رأى النائب وليد جنبلاط لـ “السفير” إنّ الغارة الاسرائيلية على القنيطرة هي نوع من ترسيم خط تماس متقدم بين إسرائيل وإيران، وفيه شيء من الحسابات الانتخابية لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، وقد يكون أيضاً محاولة إسرائيلية للتشويش على المفاوضات الأميركية – الإيرانية ومنع التوصل الى تفاهم نووي.
وأكد الحق في تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة عدم تحميل لبنان تداعيات مغامرة جديدة، ومعربا عن اعتقاده بأن “حزب الله” سيراعي هذا الاعتبار عند تحديد زمان الرد ومكانه.
ولا يرى جنبلاط نهاية قريبة للأزمة السورية، ولا يتفاءل بوجود فرصة جدية أمام المبادرة الروسية في جمع القوى المتقاتلة على طاولة واحدة، ذلك أن المعارضة المفترض بها أن تكون في الجهة المقابلة للنظام السوري على مائدة الحوار.
واعتبر جنبلاط أن صورة وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وايران محمد جواد ظريف وهما يتنزهان سوية هي إشارة شكلية في هذا الاتجاه، مرجحا أن يكون مرشد الثورة الايرانية السيد علي الخامنئي بتفويضه ظريف إدارة الملف النووي قد اتخذ قرارا استراتيجيا بالتوصل الى اتفاق، وهو الخيار نفسه الذي يسير به الرئيس الأميركي باراك أوباما وقد لا يتوفر عند رئيس آخر.
وأشار جنبلاط الى أن المهمة الرئاسية لمدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا جيرو، قد بلغت الحائط المسدود، وهو صال وجال بين بيروت وطهران والرياض والفاتيكان وتبلغ كلاما واضحا من مساعد وزير الخارجية الايرانية للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان بأن من حق المسيحيين أن يختاروا رئيسهم برعاية الفاتيكان!
واعلن جنبلاط انه لا يلمس أيّ تطور جديّ في الاستحقاق الرئاسي على الرغم من المسارات الحوارية الحاصلة على أكثر من محور. إذ لا يرى أنّ الحوار بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” قد يغيّر المشهد “لا سيما أنّه من المستبعد أن يقدم ميشال عون أو سمير جعجع أي تنازل لمصلحة الآخر”، وفي المقابل، فإنّ مسار المفاوضات الإيرانية – السعودية طويل جداً بنظره.