نقل سياسيون عن مصادر دبلوماسية غربية قريبة من الدوائر الفاتيكانية أن الكرسي الرسولي سيحث جيرو على متابعة مسار مبادرته من اجل تسهيل انتخاب رئيس في لبنان وتبلغه تأييدها لكل حراك يصب في هذا المنحى وتدعوه لعدم التوقف على رغم الصعاب التي تواجهه.
المصادر، وفي حديث لـ”المركزية”، أكدت الترحيب الكنسي بمسلسل الحوارات الذي انطلق في لبنان بين القوى المتنازعة سياسيا وتعتبره خطوة حيوية ومهمة قد تسهم ولو في الحد الادنى في دفع المسار الرئاسي قدما من خلال تقريب المسافات ووجهات النظر المتباعدة.
ورأت ان الحوار السني – الشيعي القائم بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” والذي سيبحث في الملف الرئاسي من شأنه ان يحث القوى السياسية المسيحية التي تستعد بدورها لحوار ثنائي على الاستعجال في التوافق على انتخاب رئيس لكونها تعلم ان تقاعسها عن الدور المنوط بها سيؤدي حكما الى اضطلاع القوى الاسلامية بهذا الدور بمباركة البطريركية المارونية.
وأكدت المصادر ان الحوارين لا بد الا ان ينتجا جديدا على المستوى الداخلي بمعزل عن التصعيد الاقليمي والتعقيد الدولي، مستندة بذلك الى ان استقرار الساحة اللبنانية لا يحتمل ان يوظف في الظرف الراهن في البازار الاقليمي والدولي وان لا مصلحة لاي من الاطراف السياسية بالذهاب نحو التصعيد سياسيا او امنيا.
وتتحدث اوساط سياسية مراقبة لـ”المركزية” عن صعوبة ملحوظة في حظوظ انتخاب رئيس جمهورية في مرحلة قريبة اذ ان طهران ستستخدم نفوذها في لبنان وتحديدا ورقة رئاسته كورقة ضغط في المفاوضات الدولية ونتيجة للازمة الحادة التي تعانيها بفعل خفض اسعار النفط وما يترتب جراءه من خسائر كبيرة في ظل العقوبات المفروضة عليها، وانها لا يمكن ان تتنازل عن هذه الورقة مقابل لا شيء. واعتبرت ان موقف نصرالله امس حول استمرار ترشيح النائب ميشال عون يعكس بوضوح التوجه الايراني، خصوصا ان عون ما زال مستمرا في هذا الترشح على رغم يقينه بانعدام فرص وصوله الى بعبدا.
وتختم بالقول ان الفريق المسيحي ما زال يتمتع حتى الساعة بحق اختيار الرئيس خصوصا اذا ما تمكن حوار الرابية – معراب من احداث خرق نوعي على مستوى ملفات البحث في ظل معلومات ترجح توسعه لاحقا ليصبح جامعا باعتبار ان الرجلين ينويان وضع حلفائهما في اجواء الحوار واشراكهم في النقاش في مرحلة لاحقة والافادة من طروحاتهم اذا ما توافرت لتعميم الفائدة على المستوى الوطني عموما.