اشارت مصادر سياسية بارزة لصحيفة “الحياة” الى انه “مع توقع أن يرد “حزب الله” على ضربة الموجعة التي تلقاها في القنيطرة السورية ، فإن قيادته لن تتصرف بانفعال أو تسرّع، على رغم أن العملية الإسرائيلية شكلت تحولاً في المواجهة بين تل أبيب و “حزب الله”، لأنها كشفت وجود الأخير على مقربة من الجولان السوري المحتل عبر قياديين ميدانيين مهمين منه، فضلاً عن تواجد الحرس الثوري الإيراني في تلك المنطقة من جهة، ولأن حجم الاستهداف الإسرائيلي يهدد بتوسيع تلك المواجهة من جهة أخرى”.
واوضحت أن “قلق الوسط السياسي والرسمي في لبنان من إمكان تطور هذه المواجهة، وشمولها الجبهة الجنوبية، دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى نصح “حزب الله” بالتروي وعدم الانجرار الى ما يتسبب بانفلات الأمور في جنوب لبنان، ورجحت أن يكون تم ذلك أثناء الاتصال الذي أجراه بري مساء الاثنين مع الأمين العام لـ”حزب الله” لتعزيته باستشهاد مقاتلي الحزب”.
ورجحت المصادر أن “ينعكس القلق الرسمي والسياسي من تداعيات العدوان الإسرائيلي في القنيطرة على لبنان، ضبطاً للنفس من قبل “حزب الله”، خصوصاً أن المواقف اللبنانية المناهضة لتدخله في سوريا ابتعدت من الانتقاد الحاد واقترنت بالتعزية بعناصره باعتبارهم شهداء سقطوا بنيران العدو الإسرائيلي، فيما قادة الحزب يعتمدون سلوك ضبط النفس وتهيّب ما حصل والحرص على عدم الوقوع في فخ استدراج إسرائيل له على الجبهة اللبنانية الجنوبية”.
وترقب الوسط السياسي “ما إذا كانت جلسة مجلس الوزراء التي تُعقد الخميس برئاسة تمام سلام، ستتناول العدوان الإسرائيلي وتفاعلاته، في ظل مواقف مستنكرة له ومنتقدة لتورط “حزب الله” في سوريا.