IMLebanon

المصنعون حائرون بين السيارات الكهربائية وتلك العاملة بالهيدروجين

titan
سيارات تعمل بالدفع الكهربائي او الهيدروجين؟ تنقسم اوساط صناعة السيارات حول هذه المسألة، في حين باتت اولى السيارات العاملة بالهيدروجين على الطرقات والسيارات الكهربائية بالكامل تريد ان تصل الى الجمهور العريض.
فقد بدأت الشركات اليابانية “تويوتا” ونيسان” وهوندا”، فضلا عن الاميركيتين “تيسلا” و “جنرال موتورز” تخوض غمار هذه التكنولجيات التي من شأنها ان توفر دفعا للسيارات المراعية للبيئة الاغلى من السيارات التقليدية. وقد لجأت الى الكثير من النشاطات الترويجية في هذا المجال خلال معرض ديترويت للسيارات.
وبعد “جنرال موتورز” اول شركة لصناعة السيارات في الولايات المتحدة، كشفت “تيسلا” التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها عن سيارة بسعر منخفض (30 الف دولار) يمكنها السير لمسافة 320 كيلومترا من دون شحن وسمتها “بولت”. وستطرح في الاسواق في العام 2017.
واتى رد معسكر الهيدروجين على شكل نسخة جديدة من “اف سي في” من “هوندا” اليابانية. وهي تأتي بعد اسابيع قليلة فقط على سيارة “ميراي” من “تويوتا” (60 الف دولار) التي تعتمد على التكنولوجيات نفسها ومن دون اي انبعاثات اخرى من العوادم سوى بخار الماء.
وتصميم سيارة “اف سي في” شبيه بعض الشيء بالمركبات الفضائية في فيلم “حرب النجوم”. وتؤكد “هوندا” انها ستصبح متوافرة في اسواق اليابان في العام 2016 وبعدها في الولايات المتحدة واوروبا. اما سيارات “ميراي”، فهي قد طرحت في اليابان، على ان تطرح في اسواق تجريبية، مثل كاليفورنيا، في الخريف المقبل.
وقال إيلون ماسك صاحب شركة “تيسلا” رمز السيارات الكهربائية الرياضية والفخمة ، انها تكنولوجيا “بلهاء كثيرا” لان انتاج الهيدروجين يستهلك الكثير من الطاقة. وتعتمد السيارة العاملة بالهيدروجين على نظام التحليل الكهربائي.
ويغزي خزان الهيدروجين البطارية التي تنتج الكهرباء وتصدر الماء بعد تفاعل بين الهيدروجين والأكسيجين. ويزود المحرك بهذه الشحنة الكهربائية.
وتتباين آراء المحللين في شأن هاتين التقنيتين، لا سيما أن المسألة الأساسية هي عينها في الحالتين وتقضي بالاستثمارات الطائلة الواجبة ضخها في البنى التحتية.
فالمستهلكون سيكونون أكثر ميولا إلى اعتماد التقنية التي تتوفر لها محطات شحن في الجوار.
والبطاريات هي السباقة في هذا الخصوص، إذ أن “تيسلا” تتعاون مع مجموعة “باناسونيك” اليابانية لتشييد محطة بطاريات عملاقة في نيفادا (غرب الولايات المتحدة) بهدف تخفيض كلفة هذه التقنية.
كما أن المصنع الأميركي للسيارات الكهربائية الفاخرة يشيد على نفقته محطات شحن في أوروبا الغربية.
أما بالنسبة إلى الهيدروجين، فينبغي البدء من الصفر. وقال آلن باوم المحلل في مجموعة “باوم أند أسوشييت” إن “المشكلة الأساسية لخلية الوقود هي كلفة التكنولوجيا، فضلا عن غياب البنى التحتية. ولا شك في أنه أمر جيد أن يتمكن السائق من شحن سيارته في خلال خمس دقائق، لكن المشكلة هي أن ولاية كاليفورنيا لا تضم سوى 14 محطة شحن”.
وتتوفر حوالى أربعين محطة شحن لـ”تويوتا” التي تلقت أكثر من 1500 طلبية في اليابان على سيارة “ميراي”، أي أكثر بثلاث مرات من المعدل المرتقب بداية.
وتدرك أقسام الأبحاث في مجموعات صناعة السيارات هذه المشكلة تمام الإدراك، وهي فكرت بداية في احتمال إنتاج الهيدروجين في السيارة قبل تخليها عن هذا الحل.
وختم مارتن تسيمرمان الأستاذ المحاضر في جامعة ميشيغان والمسؤول السابق في “فورد” قائلا “في نهاية المطاف، سيختار مصنعو السيارات مزيجا من هذه التكنولوجيات كلها” لتقديمه للمستهلكين.