا.
الاسترليني
من جهته صعد الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوياته في ست سنوات أمام اليورو المتعثر يوم الخميس بدعم من تنامي التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيبدأ قريبا في شراء السندات الحكومية.
وقال متعاملون إن الاسترليني لا يزال يجد دعما في توقعات بأن أداء الاقتصاد البريطاني سيفوق أداء نظرائه في أوروبا.
ومع انحسار التضخم وتباطؤ النمو أرجأ المستثمرون توقعاتهم لرفع بنك انجلترا المركزي أسعار الفائدة. غير أن آفاق الاقتصاد البريطاني ما زالت تتناقض مع خطر انكماش الأسعار الذي تواجهه منطقة اليورو.
ونزل اليورو 0.1 بالمئة أمام الاسترليني إلى 77.30 بنس بعد هبوطه إلى 77.25 بنس أدنى مستوياته منذ أواخر 2008.
وخسرت العملة الأوروبية الموحدة 3.5 بالمئة على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة ويقول بعض الخبراء إن اليورو على شفا النزول لمستوى 74.50 بنس الذي لم يسجله منذ أوائل 2008.
ورغم مكاسب الاسترليني أمام اليورو تراجعت العملة البريطانية أمام نظيرتها الأميركية 0.2 بالمئة إلى 1.5209 دولار.
وارتفع الفرنك السويسري نحو 30 بالمئة أمام اليورو يوم الخميس بعد أن تخلى البنك الوطني السويسري (المركزي) عن الحد الأقصى لسعر العملة البالغ 1.20 فرنك لليورو والذي وضعه منذ ثلاث سنوات.
وفي دقائق قليلة اضطربت فيها الأسواق بعد إعلان المركزي السويسري قراره اخترق الفرنك مستوى التعادل مع اليورو ليبلغ 0.8052 فرنك لليورو قبل أن يقلص مكاسبه ليسجل 1.0350 فرنك.
الذهب
كما ارتفع الذهب أكثر من اثنين بالمئة لأعلى مستوى في أربعة أشهر مع انخفاض الدولار والأسهم الأوروبية بعد أن تخلى البنك المركزي السويسري عن الحد الأقصى لسعر الفرنك الذي حدده قبل ثلاث سنوات مما دفع أسهم أوروبا وعائدات السندات للتراجع.
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 2.4 بالمئة إلى أعلى مستوى منذ سبتمبر أيلول عند 1260.30 دولار للأوقية (الأونصة) في وقت سابق من يوم الخميس وكان مرتفعا 2.2 بالمئة عند 1256.61 دولار بحلول الساعة 1125 بتوقيت جرينتش.
وتراجعت أسهم أوروبا وانخفض الدولار 0.4 بالمئة أمام سلة من العملات الرئيسية بعد الخطوة التي اتخذتها سويسرا.
