أوضح عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا أنّ ردّ الفعل المسيحي على التواصل والحوار بين حزب “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” إيجابي جدًا رغم الإختلاف السياسي، داعيًا الى أن يبرز كلّ من الفريقين إيجابياته.
زهرا، وفي حديث عبر قناة الـ”LBCI”، لفت الى أنّ كلّ الشعوب العربية تتطلع الى الحلّ اللبناني أي بتطبيق المناصفة على غرار ما يحصل في لبنان، مشيرًا الى أنّ الوصاية السورية أصرّت على تطبيق الطائف بطريقة ملتوية للسيطرة على لبنان واستعملت كلّ فريق من الفرقاء اللبنانيين بطريقة ما.
وإذ لفت الى أنّنا اليوم نعيش أرجحية شيعية في القرار اللبناني، ولكن من غير المرجح أن تستمر، دعا زهرا الأفرقاء كافة أن يفهم كلّ منهم أنّه لا يمكن أن تكون له الأرجحية لأنّ لبنان يستمرّ بالتوافق.
وردًا على سؤال، رأى أنّ التوقيت بين حوار “المستقبل ـ حزب الله” و”القوات ـ التيار الوطني الحر” ربما صودف في الوقت نفسه، إلا أنّ الاهم هو التفتيش عن الحلّ بسبب الشغور الرئاسي، لافتًا الى أنّه من الممكن أن يتطلع رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” العماد ميشال عون إلى الرئاسة وهذا من حقه، كما لـ”القوات اللبنانية” تطلّعات أيضًا تتعلّق بالسيادة اللبنانية، وهذا لا يعني الوقوف عند الأفكار المسبقة.
زهرا أكّد أنّ القطيعة بين الرجلين لم تكن تاريخية، لافتاً إلى أنّ الإتصال الإنساني المباشر يلغي الكثير من الحواجز”. وأضاف: “الإعلام يضع مواعيد محتملة، وبالنسبة لي اللقاء ممكن أن يحصل في أي لحظة، ولا شيء يمنع انعقاده، إلا أنّه يجب التحضير له مسبقًا، ولا أحد ينتظر الإعلان عنه مسبقًا بسبب الظروف الأمنية، ونتأمل بنتائجه”.
وردًا على سؤال، أجاب: “هدف الحوار هو الإتفاق المسبق على الجمهورية من ثمّ الرئاسة، وليس حوارًا لتقاسم المغانم”. وعن انتخاب عون للرئاسة، قال: “السياسة الحالية التي يتبعها تمنعنا من انتخابه رئيسًا، وهناك صفة تمثيلية لدى الفريقين ولكن ليس بالضرورة أن يؤتى بأحدهما، فيمكن الإتفاق على شخص آخر بحسب الظروف، كما اتفق الثنائي الشيعي على الإتيان بالرئيس نبيه بري رئيسًا لمجلس النواب مع أنّه ليس الأول عند الشيعة”.
وعن ورقة تفاهم محتملة بين “حزب الله” و”الكتائب” شبيهة بورقة “التيار الوطني الحر”، قال: “ننتظر ونرى الورقة وليس الأشخاص، وعندها نرحب بما يساعد، وإذا وجدنا أن هناك ما يمسّ السيادة من قبل “حزب الله” مع أنّني أستبعد أن يسير “الكتائب” بها، نرفضه”.
واعتبر أنّ مضمون ورقة التفاهم بين عون و”حزب الله” أعطى الحزب غطاء مسيحيًا لا يجب أن يُعطى له في ظلّ تفلّته عن مؤسّسات الدولة، إلا أنّه لا يفيد العودة الى العام 2006، فاستغربنا حينها واستنكرنا بما فيه الكفاية.
وعن قانون الإنتخاب أوضح زهرا أنّ بكركي رفضت الاورثوذكسي ولم تتبناه ودعت الى اختيار الأفضل، لافتًا الى أنّه في أي يوم يقول المسيحيون أنّهم يريدون انتخاب الـ64 نائبًا يذهبون الى حرب أهلية جديدة. وقال: “في النهاية هناك قوانين ودستور في لبنان كون المجلس لا يجتمع إلا لأمور استثنائية جدًا، ولم يعد هناك لا دورات عادية ولا تشريع بالمطلق، وما تمّ تمريره كان قوانين مالية ملحة، ولن نذهب الى مجلس عادي إلا لوضع قانون إنتخابي أو انتخاب رئيس للجمهورية”.
وتطرّق الى التنظيمات الإرهابية، مشدّدًا على أنّ تأييد الدول الخليجية للمعارضة السورية لا يطال هذه المنظمات، إذ أنّ هذه الدول صنّفتها إرهابية قبل غيرها، وربما الدعم يأتي من أفراد وعائلات وجمعيات لديها أموالا في هذه الدول وتؤمن بهذه المعتقدات”.
عن أحداث عرسال، قال: “لنسأل قيادة الجيش كيف بدأت المعركة وكيف انتهت؟ وكيف توقفت القيادة عند نقطة إعادة ربط الجيش اللبناني بالجيش السوري وبالمقاومة لحسم المعركة، وهذا كان المطلوب في حينها. نحن نعلم كيف تحفظ كرامة الجيش، وكلنا ندعم الجيش إلا أنّ ولاءنا للبنان الوطن وليس للجيش لأنّنا لسنا دولة “عسكريتاريا”.
وأضاف: “أطراف أخرى كانت تريد مطاردة الجيش حتى الجرود للإلتحام بالجيش السوري هناك، وهذا ما رفضه الجيش حينها، فكرامة البلد والمؤسسة تقتضي بعودة أبناء الوطن من دون أن تكون رؤوسهم مفصولة عن أجسادهم، وهذا ما دعينا إليه بترك الخبز للخباز”.
وختم تعليقًا على الغارة الإسرائيلية، بأنّ إعلان إيران مقتل إحدى جنرالاتها في سوريا، وأنها ستردّ على إسرائيل بصواعق مدمّرة، أعفت “حزب الله” من الردّ. وأضاف: “أتأمل كلبناني أن يكون هذا الموقف صحيحا وأن تكون إيران أعفت لبنان من موقف لا شأن له به وعدم تدفيع اللبنانيين أثمانا لا مصلحة لهم فيها”.