Site icon IMLebanon

من المتن إلى الشوف: أضرار زراعية بالجملة

StormDamages3
انور عقل ضو
بدأت تتكشف أضرار العاصفة مع انحسارها تدريجياً، وهي طاولت على نطاق واسع أشجار الصنوبر في المتن وعاليه والشوف، فضلا عن أضرار طاولت البيوت البلاستيكية المخصصة لزراعة الأزهار والشتول، ولم تسلم أيضاً الكثير من المؤسسات التي سقطت واجهاتها الرئيسية ولافتاتها، إضافة إلى انهيار أسقف بعض محطات المحروقات.
من الصعب تحديد الأضرار بدقة وبأرقام واضحة، بسبب تراكم الثلوج، إلا أن «السفير» رصدت بعضها في جبل لبنان الجنوبي.
في هذا الاطار، يشير رئيس بلدية ترشيش ورئيس تجمع التعاونيات الزراعية في لبنان غابي سمعان إلى «اننا الآن لا يمكننا معرفة حجم الأضرار في الأراضي الزراعية وبساتين التفاح في ترشيش فالثلوج تخطت المترين»، لافتاً الانتباه إلى اننا «نتخذ في العادة احتياطات، لكن قبل انحسار الثلوج لا يمكن أن نتحدث عن نسبة الأضرار التي قد تكون لحقت بالأشجار والبساتين».
نبع الشاغور تشتري المياه
في حمانا، اقتصرت الأضرار على تشلع أغصان الأشجار وانقطاع خطوط الهاتف والكهرباء كما سائر قرى المتن الأعلى وعاليه، إلا ان بلدة نبع الشاغور تواجه مشكلة من نوع آخر. ويوضح رئيس بلدية حمانا جورج شاهين لـ «السفير» أن «الحفريات القائمة لمصلحة مشروع سد القيسماني فوق حرم نبع الشاغور، وبرغم توقفها بسبب الثلوج، إلا انها تسببت بتلوث مياه الشفة التي تصل إلى البيوت موحلة»، ويقول: «لا يمكن فحص المياه وهي موحلة، بحسب ما أبلغنا من مختبرات (جبر وغرة) التي نفحص فيها مياهنا أربع مرات كل سنة، من هنا نتخوف من أن تكون ملوثة بمخلفات الآليات والعمال»، وأكد شاهين أن «جميع أبناء حمانا يشترون مياه الشفة وقد وقع ما سبق وحذرنا منه مراراً».
قطاع الصنوبر
إلا ان أضرار العاصفة طاولت بشكل كبير أشجار الصنوبر المثمر في المتن الأعلى وجرد عاليه وأعالي الشوف، لكنها اقتصرت على المناطق التي تعلو أكثر من 800 متر عن سطح البحر، بسبب ثقل الثلج الذي تسبب بتحطم الأغصان وسقوط أعداد كبيرة من الأشجار، ما يعني تراجع الانتاج في مواسم مقبلة، الأمر الذي ستكون له تبعات اقتصادية واجتماعية على العاملين في هذا القطاع، ويقدر عددهم بأكثر من 50 ألف عائلة في لبنان، تبعا لإحصائية «نقابة مزارعي وعمال الصنوبر في لبنان». ويشير المزراع وهبي غرز الدين من رأس المتن إلى أن «الأضرار نجمت أيضاً عن الرياح الشديدة التي تسببت بتكسير الأغصان».
ويرى رئيس النقابة فخري المصري أن «الأضرار تفاوتت بين منطقة وأخرى بحسب ارتفاعها عن سطح البحر»، وإذ أكد أن «الأضرار كبيرة» أشار المصري إلى «انه لا يمكننا تقديرها قبل انحسار الثلوج لنتمكن من القيام بجولة ميدانية تشمل القرى والبلدات في المتن وعاليه والشوف وجزين وغيرها من المناطق». ولفت إلى أن «عددا من المزارعين تعرضت أحراجهم لأضرار كبيرة».
وعن إمكانية التعويض على العاملين في هذا القطاع، يلفت الانتباه إلى «اننا في السنوات الماضية واجهنا كوارث مماثلة إلا ان أحداً من الجهات المعنية لم يبادر للمساعدة، ولا نظن أن أحداً سيسمعنا الآن في ظل ما تواجهه الدولة من ظروف صعبة ومعقدة».
مزارعو التفاح
أما بالنسبة لزراعة التفاح فهي قائمة في المناطق المرتفعة حيت تراوحت سماكة الثلوج بين المتر وثلاثة أمتار. ويقول المزارع فوزي المغربي إنه «يتعذر علينا الآن الوصول إلى البساتين وإن كنا نعلم بأن الثلوج تسببت بأضرار طاولت الأشجار الكبيرة»، موضحاً أن «الأضرار لا تهمنا الآن، ذلك أن كل مخاوفنا من أن لا يجد التفاح المكدس في البرادات طريقه للتسويق ويتلف كما حصل في مراحل سابقة».
الزراعات المحمية
لم تنجُ الزراعات المحمية من الأضرار ساحلا بسبب الرياح الشديدة، وجبلا بسبب تراكم الثلوج وتدني درجات الحرارة. ويؤكد المهندس أيمن بو حسين من بلدة الغابون ـ قضاء عاليه أن «الرياح الشديدة اقتلعت تسع خيم بلاستيكية نملكها في منطقة المشرف (الشوف)»، موضحاً أن «مزارعي الغابون الذين يعتمدون على قطاع الأزهار خسروا نتيجة الصقيع مواسم عدة وأهمها الورد»، وقال بو حسين: «تقدر خسائري من موسم الورد وحده بما بين 70 و80 مليون ليرة».
ويشير إلى «اننا كأهال في الغابون والمناطق المجاورة لم نَنَمْ خلال العاصفة بحيث كنا حاضرين لإزالة الثلوج عن الخيم كي لا تسقط وتتهاوى تحت ثقلها».
من جهته، يقول عضو «نقابة الازهار والشتول في لبنان» سامي المشطوب: «فقدت خيمتين بسبب الرياح الشديدة في بلدة رأس المتن»، ولفت الانتباه إلى أن «أضراراً أكبر طاولت الخيم البلاستيكية في المناطق الأكثر ارتفاعاً».