IMLebanon

محللون: أداء أسواق الأسهم مؤشر إلى تحررها من تبعية النفط

OilPrice3
اعتبر مديرو شركات وساطة واستشارات مالية، أداء أسواق الأسهم المحلية في الأسبوع الماضي، مؤشراً إلى تحررها تدريجياً من الارتباط النفسي بتحركات أسعار النفط.
وأكدوا أنه على الرغم من أن أسعار النفط سجلت مستويات متدنية جديدة خلال الأسبوع، فإن أسواق الأسهم حافظت على اتجاهها الصاعد مع الاقتراب من موسم الإعلان عن نتائج الأعمال السنوية للشركات المصدرة للأسهم، ومن ثم توزيعات أرباحها، لافتين إلى أن إعلان عدد من الشركات السعودية عن نتائج أعمالها السنوية، التي أظهرت عدم التأثر بهبوط أسعار النفط، قلّل من مخاوف المستثمرين المحليين من تأثر أعمال الشركات الإماراتية بهبوط النفط.
وأشاروا إلى أن استقرار أسعار النفط وتلمسها القاع السعري، حفز المؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد على العودة للشراء، ما ظهر عبر زيادة معدلات التداول خلال الأيام الأخيرة من الأسبوع، منبهين إلى أن نجاح مؤشرات سوقي دبي وأبوظبي في تجاوز نقط المقاومة المهمة من الناحية النفسية للمستثمرين، التي يرجح أن تصل إليها خلال الأسبوع المقبل، سيسهم في دخول سيولة جديدة، ويزيد من نشاط التداول.

زيادة التداولات
تفصيلاً، قال المدير العام لمركز «الشرهان» للوساطة المالية، جمال عجاج، إن «تماسك أسعار الأسهم عند المستويات التي وصلت إليها أخيراً، يظهر محاولات لفك الارتباط بالمؤثرات الخارجية، وأهمها أسعار النفط وأداء البورصات العالمية».
وأضاف أن «الاقتراب من موسم الإفصاحات عن نتائج الأعمال السنوية، والتوقعات بأن تكون التوزيعات مجزية، حفز المستثمرين على العودة للشراء، واتضح ذلك في زيادة معدلات التداولات نسبياً عن الأيام الماضية، خصوصاً في سوق دبي المالي».
وتوقع عجاج أن تواصل أسواق الأسهم المحلية أداءها الإيجابي خلال الأسابيع المقبلة، لاسيما في ظل تحسن أسعار النفط، لافتاً إلى أن الزيادة المتدرجة في نشاط التداول، تؤشر إلى عودة المؤسسات المالية للشراء، ما قد يحفز مستثمرين جدداً على الدخول إلى الأسواق، لاسيما في حال نجاح المؤشرات في تجاوز نقط المقاومة المهمة من الناحية النفسية للمستثمرين، والتي يرجح أن تصل إليها خلال الأسبوع المقبل.
اتجاه صاعد
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «ثنك اكستريم» للاستشارات المالية، فادي الغطيس، أن أداء أسواق الأسهم المحلية في الأسبوع الماضي يظهر أنه لم يكن هناك ارتباط مباشر بين أسعار النفط وأداء أسواق الأسهم المحلية، مسوغاً ذلك بأنه على الرغم من أن أسعار النفط سجلت مستويات متدنية جديدة خلال الأسبوع، فإن أسواق الأسهم حافظت على اتجاهها الصاعد، ما يتوقع معه تحرر الأسواق تدريجياً من الارتباط النفسي بتراجع أسعار النفط.
وتوقع الغطيس أن تستهدف مؤشرات أسواق الأسهم المحلية مستويات مهمة جديدة وهي مستوى 4000 نقطة لمؤشر سوق دبي المالي، ومستوى 5000 نقطة لمؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية، مشيراً إلى أن تذبذب المؤشرات حول تلك المستويات يعد أمراً منطقياً، لكن الطلب المتزايد على شراء الأسهم سيسهم في تجاوز تلك المستويات، بعد أن يقتنع المستثمرون بأن أسعار الأسهم الحالية تعد مناسبة للشراء.

أسعار النفط
بدوره، اتفق المدير العام لشركة الوسيط المباشر للخدمات المالية، وائل درويش، مع نظيريه في ما يتعلق بالارتباط بين أسواق الأسهم والنفط، قائلاً: إن «شعور المستثمرين بوصول أسعار النفط إلى قاع معين، واستقرارها قرب ذلك المستوى، خفف الارتباط بين أسعار النفط وأداء أسواق الأسهم المحلية»، مؤكداً أن المؤسسات المالية والمستثمرين الأفراد تحفزوا للشراء بعد أن تلمسوا ذلك القاع، وتالياً فإن السيولة التي دخلت إلى السوق، رغم قلتها نسبياً، أسهمت في تحقيق ارتدادات إيجابية في أسعار الأسهم.
وأوضح درويش أن إعلان عدد من الشركات السعودية عن نتائج أعمالها السنوية، التي أظهرت عدم التأثر بهبوط أسعار النفط، قلل من مخاوف المستثمرين المحليين من تأثر أعمال الشركات الإماراتية بهبوط النفط، منبهاً إلى أن تفاعل أسواق الأسهم الإماراتية بشكل أكبر من تأثر السوق السعودية بهبوط أسعار النفط، يرجع إلى ارتباط اقتصاد الإمارات بشكل أكثر بالاقتصاد العالمي، نظراً لانفتاحها أمام الاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن وجود صناديق حكومية واستثمارات بنوك تدافع عن أداء الأسهم السعودية، التي لاتزال غائبة عن السوق الإماراتية.