إيلي قهوجي
استمرت اجواء القلق مخيّمة على الأسواق المالية اللبنانية غداة الاعتداء الاسرائيلي الذي استهدف عصر الأحد الماضي موكباً لـ”حزب الله” في القنيطرة السورية وأودى بحياة ستة من كوادره الى جنرال ايراني من الحرس الثوري، مما أثار مزيداً من المخاوف تحسباً لرد على هذا العدوان قد يتخذ بعداً إقليمياً. وفي انتظار أن تتضح هذه الأمور في ضوء ما قد يصدر من مواقف عن الجهات المعنية في هذا الشأن، ساد هدوء حذّر بورصة بيروت أمس أيضاً كما عكسته مقاربة المتعاملين فيها للصكوك المالية المدرجة على لوائحها والتي اتسمت بكثير من التردد. ولكن خرقت جمود قاعدة العرض والطلب صفقتان خاصتان خارج إطارها تناولتا تبادل 260000 سهم عادي من “بنك بيبلوس” بسعر 1,63 دولار في مقابل 1,62 بعد 3000 سهم بـ1,60 دولار و166097 سهماً مدرجاً من “بلوم بنك” بسعر 8,90 دولارات في مقابل 8,81 في قطاع المصارف الذي شهد أيضاً وفقاً لهذه القاعدة استقراراً لأسعار شهادات إيداع هذا المصرف على 10,00 دولارات مع أسهم “بنك بيروت” التفضيلية – E على 26,25 دولاراً وارتفاع أسعار أسهم “بنك عوده” المدرجة من 6,04 دولارات الى 6,10 وشهادات ايداع “بنك بيبلوس” من 76,00 دولاراً الى 77,00، وقت ارتفعت أسعار أسهم “سوليدير” فئة “أ” من 11,02 دولاراً الى 11,06 وتراجعت الفئة “ب” من 11,08 دولاراً الى 11,01.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم بنك للأسهم اللبنانية بارتفاع نسبته 0,36 في المئة على 1171,56 نقطة، في سوق نشيطة تبودل فيها 244643 صكاً قيمتها 2,083,593 دولاراً، في مقابل تداول 34471 صكاً قيمتها 725982 دولاراً أول من أمس.
في الخارج، تحول الاورو الى التراجع في أسواق القطع العالمية بعد تجاوزه مطلع الاسبوع عتبة الـ1,16 دولار التي سرعان ما كسرها أمس بعدما تعززت معنويات المستثمرين بتوقعات صندوق النقد الدولي التي أشارت الى ان الولايات المتحدة تسلك مسارا للنمو يختلف عن غيرها من الاقتصادات الكبرى في العالم، بينما تزايدت الضغوط على العملتين اليابانية والاوروبية قبيل اعلان مرتقب من بنك اليابان اليوم والمركزي الاوروبي غدا بتيسير غير مسبوق لسياستيهما النقدية. وجاء اعلان المانيا ان اسعار الانتاج فيها تراجعت بنسبة 0,7 في المئة بوتيرة شهرية و1,00 في المئة بوتيرة سنوية في كانون الاول ليرجح هذا الاحتمال أوروبيا بقدر ما يؤكد ذلك وقوع الاقتصاد في منطقة الاورو في انكماش الاسعار، مما حجب ارتفاع مؤشر zew الذي يقيس ثقة المستثمرين الالمان من 34,9 في كانون الاول الى 48,4 في كانون الثاني وجعل الاورو يقفل في نيويورك بـ1,1550 دولار في مقابل 1,1630 اول من أمس في تطور دفع اونصة الذهب الى 1293,75 دولارا في مقابل 1276,50 في الفترة عينها.
وبلغت الاسهم الاوروبية امس أعلى مستوياتها في سبع سنوات مع تنامي التوقعات ان يطلق المركزي الاوروبي غدا خطته الجريئة للتيسير الكمي للاقتصاد في منطقته، وقت تلقى السوق دعما من نمو الاقتصاد الصيني بوتيرة اقل تباطؤا مما كان يخشى البعض في 2014 بنسبة 7,4 في المئة. وأدى ذلك الى اقفال بورصات منطقة الاورو بارتفاع بين 1,24 في المئة في مدريد و0,14 في المئة في فرانكفورت. إلا أن النتائج للشركات الاميركية حجبت التوقعات الايجابية للاقتصاد في الولايات المتحدة وجعلت مؤشر داو جونز الصناعي يقفل دونما تغيير يذكر على 17515,23 نقطة ومؤشر ناسداك بارتفاع 20,47 نقطة على 4654,85 نقطة.