IMLebanon

“حزب الله” يتجه للعضّ على الجرح وإسرائيل لن تقبل التعايش مع وجوده في الجولان

jihad-imad-moughnieh-funeral---hezbollah

 

 

كتبت صحيفة “الراي” الكويتية:

هل ارتكبت اسرائيل «مغامرة غير محسوبة» أم انها أغارت بـ«رسالة» مدوْزنة في المكان والزمان؟ هل يردّ «حزب الله» الصاع صاعين ام انه سيعضّ على الجرح؟ هل تغيّرت قواعد اللعبة على المسرح الممتدّ من جنوب لبنان الى الجولان أم ان خشية الجميع من حرب «يا قاتل يا مقتول» تحول دون حرب تضاف الى الحروب المترامية في المنطقة؟

 

اسئلة «انفجرت» دفعة واحدة في بيروت «المحبوسة الانفاس» امس غداة مقتل ستة من قياديي وكوادر «حزب الله» وعدد آخر من ضباط الحرس الثوري الايراني، بغارة اسرائيلية استهدفت أول من امس موكبهم في القنيطرة السورية، في تطور دراماتيكي وغير مسبوق منذ اعوام طويلة، بدا معه الصراع مع اسرائيل وكأنه فوق الفوهة.

 

مصادر خبيرة في الصراع بين «حزب الله» واسرائيل قرأت هذا التطور من زوايا عدة، وقالت لـ«الراي» ان «اسرائيل لم تكن تنوي اغتيال شخصيات بعيْنها فقط من حزب الله بقدر ما أرادت بعث رسالة واضحة اليه مفادها انها قبِلت بوجوده في جنوب لبنان وتعايشت معه، الا انها لن تقبل بوجوده في الجولان السوري وستتعامل مع هذا الوجود على غرار ما حدث للموكب في القنيطرة».

 

وفي تقدير هذه المصادر ان اسرائيل عبّرت برسالتها الصاروخية عن قرارها بعدم التسامح مع وجود «حزب الله» على المقلب السوري من حدودها لان الملعب السوري يحتاج لاجراءات وأعباء لا تريد تحملها، وخصوصاً بعدما أدركت ان الحزب يمضي في صناعة وقائع جديدة في سورية كإنشاء فرق منظمة غير نظامية شبيهة به، على غرار «حزب الله – سورية» و«لواء الرضوان» و«لواء العباس» وغيرها.

 

ورأت المصادر ان القيادة العسكرية الاسرائيلية التي «تحسب حساباً» لكل خطوة تقدم عليها، اعتمدت خياراً مدروساً في الضربة التي سدّدتها لـ«حزب الله»، وهو الخيار الذي جاء نتيجة قرار سياسي – عسكري اتُخذ قبل مدة بناء على معطيات عدة، اهمها:

 

  • إدراك اسرائيل المسبق ان «حزب الله» لا يستطيع فتح جبهة الجنوب لحسابات سياسية داخلية ترتبط بلبنان، وهو سيكون مضطراً لتجنيب البلاد حرباً وخصوصاً ان الغارة تمت في الجولان وليس في جنوب لبنان، اضافة الى ان أي حرب في هذا التوقيت سيستفيد منها طرفان، بنيامين نتنياهو الذي يستعدّ للانتخابات بعد نحو شهرين، والتكفيريون لان المزاج العام اللبناني سينقلب ضد الحزب بعد تحميله مسؤولية ما يلحق بالبلاد من دمار، وهو الذي بدا مرتاحاً اخيراً لتعايُش المجتمع اللبناني مع فكرة وجود «حزب الله» في سورية.

 

  • ربما تطمئنّ اسرائيل الى انها لن تكون هدفاً لـ«عمليات انتقامية» في الخارج بعدما اضطر «حزب الله» الى تفكيك جهاز عملياته الخارجية ومؤسساته في بلاد الدنيا على اثر اكتشافه خرقاً اسرائيلياً موجعاً عبر احد مسؤولي هذا الجهاز في رمضان الماضي، وهو محمد شوربة الذي ساهم في كشف قدرات الحزب الخارجية، وتالياً فان اعادة بناء الذراع الخارجية لـ «حزب الله» تحتاج وقتاً، ما يجعل اسرائيل تستفيد من هذا الغياب وتستغلّه لمصلحتها.

 

ولفتت المصادر نفسها الى ان اسرائيل التي اختارت التوقيت الملائم لمصلحتها كانت البادئة في «إشعال» جبهة الجولان التي صارت خطاً مشتركاً مع جنوب لبنان منذ مدة، وتالياً فانها أعلنتها حرباً من سورية، موضحة انه اذا قرر «حزب الله» الردّ فسيكون هذا الأمر على ثلاثة مستويات.

 

الاول: التهيؤ للرد بطريقة غير متوازية على أي خرق اسرائيلي في المستقبل في جنوب لبنان.

 

الثاني: الرد في سورية من خلال رفع وتيرة تدريب «حزب الله – سورية» وتجهيزه ليكون مصدر إزعاج حقيقياً لاسرائيل على غرار «حزب الله – لبنان» ودفعه للتقدم وبخطوات اسرع نحو القنيطرة.

 

الثالث: إعادة بناء جهاز العمليات الخارجية الذي أعيد تجهيزه واختير له أعضاء جدد، وذلك على النحو الذي يمكّنه من توجيه ضربات موجعة لاسرائيل، خصوصاً ان «الحساب» ما زال مفتوحاً معها منذ اغتيال القائد العسكري للحزب عماد مغنية، بل ان هذا الرصيد يزداد.

 

وقال عارفون لـ«الراي» ان العنصر الأهم في المعادلة التي أظهرتها الغارة الاسرائيلية على الموكب المؤلف من سيارات عدة في القنيطرة، هو ايران التي اصبح لديها حساب ثقيل مع اسرائيل منذ اغتيال العملاء النوويين الى استهداف بعض جنرالاتها في الغارة الاحد، خصوصاً مع سقوط مساعد قائد لواء القدس في الحرس الثوري الحاج قاسم سليماني، قائد الحرس في لبنان وسورية العميد محمد علي الله دادي في تلك الغارة، وهو الخبير في حرب العصابات الذي تسلّم مهامه قبل مدة وجيزة.

 

وكشفت مصادر موثوقة لـ «الراي» ان ليس من عادة اسرائيل استهداف موكب من دون معرفة مَن في داخله، وان مروحياتها هاجمت موكب علي الله دادي ومعه مسؤولون وكوادر من «حزب الله» كانوا في جولة استطلاعية يستقلون سيارات عدة، مشيرة الى سقوط عدد من الجرحى، الأمر الذي قد يرفع عدد القتلى الى اكثر من سبعة.

 

وقالت هذه المصادر ان اسرائيل استخدمت صواريخ «هيلفاير» ومدافع رشاشة في غاراتها على الموكب السيّار، الامر الذي ادى الى اصابته مباشرة.

 

وفي تقدير هذه المصادر ان من غير المستبعد ان يتجه «حزب الله» الى الرد على اسرائيل من داخل اسرائيل بعمليات امنية لوقفها ومنعها من الاستمرار في مسلسل الاغتيالات.

 

وعلمت «الراي» من مصادر مطلعة ان الرئيس السوري بشار الاسد أجرى أمس اتصالا هاتفيا بالأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله قدم اليه خلاله التعازي بقتلى الحزب.