عصام شلهوب
انتظر هواة التزلج بفارغ الصبر موسم الثلوج الذي تأخر نسبياً هذه السنة، وأقلق بال أصحاب الفنادق ومدارس التزلج والمؤسسات التجارية. وضاقت ساحة فاريا عيون السيمان وشارعها العام بالسيارات وهواة التزلج والوافدين لتمضية الوقت بين أحضان الثلج.
وغصت الساحة بالزوار والمقاهي بروادها.
فنادق فاريا عرفت إشغالاً مهماً نهاية هذا الأسبوع إذ بلغ معدل الإشغال نحو 60٪، وشهدت الفنادق الواقعة قرب حلبة التزلج زيادة في الطلب تعويضاً عما فات منذ شهر كانون الأول، خصوصاً وأن بعض الزبائن أخّروا حجوزاتهم حتى انتهاء العاصفة.
ويأمل بعض أصحاب الفنادق بدء الموسم واستمراره لفترة طويلة، مع التمني بعواصف أخرى تحمل إليهم مزيداً من الثلج لتعويض ما فات عليهم في السنوات الماضية أو حتى ما فاتهم خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول.
ويتمنى أصحاب الفنادق كذلك أن يطول الموسم خلال شهري شباط وآذار، خصوصاً وأن مواطنين وعائلات لبنانية مغتربة في الدول العربية وحتى من أبناء منطقة الخليج العربي يأتون من هذه الدول إلى لبنان خلال فترة العطل لممارسة هوايتهم المفضلة.
ملابس التزلج
ويؤكد صاحب مؤسسة تجارية للبيع بالجملة رفض ذكر اسمه أن المحلات التجارية المعنية بتجهيزات التزلج في منطقة فاريا بالمفرّق انفرجت أساريرهم إذ كانت تخاف من تأخر الموسم، غير أنها ارتاحت اليوم وهي تستعد لتأمين كل التجهيزات المطلوبة خصوصاً وأن حجم مبيعاتها عند اكتمال الموسم يقارب نحو 20 مليون دولار.
وأضاف التاجر الكبير أن خبرته في هذا المجال علمته أن 40٪ من الموسم يقع بين 20 كانون الأول والخامس من كانون الثاني، لكنه أمل أن يعوّض ما بقي من كانون الثاني حجم الأعمال المنتظرة. ويقصد لبنان في مثل هذا الوقت من السنة الذي يترافق مع عطل الميلاد ورأس السنة الكثير من السياح اللبنانيين المقيمين في الخارج.
ويشار إلى عدم وجود دراسات علمية دقيقة عن الثلوج في لبنان، الا ان الذاكرة الجماعية تحفظ تراكم الثلوج على ارتفاع أمتار كان يدوم وقتاً طويلاً في الماضي، الأمر الذي لم نشهده خلال العقود الأخيرة.
الزحمة
وشهدت عطلة نهاية الأسبوع ويوم أمس الأحد الطريق الرئيسية بين مفرق ذوق مصبح وحتى فاريا زحمة سير خانقة وهي غالباً ما تشهدها خلال موسم التزلج.
ويتمتع الوافدون بمنظر الثلج وهو يكلل الجبال حتى المتوسطة الارتفاع، وامتلأت ساحة عيون السيمان بالرواد الذين افترشوا الثلج مقراً لهم وعلت أصوات الموسيقى والاغاني.
واللافت ان حلبتي التزلج غصتا بالمتزلجين كباراً وصغاراً، حتى ان بعض السواح العرب جاؤوا للتمتع بثلج لبنان الأبيض.
المدارس
مدارس التزلج كان لها دور بارز، فشربل خوري الذي يعمل مدرباً في حلبات التزلج انتظر «الموسم بفارغ الصبر، انا اتكل على هذا الموسم لأسباب مادية وكذلك لامارس رياضتي المفضلة».
ويعمل خوري مع شركة متخصصة ويتقاضى مئة دولار أميركي في الساعة.
وأشار إلى «ان عدداً لا بأس به من الأجانب والمواطنين حجزوا على الانترنت اوقاتاً للتدرب مع الشركة لممارسة هوايتهم..».
أحد خبراء المناخ ورداً على سؤال قال: التغيير المناخي يحصل تدريجياً وليس ملموساً بشكل قاطع في لبنان حتى الآن. وأن ارتفاع الحرارة مرده إلى تغير المحيط في المنطقة التي يتم فيها رصد درجات الحرارة والقسم الباقي سببه التغير المناخي..».
الوقت باكر للحكم على موسم الأمطار والثلوج وعلى الندب والبكاء، لا زلنا في بداية موسم الشتاء والخير مقبل..