Site icon IMLebanon

استقالة جنبلاط لمصلحة تيمور “مسألة وقت”

 

 

… وليد جنبلاط سـ«يرتاح» من العمل النيابي ولكنه لن «يستريح» من الشأن السياسي.

 

هذه «المعادلة» تم «اخذ العلم» بها في الاوساط السياسية اللبنانية والديبلوماسية التي باتت تتعاطى مع استقالة النائب وليد جنبلاط من مجلس النواب لمصلحة نجله تيمور على انها مجرّد «مسألة وقت» وتحديداً «بالأسابيع» القليلة وسط معلومات عن ان مراحل «التسليم والتسلم» بين «البيك» و«وريث» مقعده في الندوة البرلمانية ستكتمل بحلول ايار المقبل الموعد المرجّح للانتخابات الفرعية لدخول الابن البكر للزعيم الدرزي مجلس النواب اذا سارت الأمور كما هو مرسوم لها.

 

والأكيد ان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط (مواليد 7 اب 1949)، الذي كان عُيّن للمرة الاولى نائباً العام 1991 عن مقعد والده (في محافظة جبل لبنان ـ قضاء الشوف) كمال جنبلاط، الذي اغتيل في اذار 1977، قبل ان تكرّس انتخابات 1992 و1996 و2000 و2005 و2009 زعامته المتكئة على إرث كبير لعائلته «التارخية»، حسم خياره على قاعدة مراجعة موقعه النيابي، وليس التراجع عن متابعة العمل الوطني او الاستقالة من الحياة السياسية التي صار في العقود الاربعة الماضية من أبرز اللاعبين فيها وأكثرهم حنكة وتمتعاً بـ «مرونة» القيام بـ «انعطافات» مفاجئة سرعان ما تلقى تعاطفاً في بيئته الدرزية، التي يَعتبر «حمايتها» الخط البياني الذي يحكم كل خطواته السياسية، و«تكتيكاته» التي يتعاطى معها الكثيرون في لبنان وخارجه على انها «انقلاباتٍ» او «تقلّباتٍ» باتت من «طقوس» سلوكيات الزعيم الدرزي ومقارباته للملفات في لبنان وخارجه، انطلاقاً من «فكر استراتيجي» يتمتّع به ويسمح له باستشرافات غالباً ما لا «يقرأها» غيره.

 

وتؤكد اوساط مطلعة على مسألة بدء «العدّ العكسي» لانسحاب جنبلاط من البرلمان، ان الاخير أعطى منذ فترة اشارات الى انه لا يمارس دوره النيابي بحسب المفهوم السائد وهو يكتفي بالنزول الى البرلمان في بعض الجلسات المهمة التي تستلزم حضوراً وتصويتاً، ومكتفياً من موقعه السياسي الاوسع بمقاربة العناوين اللبنانية والعربية والدولية بخطوطها العريضة راسماً «خريطة الطريق» لكيفية التعاطي معها.

 

واشارت صحيفة «الراي» الكويتية في هذا السياق، الى ان غالبية الأقطاب السياسيين في لبنان باتوا في أجواء رغبة جنبلاط وقراره بالاستقالة من منصبه النيابي وترشيح نجله، وان زيارة تيمور جنبلاط قبل ايام قليلة لرئيس البرلمان نبيه بري، «رفيق درب» الزعيم الدرزي سياسياً، من دون والده تطرقت الى هذه المسألة التي بات بري في أجوائها. مع الاشارة الى ان رئيس «التقدمي» كثّف في الفترة الاخيرة من إشراك ابنه في جولاته الخارجية ولقاءاته اللبنانية والعربية وذلك في إطار التمهيد لنقل «الدفة» النيابية اليه على ان تبقى مسألة زعامة «الحزب التقدمي الاشتراكي» رهناً بانعقاد الجمعية العامة.

 

ووفق المصادر المتابِعة لهذا الملف، فان الانتخابات الفرعية في الشوف التي ستعقب استقالة جنبلاط يفترض ان تمهّد ايضاً امام ملء المقعد الذي شغر في جزين بوفاة النائب ميشال الحلو (من كتلة العماد ميشال عون)، من دون استبعاد ان تفتح خطوة الزعيم الدرزي المرتقبة «شهية» النائب سليمان فرنجية على ترجمة ما سبق ان اعلنه لجهة انه لن يترشح في الانتخابات المقبلة عن المقعد الماروني في زغرتا، فيستقيل ليرشح نجله طوني فرنجية.

 

ومع تعاطي الوسط السياسي مع تنحي جنبلاط المرتقب نيابياً على انه صار «أمراً واقعاً»، تكثر التحريات عن شخصية تيمور جنبلاط الذي «لا وجود» إعلامياً له خارج «الصورة» مع والده في لقاءاته والذي ستكون النيابة مرحلة «تدرُّج» له وصولاً الى ارتداء عباءة «الزعامة» لاحقاً. علماً انه من مواليد العام 1982، والدته جيرفت جنبلاط من أصول أردنية، وهو متخرج في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت، وحائز ماجيستير في العلاقات الدولية ودراسات الأمن من جامعة Sciences Po الفرنسية.