Site icon IMLebanon

الراي: المولوي يجنّد إسلاميين لعمليات انتحارية بهدف توريط “عين الحلوة”

كشفت مصادر فلسطينية لـ “الراي” ان مسؤولين امنيين لبنانيين ابلغوا قيادات فلسطينية بارزة على الساحة اللبنانية، معنيّة بمتابعة ملف المخيمات سياسياً وامنياً، ان ثمة مؤشرات غير مُطَمْئنة في مخيم عين الحلوة للاجئين في صيدا بعد رصْد حركة تجنيد لعناصر اسلامية متشددة، من اجل القيام بعمليات تفجير ضد أهداف عسكرية وامنية وحزبية، ما يمكن ان يضع المخيم في عين العاصفة، رغم كل الجهود الفلسطينية المبذولة من اجل تجنيبه تداعيات ما يجري في لنبان وسورية.

واوضحت المصادر ان كلام وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق عن ان “مَنْ جُنّد لعملية جبل محسن (طرابلس) الارهابية موجود في مخيم عين الحلوة، ولن يبقى المخيم مكاناً آمناً للمطلوبين”، جاء ليصبّ في هذا الاتجاه، لا سيما ان اعترافات الموقوف بسام النابوش الذي أوقفه الجيش اللبناني أخيراً، كشفت عن شبكة انتحاريين، كان بعضهم على تواصل مع المطلوب والفار من وجه العدالة، شادي المولوي الذي تعتقد الدولة اللبنانية انه متوار في عين الحلوة، وانه يريد توريط المخيّم عبر تجنيد الاسلاميين ودفعهم للقيام بعمليات انتحارية وتفجيرية، بعدما تبيّن انه صلة الوصل مع أمير “جبهة النصرة” في القلمون أبو مالك التلّي.

هذه المخاوف والمعلومات، وضعها مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب، العميد علي شحرور، خلال اجتماع عقد في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، مع امين سر حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان، فتحي ابو العردات، وقائد “الامن الوطني الفلسطيني” في لبنان، اللواء صبحي ابو عرب، حيث جرى بحث الوضع الامني وسبل تحصينه في ضوء التطورات الامنية الاخيرة في جبل محسن وسجن رومية.

وابلغ اللواء ابو عرب “الراي” ان “العميد شحرور تحدث الينا عن مؤشرات غير مُطَمْئنة (في اشارة الى رفع رايات تنظيم جبهة النصرة سابقاً، والى التحرك المسلّح احتجاجا على العملية التي نفذتها القوى الامنية في سجن رومية، وصولا الى وجود مطلوبين يشكّلون خطراً على السلم الاهلي)، وعن انه يجب العمل سريعاً من اجل منع توريط المخيم”، موضحا ان “القوى والفصائل الفلسطينية تعقد اجتماعات متلاحقة للحفاظ على الامن والاستقرار، وهناك اتفاق فلسطيني على عدم الانجرار الى اي فتنة”، ومؤكدا بحزم: “لن نسمح لاحد اياً كان بأن يورط المخيم، وذلك على قاعدة انتهاج سياسة النأي بالنفس عن الشؤون اللبنانية”.

غير ان ما قاله ابو عرب، يتصادم مع الواقع الفلسطيني في لبنان، اذ ان معادلة “الامن بالتراضي” ووجود “مربعات امنية” في بعض احياء عين الحلوة، تتيح للمطلوبين والإسلاميين المتشددين التخطيط والعمل الامني بخفية مثل اي منطقة لبنانية.

من جهته أكد ممثل “حركة الجهاد الإسلامي” في لبنان، الحاج أبو عماد الرفاعي، أن “مخيم عين الحلوة سيبقى عصيّاً على كل محاولات جرّه إلى الفتنة”، معتبراً انه “رغم خطورة ما يتم العمل والتحضير له لهذا المخيم فيجب أن يبقى عاصمة محصّنة للشتات الفلسطيني، وهناك جهد فلسطيني يُبذل من كل القوى والفصائل الفلسطينية لمنع توتير الأوضاع داخل المخيمات الفلسطينية، ومنع المزيد من الانقسامات الداخلية الفلسطينية – الفلسطينية، أو محاولات جرّه (المخيم) من خلال إدخال بعض المطلوبين إليه”.

في المقابل، تغمز اوساط فلسطينية من قناة ان ثمة اشكالية كبيرة في العلاقة اللبنانية مع الواقع الفلسطيني في لبنان، اذ ما زال التعاطي امنياً رغم تطور العلاقات السياسية والتنسيق المستمر، لافتة الى ان “تأجيل الحوار اللبناني – الفلسطيني الرسمي لأسباب تتعلق بكلا الطرفين، يتيح وضع المخيمات في عين العاصفة، ناهيك عن عدم اصدار عفو عام عن المطلوبين اسوة باللبنانيين سابقاً او ايجاد معالجة لقضاياهم تقطع الطريق عليهم لاستقبال مطلوبين آخرين او الانغماس في اعمال امنية تخريبية”.

وفي سياق غير بعيد، جاء نشر صحيفة “شارلي ايبدو” الفرنسية لرسوم مسيئة للرسول محمد ليزيد من المخاوف الامنية في عاصمة الجنوب، حيث اتخذت القوى الأمنية تدابير احترازية في محيط المركز الثقافي الفرنسي في صيدا، وعززت عناصر الحماية الموجودة عند مدخله والتابعة لجهاز أمن السفارات بدورية دائمة.