ابراهيم عواضة
واجهت قطاعات الاقتصاد الحقيقي في العام 2014 صعوبات وضغوط سياسية وأمنية، أدّت في المحصلة إلى تراجع أداء هذه القطاعات، وفي مقدمها القطاع الصناعي الذي تراجعت صادراته بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام 2013.
وكان من الواضح أداء القطاعات الاقتصادية، ومن بينها القطاع الصناعي تأثرت بشكل سلبي بتداعيات الوضع الإقليمي، وتالياً بالوضع السياسي والأمني المحلي، لا سيما أزمة الفراغ الرئاسي وتراجع أداء المؤسسات الدستورية.
وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن يُؤكّد لـ «اللواء» أن قطاع الصناعة هو قطاع واعد إنما يتطلب عناية ورعاية.
ويقول وزير الصناعة: في دول العالم هناك عناية بالقطاع الصناعي، وهذه العناية تتمثل اما من خلال دعم مباشر للقطاع، وإما بتأمين «حمايات» وإما بتوفير المواد الأوّلية.
في لبنان نفتقر إلى المواد الأوّلية، وليس لدينا سياسات حماية أو دعم، وبالتالي يترك القطاع يُعاني ويصارع.
ويتابع: المسألة بسيطة وما بدها «فلسفة» حتى تكون قطاعاً صناعياً منافساً يعني أن تكون كلفة انتاجك وجودة انتاجك منافسة، نحن عندنا الجودة، وننافس بهذا الجانب، لكن كلفة انتاجنا منافسة في بعض الأحيان، وغير ذلك في احيان أخرى.
ويضيف الحاج حسن: لدعم الصناعة بدأت باتخاذ سلّة من إجراءات «الحماية» لأكثر من قطاع، مؤخراً أصدرت مرسوماً بحماية صناعات الالمنيوم، والحديد قريباً، إضافة إلى إجراءات حماية أخرى. نحن واثقون بالقطاع الصناعي وبقدرته على المنافسة وتحقيق نتائج جيدة.
من جهته، رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل يقول عن وضع الصناعة الوطنية: أن القطاع الصناعي اللبناني، هو من القطاعات القادرة على التكيّف من الأحداث الطارئة والأوضاع لاصعبة، وهو حافظ في 2014 على وضع مقبول رغم الأحداث السياسية والأمنية التي عرفها لبنان والمنطقة. لم يتعرّض القطاع للانهيار، حتى أن صادراتنا الى العراق، على سبيل المثال، ارتفعت بنسبة 30 في المئة خلال الفترة ما بين عامي 2012 و2013. في عام 2014 نتيجة التدهور الأمني الواسع في العراق وسوريا، تأثرت صادراتنا الى هذين البلدين سلبياً، وتراجعت أيضاً في دول اخرى. في مقابل ذلك، تحسن الوضع في السوق المحلية بتأثير عاملين اساسيين: الأوّل تدني حجم السلع الاغراقية التي كانت تدخل إليها، والثاني تدفق الآلاف من النازحين السوريين إلى لبنان ما شكل كتلة شرائية لا بأس بها للصناعة آللبنانية.
ويقول الجميل: انا على ثقة تامة بقدرات وامكانات الصناعة اللبنانية التي أثبتت انها قادرة على دخول أسواق العالم كلّه. كما اثق بالصناعي اللبناني، فهو صاحب كفاية وخبرة وتجربة، ومقاوم ومبدع وطموح بامتياز، كذلك اثق بالدولة اللبنانية وبنيتها الصادقة بدعم الصناعة.
ويتابع: انطلاقا مما تقوم انا متفائل وعلى ثقة بأن صناعتنا تملك من الإمكانات والمواصفات ما يجعل منها صناعة مميزة قادرة على العطاء وعلى الاستمرار، خصوصاً إذا استقرت الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة التي تضم الكثير من الخيرات، وفي الوقت عينه تعاني الكثير من الأزمات.