Site icon IMLebanon

“المركزية”: هل يتحول الحوار من ثنائي الى ثلاثي؟

يرخي تقدم المحادثات الأميركية – الإيرانية التي مضت الى أبعد من الملف النووي كما يجمع الطرفان، بظلاله على الأوضاع في المنطقة خصوصاً على الساحة اللبنانية التي تبقى أكثر من سواها عرضة للتأثر بالمتغيرات والأحداث نظراً لما للبنانيين من تطلعات خارجية وارتباطات.

وتقول مصادر دبلوماسية مطلعة في هذا السياق، ان العلاقات الأميركية – السعودية تشهد تحسناً ملموساً أعادها الى طبيعتها الجيدة وهو ما انسحب على لبنان وأرسى هذا المناخ من التقارب والحوار سواء بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”، وحتى بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية.

وليس بعيداً، أشارت المصادر الى ان الحديث المتلفز الأخير للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي أكد فيه ضرورة توسع الحوار لاحقاً من ثنائي الى ثلاثي ليشمل الجانب المسيحي، يبدو أنه بدأ يشق طريقه نحو الترجمة، إذ أن الحوار الثنائي الراهن القائم على الساحتين الإسلامية والمسيحية بدأ بالفعل يتحول الى ثلاثي وذلك من خلال قنوات التواصل المفتوحة سواء بين المستقبل وبكركي والرابية من جهة أو بين الرابية والضاحية من جهة ثانية، وان ذلك يترجم في الزيارات الدورية التي يقوم بها عضو لجنة الحوار مع “حزب الله” وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عقب جلسات الحوار الى كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون ليضعهما في أجواء المحادثات.

وتضيف: “كذلك على خط الرابية والضاحية، فالزيارات بين الجانبين تكاد تكون دورية وأسبوعية والتشاور قائم في كل المستجدات حتى ان بعض المتفائلين يمضون في تناولهم لموضوع الحوار الجاري على المستويين الإسلامي والمسيحي الى الحديث عن ثوابت ومبادئ وطنية ودستورية مطروحة على بساط البحث من شأن التفاهم عليها ان يفضي الى توسيع إطار الحوار لاحقاً من ثنائي الى ثلاثي وحتى لتشمل التفاهمات مستقبلاً في حال نجاحها كلاً من المستقبل والتيار الوطني الحر، وإذا أمكن أيضاً “حزب الله” و”القوات اللبنانية” خصوصاً وان سائر الأطراف المذكورة لا تختلف على صيغ وملفات داخلية، إنما تباعد بينها تطلعات وأمور خارجية يمكن تركها جانباً والى أن تقرر الدول الكبرى والمعنية في شأنها”.

لكن مصادر أخرى وخلافاً لكل التوقعات تقول ان الحديث عن توسع الحوار وإيجابيات قد أمكن الوصول اليها على هذا الصعيد غير صحيح إطلاقاً، وان زيارات الوزير المشنوق لكل من بكركي والرابية تهدف الى ايجاد حل لمشكلة ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت التي برزت الى السطح أخيراً، وبدأت تأخذ طابعاً طائفياً ومناطقياً في ضوء ما يتردد عن تحويل البواخر والبضائع التي كانت تصل الى الحوض الرابع الى مرفأ طرابلس.