انطلقت في أبو ظبي أعمال أسبوع كامل من الفـــعاليات والمــــؤتمرات الدولية المتمحورة حول الطاقة المتجددة والبيئة، في ظل مخاوف من الأثر السلبي لانخفاض أسعار النفط في جهود تعزيز استخدام هذه الطاقة النظيفة.
والمخاوف من تراجع تنافسية الطاقات المتجددة تأتي في وقت يستعد العالم لقمة المناخ نهاية السنة في باريس. وافتتحت أمس أعمال الدورة السنوية الخامسة لـ «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» ومقرها أبو ظبي، في حضور ممثلين عن 151 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي بينها 66 دولة ممثلة على مستوى وزاري.
واجتماع الوكالة يشكّل الفعالية الأولى ضمن «أسبوع أبو ظبي للاستدامة» الذي يتخلله أيضاً إنعقاد «القمة العالمية لطاقة المستقبل» بمشاركة عدد من قادة الدول بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وتتخلله أيضاً القمة العالمية للمياه.
وقال المدير العام للوكالة، عدنان أمين، في افتتاح الاجتماع «أهمية الطاقات المتجددة تتعاظم بسرعة وكذلك تتعـاظم أهمية الوكالة».
وسيُعلن خلال الاجتماع عن تقديم «صندوق أبو ظبي للتنمية» تمويلاً لخمسة مشاريع جديدة للطاقة المتجددة في العالم بموجب إتفاق مع الوكالة.
وقال وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر خلال الإجتماع «صندوق أبو ظبي للتنمية قدم منذ تأسيس الوكالة في 2009 قروضاً ميسرة بـ700 مليون دولار لمشاريع الطاقة المتجددة».
ونقل تقرير حول وضع الطاقة المتجددة في العالم، عن أمين أن إجمالي الإستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة بلغ 264 بليون دولار في 2014 بزيادة 50 بليوناً على 2013، وان قطاع الطاقة المتجددة يؤمن وظائف لـ6.5 مليون شخص في العالم بحسب أرقام عام 2014، بزيادة 14 في المئة مقارنة بالسنة السابقة.
ويُعد تعزيز توليد الطاقة المتجددة أساساً في إطار المساعي العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية والتغير المناخي، فيما يُفترض أن تبلغ هذه المساعي اللحظة الحاسمة في نهاية السنة خلال مؤتمر المناخ في باريس الذي يهدف إلى التوصل لاتفاق دولي شامل لوقف ارتفاع حرارة الأرض.
وعبّر مشاركون، خصوصاً من المنطقة العربية، عن مخاوف من التأثير السلبي لأسعار النفط المنخفضة على جهود توسيع استخدام الطاقة المتجددة. وقال ممثل الكويت، سالم الحجرف، أن انخفاض أسعار النفط يشكل «تحدياً كبيراً» هذه السنة، مذكراً بأن «انخفاضها في الثمانينات كان السبب الرئيس لانهيار كثير من مشاريع الطاقة المتجددة».
وقال وكيل وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالي، كلاوديو فينشينتي، أن «انخفاض أسعار النفط قد يغيّر قواعد اللعبة»، مذكراً بأن ارتفاع أسعار الوقود شكّل في السابق دافعاً لتعزيز الإستثمارات في الطاقة المتجددة. وتخوف المسؤول الإيطالي من أن يؤدي «الإنخفاض المطوّل» لأسعار النفط إلى تغيير «التوازن» القائم بين مختلف مصادر الطاقة.
وتنطلق غداً أعمال «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، وهي تجمّع عالمي رفيع تنظمه أبو ظبي لدعم الجهود العالمية لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة. وستشهد القمة عرضاً للطائرة العاملة بالطاقة الشمسية «سولار إمبلس» التي ستنطلق من العاصمة الإماراتية في نهاية آذار (مارس). وستقوم الطائرة برحلة حول العالم من دون استخدام نقطة واحدة من الوقود، بحسب ما أعلنت شركة «مصدر» الإماراتية الشريكة في المشروع.
ووفق «مصدر» المتخصصة في الطاقات المتجددة، فإن رحلة «سولار إمبلس» تستمر خمسة أشهر، وسيُعلن مسارها الدولي خلال القمة. ويسعى المشروع إلى إثبات إمكان القيام برحلات جوية باستخدام الطاقة الشمسية.